الصورة النمطية للخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذات يوم، منذ سنوات بعيدة جداً، كان كثير من الغربيين يعتقدون بأننا في الخليج نركب الجمل، نعيش في الصحراء ونسكن الخيام، كانت هذه الصورة تروق لهم وتستدعي إلى خيالاتهم قصص ألف ليلة وليلة وحكايات الحريم والبلاطات الحالمة والسماوات المرصعة بالنجوم، لكن تلك الصورة لم تكن واقعية ولا حقيقية حتى في تلك السنوات البعيدة، لكنهم ظلوا يلوكونها باستمتاع، هكذا لأنهم لم يريدوا أن يُتعبوا أنفسهم في البحث عن الحقيقة، أو ربما لأنهم لم يتصوروا وجود عالم أو حياة أخرى بخلاف هذه الصورة النمطية المتوارثة بالنسبة إلى الذهنية الغربية الاستشراقية!!

فيما بعد، انقطعت كل علاقة لنا في الخليج بهذه الصورة، لم تعد لنا علاقة بالخيام والجمال إلا باعتبارها امتدادنا وعمقنا وأصالتنا، أما الواقع فنحن قد تجاوزنا هذه الأشكال إلى مدن متحضرة، بكامل تفاصيلها، أصبحت مدننا هي الأرقى والأكثر أناقةً وجمالاً، واستقطاباً للسياح والاستثمارات، والأكثر تفضيلاً للمعيشة والاستقرار فيها من قبل الشباب والأجانب أنفسهم وأصحاب الطموح والباحثين عن ملاذات حياة آمنة وناعمة.

لقد غدت هذه حقيقة لا جدال فيها، أصبح الجميع يحلمون بالمجيء والعمل والتسوق والعيش في مدن الإمارات التي سجلت لنفسها سبقاً عربياً وعالمياً في مستوى الحياة والخدمات ومتابعة آخر تطبيقات وتقنيات التكنولوجيا والتواصل والمواصلات، لقد أصبحت شركات الطيران الإماراتية هي الأفضل على مستوى العالم، هذا على سبيل المثال لا أكثر.

الآن، بعد أن أصبحت مدن الإمارات مثلاً وبقية مدن الخليج مقصداً، وعلامة من علامات التطور العمراني والنمو البشري والتطور الثقافي والصناعي، اليوم بعد أن حقق ابن الإمارات وأبناء الخليج قفزتهم النوعية وبنوا مشروعهم الحضاري ووقفوا في موازاة بقية شعوب العالم بقوة وثقة، يظهر لك من يقول ويكتب بكل جهل، وبرغبة حقيقية في إثبات صورة خاطئة وتعميم سخيف لا يرقى إلى المنطق ولا الحقيقة، أن «الفن بحاجة إلى ذوق، والخليجيون لا علاقة لهم بالفن، لأنهم مشغولون بجمع الأموال».

هكذا يختصر البعض، مع الأسف، مسيرة تحضّر عبر سنوات صعبة من البناء والمجاهدة، هكذا يعمم البعض صورة نمطية سلبية عن إنسان الخليج عامة بطريقة لا تخلو من تحامل وظلم وعدم فهم لحقيقة ما يحدث في بلدان الخليج فعلاً، من هنا يجب تأكيد قضية أن تكون لنا أقلام قوية تكتبنا، وتتبنى وجهات نظرنا في صحافة الدول العربية جميعاً، وفي صحافة الغرب كذلك.

Email