المرأة والرجل أيهما أكثر ذكاء؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لفت نظري وأنا أتصفح بعض المجلات قبل أن أستقل الطائرة عائدة للإمارات، مساء أمس، عنوان على غلاف إحدى المجلات العربية، خلاصته (جدل في أوساط الشباب: هل المرأة أذكى من الرجل؟).

إن النجاحات التي تحققها المرأة حول العالم، وفي كل بلد على حدة، جعل هذا السؤال يبدو بدهيّاً، ولنأخذ دولة الإمارات مثلاً، ففيها سجلت النساء حضوراً قوياً في المشهد العام، وعلى جميع مستويات الإدارة والمسؤولية، فهن يحظين بفرص تعليم، تعيين، وترقٍ، منصفة جداً، نظراً لما يظهرنه من تفانٍ وجدية في العمل، إضافة لحرصهن على نيل أعلى الدرجات العلمية، والالتحاق بأفضل الجامعات حول العالم، ولهذا يمكن القول: إن المرأة تعمل بجدية أكثر، وبحس عالٍ بالمسؤولية واليقظة.

بالنسبة للذكاء فإنه لا يمكن التعميم أو الجزم في ما إذا كانت المرأة أكثر ذكاء من الرجل، أو العكس، فمعدلات الذكاء لا تقاس بحسب الجنس، ولكن بمستوى التعليم، والتنشئة الأسرية، ودرجة تعليم الوالدين، والبيئة التي ينمو فيها الفرد، ومدى رعاية مواهبه، ونظام التعليم ومدى تحقيقه لميوله وتطلعاته، والمهارات المكتسبة والوراثية، ومصادر المعرفة والثقافة المتوافرة له.. إلخ.

في السنوات القليلة الماضية تواجدت النساء في أكثر المناصب حساسية وأهمية، فألمانيا تحكمها المرأة الحديدية أنجيلا ميركل، والبيت الأبيض ينتظر ساكناً جديداً، وهيلاري كلينتون تفعل ما في وسعها لتسكنه، رئيسة هذه المرة، وليست مجرد زوجة رئيس، وروما تخلصت من فساد حكامها السابقين، واختارت امرأة لأول مرة، هي فيرجينيا رادجي، المحامية الشابة القادمة من أحد أحياء روما، وبريطانيا أعادت زمام أمورها لرئيسة وزراء، ربما تعيد أمجاد سابقتها الحديدية مارجريت تاتشر، والمجلس الوطني الاتحادي عندنا يترأسه امرأة، في سابقة عربية تحدث للمرة الأولى في تاريخ البرلمانات العربية.

Email