ترتيب الأولويات العربية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الأمة العربية شعوبها وقادتها، مثقفيها وصناع القرارات الاقتصادية والثقافية والتعليمية فيها، أن يقفوا طويلاً متأملين كل الكلمات التي قيلت في القمة العربية الأخيرة، التي عقدها زعماء العرب في العاصمة الأردنية عمان،.

وتحديداً أمام كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بضعة كلمات لخصت الحل، وأعطت الإجابة الواضحة، إنها إجابة قائد ملهم حقيقي، يقود منذ سنوات مشروع التنمية الأكثر نجاحاً في المنطقة العربية، ويترأس حكومة بلد من أكثر بلدان المنطقة استقراراً وأماناً وتحقيقاً لأعلى معدلات النمو والتنمية والتطور والشفافية، لذلك، فهو حين يتحدث للأمة ولزعمائها، فإنه لا يقول سوى ما يعلم يقيناً أنه في صالحهم.


لقد توجه سموه للأمة مباشرة مخلصاً ومرشداً: (على المنطقة العربية أن تواجه تحدياتها بنفسها، وأن تجمع شعوبها على رؤية واقعية لترتيب أولوياتها والحفاظ على كيانها والتأسيس لمستقبلها)، فهل هناك طريق آخر غير ذلك، كل طريق غير ما أشار إليه محمد بن راشد، بهتان وضياع وقت، فلا أحد سينقذ الأمة من مأزقها الراهن الذي يمزقها وتتخبط فيه، إلا هي نفسها، بإرادتها وبرؤيتها التي تضع مصالحها ومصالح شعوبها وشبابها وأجيالها فوق كل اعتبار، فبعيداً عن منطق المصلحة والتفكير العملي الواقعي البعيد عن الشعارات والكلام العاطفي الأجوف، لن تخرج هذه الأمة من مأزقها وأزمتها الحضارية الحالية!


ما أولويات العرب؟، هل يعرف العرب أولوياتهم فعلاً؟، هل تعرف على وجه الدقة كل دولة وكل شعب عربي ماذا يريد خلال السنوات القادمة؟، وكيف يصل لما يريد؟، وما أولوياته الأساسية: الاقتصاد أم التعليم أم رعاية الشباب أم غزو الفضاء أم تقوية الزراعة والصناعة أم.. ماذا بالضبط؟، هل لديهم خطط لمواجهة التطرف والتخلف والأمية والجهل و...؟، هل لديهم خطط لاستغلال طاقات الشباب؟، لوقف تيارات التطرف الديني؟، لإعادة لحمة العلاقة بين الإنسان ودولته، بين الفرد ومجتمعه؟، خطط لإسعاد الناس وتحقيق معدلات حياة كريمة؟، وأشياء كثيرة مفتقدة في واقعنا العربي؟.


لقد شبعت الشعوب العربية من الكلام والشعارات الخالية، فرجعوا للوراء كثيراً، وتخلفوا عن الركب، وأصبحوا في ذيل قائمة الدول، وصار من الطبيعي أن يصلوا لما هم عليه الآن، لذلك، فلن ينقذهم إلا مواجهة أنفسهم وتحدياتهم، وترتيب أولوياتهم بجدية وصدق وعمل دؤوب.

Email