ما لن ينساه الصغار أبداً!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينظر لنا العالم بتقدير كبير جداً، يرصد تطورنا وتقدمنا، وكيف نخطو بثبات وتسارع مدروسين في محيط يموج بالصراعات وموت النمو والتنمية في كثير من أجزائه، يمنحنا مراكز متقدمة في الابتكار والسمعة والشفافية وتطور التقنيات والأخذ باقتصاد المعرفة، وفي المقابل فإن بلادنا وقيادتنا تقدم الدليل تلو الآخر على أن القيادة عمل وجد واجتهاد وقدوة أولاً وأخيراً.

وقبل ذلك، فإن التنمية والتطور هما رهان على الموارد المتاحة، وأول مواردنا التي نراهن عليها هي الإنسان، هكذا قالها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، المؤسس الأول، وهكذا قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا تثبيط للعزائم ولا تهاون ولا تقاعس، ففي الوقت الذي يحاول فيه البعض نثر أقاويل هنا وهناك لتثبيط الهمم، يجتهد أولو الأمر وكبار القادة في بلادنا لإرسال رسائل في منتهى الإيجابية، لتعزيز قيم الاجتهاد والالتزام وحب العلم والعمل والمدرسة!

فيظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أول أيام العام الدراسي، متفقداً بنفسه ومنذ ساعات الصباح الباكر الدوائر المحلية، ومتفقداً جاهزية وزارة التربية والتعليم، في إشارة واضحة لقيمة الجدية والالتزام والمتابعة.

كما يبعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، برسالة تعزيز عميقة الأثر لأجيالنا من الطلاب والتلاميذ، يحثهم على أخذ العلم بمنتهى الجدية، لأن بلادهم تنتظرهم قادة للمستقبل، فهم الثروة التي نعتد بها، لا النفط، ولا أي شيء آخر، وكذلك تفعل «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عبر صورة له مع عدد من التلاميذ الصغار.

قلت لسيدة كانت تنوي تغييب أبنائها عن المدرسة في أول يوم، لعدم أهميته: هذا هو اليوم الأهم في حياتهم المدرسية، فليس المهم أن يتسلموا الكتب أو يدرسوا، المهم أن تغرسي في نفوسهم قيمة الالتزام التي ستظل ملازمة لهم طوال حياتهم، فقادة المستقبل الذين ننتظرهم لهذا الوطن يجب أن يتحلوا بقيمة الالتزام والانتماء لمدارسهم وعلمهم وعملهم، ليكون انتماؤهم لوطنهم عميقاً وحقيقياً، وكما تريده قيادتهم، هذا ما يجب أن نعمل على تعزيزه وغرسه في نفوس أبنائنا، لا الضحك والسخرية منهم!

Email