طائرات مراقبة وعملية بحرية وتعزيز الدعم للشركاء في البحر المتوسط

ثلاث خطوات لـ«ناتو» لتحقيق الاستقرار في المنطقة

أميركا شاركت باجتماع وزراء دفاع «ناتو» لبحث الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أحداث الحادي عشر من سبتمبر المرعبة إلى مجزرة القتل الجماعي في أورلاندو بفلوريدا، فإن وجع الهجمات الإرهابية أصبح مألوفاً لدى الولايات المتحدة بشكل محبط.

وهو الوجع الذي يتقاسمه معها سكان نيس وبروكسل واستنبول وميونيخ، وغيرهم كثيرون في المدن الأخرى، كما يتقاسمه معها الملايين الذين هربوا من تنظيم «داعش» والحرب في سوريا، والملايين الآخرون الذين ما زالوا قابعين هناك.

ليست أميركا بمفردها في هذا القتال، فأصدقاؤها وحلفاؤها يقفون إلى جانبها. كذلك حلف شمالي الأطلسي «ناتو». ولهذا السبب التحقت أخيرا باجتماع وزراء دفاع التحالف في واشنطن، فيما كانوا يصعدون قتالهم ضد «داعش».

ويحرز التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة وبمشاركة كل أعضاء «ناتو»، تقدماً جيداً. لكن المهمة بعيدة كل البعد عن أن تكون كاملة.

أخيرا، التقى قادة حلف شمالي الأطلسي في بولندا، واتفقوا على ثلاث خطوات فورية لتحقيق الاستقرار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

أولاً، تؤمن طائرات مراقبة متطورة للحلف، للإنذار المبكر والتحكم والسيطرة والقيادة الجوية، معلومات قيمة بشكل مباشر لقوات التحالف.

ثانياً، يشن الحلف عملية بحرية باسم «غارديان»، وهي عملية أمنية في البحر الأبيض المتوسط، تشمل محاربة الإرهاب وتقاسم المعلومات الاستخبارية، ويمكنها العمل مع الأسلحة البحرية وأجهزة خفر السواحل في المنطقة لتعزيز قدراتها على محاربة الإرهاب.

ثالثاً، يعزز حلف الناتو دعمه لشركائه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويساعدهم في تأمين بلدانهم بشكل أفضل والتصدي للتطرف العنيف. ومن خلال خبرة الحلف طويلة الأمد في البلقان وفي أفغانستان، تعلم درساً من ذلك مفاده أن قوات ومؤسسات محلية معززة تعد مكوناً رئيسياً للاستقرار طويل الأمد.

ويقوم حلف الناتو بتدريب مئات الضباط العراقيين ضمن برنامج يتوسع الآن داخل العراق. ويعمل التحالف أيضا على نشر فريق عمل في بغداد لتأمين الاستشارة والدعم الاستراتيجي لقوات الأمن العراقية. كما أن «ناتو» على استعداد لمساعدة ليبيا في توحيد قواتها من أجل تحقيق استقرار البلاد ومحاربة «داعش» بشكل أفضل.

وكان حلف الناتو يعمل على محاربة الإرهاب منذ سنوات عديدة. عندما ضرب الإرهابيون في هجوم الحادي عشر من سبتمبر، وقف كل أعضاء حلف الناتو، من بريطانيا إلى تركيا ومن إيطاليا إلى النرويج، جنباً إلى جنب مع أميركا.

وبعد الحملة التي قادتها الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم القاعدة في أفغانستان، تدخل حلف الناتو للتأكد من عدم عودة القاعدة مجدداً. ومن خلال الحلف، فإن جنوداً من أكثر من 50 دولة حاربوا هذه الجماعة الإرهابية، وطالبان. وكما أظهرت الحملة في أفغانستان، فإن حلف الناتو مكن البلدان الصغيرة والمتوسطة من المساهمة في الحرب على الإرهاب. فقد عرضت ألبانيا أخيراً توفير مدربين للعراق، لكن ليست لديها الاتفاقات القانونية الضرورية للقيام بذلك، لكن حلف الناتو لديه مثل هذه الاتفاقات. ومن خلال «ناتو»، يمكن أن تباشر ألبانيا في العمل.

ينبغي أن نتذكر أيضاً أن الإرهاب ليس التحدي الوحيد الذي يواجه حلف الناتو. عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، قوضت الأمن الأوروبي. وتستمر موسكو في دعم المسلحين في شرق أوكرانيا. وتعد الحرب الباردة جزءاً من التاريخ وينبغي أن تبقى كذلك. ويريد حلف الناتو حواراً بناء ذا مغزى مع روسيا. انظروا إلى الاجتماع الأخير لمجلس حلف شمالي الأطلسي- روسيا كدليل على هذه الروحية.

سواء جاءت التحديات من الإرهاب، من روسيا أو من أي مكان آخر، فإن حلف الناتو وحلفاءه على استعداد للمواجهة.

رد حازم

في رده على روسيا التي تزداد حزماً، قام «ناتو» بتطبيق الزيادة الأكبر في تسليحه الجماعي منذ الحرب الباردة. وقد ازداد الإنفاق العسكري من قبل أعضاء حلف «ناتو» الأوروبيين وكندا العام الماضي.

واتفق قادة الحلف على نشر قوات لـ«ناتو» بشكل دوري في البلدان الشرقية للحلف. فكل من الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وبريطانيا سوف تقود كتائب متعددة الجنسيات في بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا. و إذا ما تم الاعتداء على عضو في الحلف ، فإنه سينظر إلى الأمر على أنه اعتداء على الجميع.

Email