التحرك العسكري كفيل بهزيمة «داعش» في ليبيا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو بريطانيا، على نحو غير مفهوم، خرقاء في كل مرة يتم التطرق إلى المعادلة الأمنية في ليبيا. وأوضح الدبلوماسي الليبي ابراهيم الدباشي أن بريطانيا: «لا تريد للجيش الليبي أن يسوي خلافاته مع المجموعات المتشددة، والميليشيات التي تسيطر اليوم على طرابلس» واتهم لندن ب«ممارسة لعبةٍ واضحة» في جهودها لعدم رفع الحظر عن البلاد.

ويبدو أن موقف بريطانيا يغضب الدول الأخرى ذات السياسات الواضحة في محاربة الإرهاب، التي تدرك مخاطر التشدد المتنامي. ويبدو أن الولايات المتحدة تتقرب من فرنسا، وتسعى لتوثيق الروابط بين القوات الأميركية والفرنسية، في تطور يظهر تراجع أهمية بريطانيا بالنسبة للولايات المتحدة.

وتكمن أحد التطورات المقلقة كذلك في بروز عبد الحكيم بلحاج، الذي سلحته الولايات المتحدة كجزء من حملة حلف «ناتو» للإطاحة بنظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وأصبح فيما بعد أحد قادة «داعش»، الذي يتمدد تحت سلطته في سرت ومحيطها، ويحاول الاستيلاء على بعض الممتلكات المطلة على البحر المتوسط، وتدمير مرافق إنتاج النفط، في خطوة قد تنم عن مطامع له في الممرات البحرية، سيما وأن هناك اتصالات بينه وبين جماعة «بوكو حرام» النيجيرية على طول قوس المنطقة المضطربة الممتدة من غرب إفريقيا إلى المغرب العربي.

وليس من المدهش كثيراً أن يكون الفريق خليفة حفتر، القائد الأعلى للقوات الليبية المسلحة، رجل الإنقاذ، سيما أنه يحصد التأييد في غرب ليبيا، ويتخذ صفة البطل في معظم أنحاء البلاد، على الرغم من الحملة الواسعة لتشويه صورته. تستهوي ممارسات حفتر أولئك الذين يتطلعون إلى ليبيا قوية في المستقبل وتتمتع بحكم قوي.

 ولا يسعى حفتر، الذي يتمتع بشخصية القائد الفذ، لزعزعة التهديد الإرهابي، بل القضاء عليه بصورة جذرية. إلا أن الفارق الوحيد هنا يكمن في عدم وجود دليل يؤكد أنه يسعى لاحتلال منصب سياسي ما. لسوء الحظ أن الأمم المتحدة تقف بين شقي الرحى، فيما الناس يموتون في ليبيا، والأشرار يصعدون نطاق توسعهم على امتداد منطقة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

Email