الجمهور .. اللاعب رقم 12

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ القدم ونحن نقول في كرة القدم إن الجمهور هو اللاعب رقم 12، وهذه حقيقة لا تقبل الشك، لأنه من دون جمهور لا طعم ولا مذاق لأي مباراة مهما كان حجم فريقيها، ولكن جمهور اليوم يجب أن يكون أكثر وعياً لأنه يشارك ويتحمل المسؤولية أيضاً في المنظومة الكروية، فالبعض منهم يتقاعد ويتفق مع إدارات الأندية، لتكوين روابط للمشجعين، بشروط مجزية، على اعتبار أن قيادة الجمهور، لم تعد مجرد هواية، بل وصل الأمر الآن إلى إبرام عقود في إطار السياسة الاحترافية التي نتبعها سواء كانت »خطأ أو صح« فالعملية أصبحت اليوم ظاهرة شائعة وموضة جديدة في ملاعبنا!!

، ولأن الإعلام الرياضي جزء مهم في مسيرة الحركة الشبابية والرياضية، عليه عبء توعية الجماهير وهو سلاح خطير ذو حدين إذا استخدم في مساره الصحيح بالنقد الهادف البناء الذي يجب أن يصب في مصلحتنا، وأما إذا سار بمنهج آخر بعيداً عن الصدق والموضوعية خرج عن المسار مما قد يسبب العقبات والأزمات التي لا أول لها ولا آخر، وأقول هذا من منطلق حرصي على الحفاظ على المكتسبات التي حققناها، وعلينا أن نعطي للإعلام الرياضي حقه من الاهتمام، لكي يقوم بواجبه مع هذا القطاع الجماهيري العريض باختيار العاملين في الإعلام الرياضي وكرة القدم تحديداً، لأنها لعبة الفلوس والمكافآت، ونترك »الحبل على الغارب«، فالعنف والتعصب في الملاعب الرياضية أصبح يؤثر الآن على الحالة الأمنية، وهو ما يحتاج إلى ندوات بصورة دائمة مع الجماهير في عدد من البرامج الرياضية المتلفزة.

وما أكثرها للصراخ والاختلاف، لمجرد الاختلاف، بل عليها دور التوعية وحماية المجتمع الشبابي، وهو عمل في رأيي يجب أن يتطور لان الإعلام الداعم الأكبر للرياضة، ومن هنا تأتي أهمية دور الإعلام في المشاركة بأعمال تربوية قيمة تنبذ التعصب، ونحن والحمد لله لدينا إعلام ناجح قادر على إخماد نار التعصب الأعمى، بالانضباط والنظام داخل الملاعب، فقد رأينا كثيرا من حالات الضرب وكسر المنشآت، كما حصل العام الماضي ووصل الأمر إلى مخافر الشرطة، وعندما نشخص واقع العنف في ملاعبنا فإننا نجده لا يثير القلق، فهو لا يزال يتمثل في حالات فردية قد تمتد لا قدر الله إلى جماعية الأداء، احتجاجاً على موقف من حكم بقرار خاطئ أو لاعب متهور أو إداري أثار الجمهور وشحنه أو نتيجة الشحن الإعلامي الذي يسبق بعض اللقاءات.

وتأثير ذلك في إشعال الفتيل، وهنا أرى في تقديري يرجع السبب إلى ضعف الثقافة الرياضية لدى بعض الجماهير مما يؤدي إلى تكهرب الأجواء وحدوث ما لا يحمد عقباه، وحتى ننجح في الحد من تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعاتنا العربية عامة والخليجية خاصة بأن نزيد العلاقة بين المؤسسات الرياضية والجهات الأمنية في هذا الجانب ونبتعد عن الطابع الروتيني المتعارف عليه فما يربط بينها هو خطاب رسمي يتضمن إشعارا بمواعيد إقامة النشاطات والمباريات والمسابقات بحيث يكون لبعضها دور هام يساهم في زيادة عنصر الوعي والثقافة بالتعاون مع الإعلام كرسالة لتقليل التعصب وتقبل النتائج بروح رياضية وإعداد برامج توعية خاصة نحن الآن على أبواب طرق بداية دوري الملايين ولا بد من أن تتحرك ونضع آلية واضحة للجماهير حتى نساعد المؤسسات المعنية وألا يقتصر الدور فقط على التليفزيون وإنما كافة وسائل الإعلام وكذلك للأسرة دور مهم في نبذ التعصب والعنف بالتربية الصالحة، حتى نرسخ الشعار الجميل الذي رددناه منذ الصغر »الجمهور اللاعب رقم 12«.. والله من وراء القصد.

Email