ماذا سيفعل ترامب غداً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن للمصادفة أو العشوائية مكان في حفل تنصيب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة دونالد ترامب، فحين دخل مكان الاحتفال بصحبة عائلته تتقدمهم السيدة الأولى ميلانيا بفستانها الأزرق وأناقتها المفرطة، قال المحللون إنه وحرمه أرادا بهذا المشهد تنشيط ذاكرة الأميركان بعائلة الرئيس جون كينيدي وزوجته جاكلين، خاصة أن ميلانيا في الأساس قادمة من عالم الأناقة والأزياء، كما أنها لم تدخر وسعاً في التشبه بجاكلين بدءاً بفستانها الأزرق العالي الرقبة وقفاز يدها الطويل، ما جعل ميلانيا تبدو منذ اللحظة الأولى «سيدة أولى في كل تفاصيلها»، كما ذكر ذلك أكثر خبراء الأناقة.

وبالرغم مما رسّخته زوجته في نفوس الناس عن تطلعاتها، منذ اللحظات الأولى لظهورها الجاذب في حفل التنصيب، فإن معظم المحللين يؤكدون أن أياماً صعبة ينتظرها العالم في ظل حكم ترامب الذي لا يعرف ما الذي سيفعله غداً، وما الذي يريده من خلال سياسته الخارجية مع أوروبا والعرب والنظام العالمي!

ترامب لا يملك رؤية محددة تجاه الخارج، في ظل تصريحاته المتناقضة والهادمة لكل الأسس التي رسّختها الولايات المتحدة، خلال عقود في علاقاتها الخارجية مع حلفائها، وكذلك من خلال سياسة ملء الفراغ التي اتبعتها في منطقة الخليج العربي وشرق آسيا بعد غروب شمس الإمبراطورية البريطانية، المسألة حساسة جداً وثابتة في السياسة الخارجية الأميركية، لذلك تبدو صادمةً هذه التصريحات التي أطلقها ترامب خلال حملته فيما يخص السعودية وكوريا، ودفعه الأمور باتجاه المواجهات العسكرية، بتبنيه دعوة حلفاء أميركا إلى امتلاك السلاح النووي أو دفع الفاتورة مقدماً، وإلا فإن أميركا لن تحرك جندياً واحداً للدفاع عن أحد!

حتى حلف الناتو اعتبره كياناً لا قيمة له ولا بد من إعادة النظر فيه، أما العراق فقال بالحرف الواحد، لقد انتهى العراق، ولا حاجة إلى بقاء النفط بين أيدي العراقيين، سنذهب ونأخذ النفط لنا، أما نقل سفارة واشنطن إلى القدس فهي الضربة القاضية، وأما تحريض إيران ضد دول الخليج ووقوفه متفرجاً على أي احتدام للصراع، فإنهما لا يعززان مبدأ «أميركا أولاً» كما قال في خطبة تسلمه، بل إنه يقود العالم إلى الكارثة أولاً وأخيراً، هذا إذا لم يتمسك العالم بالتفاؤل، ويعتبر أن وعود الانتخابات شيء، وممارسة حكم القوة العظمى شيء مختلف تماماً!

Email