عشاق الكتب على «يوتيوب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في القراءة والكتب والذين يحبون تبادل خبراتهم في مجال الكتب التي يختارونها ويقرؤونها، في هذا العالم المعرفي الحميم جداً، هناك الكثير من المتعة والإثارة والسعادة والشباب، نعم الكثير من الشباب الذين وظفوا ثورة التكنولوجيا وتصاعد تأثير ومكانة مواقع التواصل الاجتماعي في حياة الشباب والمجتمعات بشكل عام، فبرزت على السطح وبقوة قنوات «يوتيوب»، يسجلها الشباب في غرف مكتباتهم المنزلية وأحياناً في مطابخهم وغرف نومهم، تهتم وتركز بشكل رئيس على موضوعات: القراءة، أفضل الروايات، مراجعات الكتب، أفضل الكتب للمبتدئين، وبإخراج فاتن عالي التقنية.

سأذكر مجموعة من القنوات التي أتابعها شخصياً لشباب عرب من الجنسين، أصبحت مراجعة وقراءة وتبادل خبراتهم حول الكتب محور حياتهم: الروائي، قراطيس، سلفني كتاب، الزتونة، دودة كتب، بتاع الكتب، وقنوات أخرى يمكن متابعتها بكل بساطة والاستفادة من محتواها المتنوع والمهم.

هذه القنوات كما هو واضح من إعداد متابعيها تفوقت على قنوات التلفزيونات العربية الرسمية منها والخاصة، والتي لم تخرج بعد عن نمطيتها المعتادة، وتكاد تنحصر في: البرامج الإخبارية، برامج التوك شو المستنسخة، وبرامج الفن والطهي !

ليست القضية في الموضوعات المطروحة، المعضلة الثابتة في إعلامنا العربي تكمن في طريقة معالجة المواضيع المثارة وفي سقف الحرية دائماً، حيث لا تزال الرتابة والتقليدية واللاجديد تسيطر على مجمل الإعلام العربي، لا يشذ عن ذلك سوى نشرات الأخبار التي استفادت من خدمة البث والخبر المباشر، وهذا بحد ذاته يشكل واحداً من أهم تحديات الإعلام العربي، الأمر الذي يحتاج لمعالجة موضوعية حقيقية إن أراد هذا الإعلام أن يحافظ على نسبة متابعيه لفترات قادمة !

هناك اهتمامات كثيرة لدى الشباب العربي، الذي أصبح محور اهتمام القيادات السياسية العربية، لذلك يحظون بأولوية في أيامنا هذه من حيث التركيز على تطوير برامج التعليم وتوفير الوظائف، واختيارهم للمراكز القيادية العليا وإشراكهم في اتخاذ القرار، وهو توجه سليم يتماشى مع الواقع الذي يؤكد بالأرقام أننا مجتمعات يحتل الشباب فيها أكثر من 60% من تعدادات السكان، وفي حالة إهمال تحصينهم وإهمال قضاياهم فإنهم يتحولون ذخيرة متاحة وسهلة بيد التطرف والجماعات الإرهابية.

Email