صور من دون مكياج

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرفع الناس صورهـــم الشخصية عادة على مواقع التواصل بصحبة أبنائهم أو أصدقائهم، في أسفارهم أو في منازلهم أو في أثناء ممارسة الرياضة أو التسوق، في كل الصور يبدو الجميع في كامــل زينتهم وترتيبهم، وجوههم «مطلية»، شعورهم مصففة وبصمات أطباء التجميل تبدو واضحة أحياناً عند منحنيات العيون والشفاه!

نجمة هوليوود جوليا روبرتس، صاحبة الأدوار المميزة وجوائز الأوسكار، والأجر الأعلى، والتي تقترب من سنواتها الخمسين بكل نضجها وحكمتها، نشرت صورة لها على حسابها الخاص على «فيسبوك» من دون مكياج، وكتبت معلقة: «السعي للكمال هو مرض هذا العصر، نحن نغطي وجوهنا بأطنان من المكياج، نحصل عل» البوتكس، ونقوم بحرمان أنفسنا من الطعام للوصول إلى المقاس المثالي، نحن نحاول إصلاح الأشياء الظاهرة، في حين أن الروح هي التي تحتاج إلى عملية جراحية، حان الوقت لكي نتخذ موقفاً من كل ذاك»!

لماذا الإصرار على التزين والتأنق طوال الوقت، ومطاردة أطباء التجميل والسعي نحو الجسد المثالي والوجه الخالي من العيوب؟ المشكلة ليست في السعي للجمال، لأنه نعمة جالبة للمحبة والسعادة، إلا أن الجمال شيء، وأطنان الأصباغ وعمليات التجميل شيء آخر تماماً، إن إخفاء التجاعيد يدل على رفض اعتبارات العمر وسيرورة الزمن، أنت لا تحب نفسك بالتجاعيد والترهلات، إذاً، كيف تتوقع أن يحبك الناس ويقبلوك وأنت لا تقبل ولا تحب نفسك؟

«عليك أن تكون سعيداً ومتقبلاً نفسك، لا يهم كيف تبدو من الخارج فما في الداخل هو الأهم، لذلك قررت جوليا أن تضع صورتها كما هي، خالية من المكياج ومن أي إضافات أخرى!

بالنسبة لامرأة تتوقف نجوميتها وشهرتها على جمالها ونضارتها، الأمر لا يخلو من مغامرة، مع ذلك كتبت جوليا: «اليوم، أريد أن أشارككم بصورة خالية من المكياج، أعلم أن لدي تجاعيد على وجهي، ولكني أريدكم أن تروا ما هو أبعد من ذلك، أنا أريد أن أقبل نفسي على حقيقتها وأتصالح معها، وأريدكم أيضاً أن تتصالحوا مع أنفسكم وتتقبلوها كما هي».

Email