سيريل رامافوزا..رجل أعمال ناجح أصبح رئيساً لجنوب إفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد صراع طويل على السلطة، انتخب زعيم الحزب الوطني الإفريقي الحاكم سيريل رامافوزا رئيسا لجنوب إفريقيا وأدى اليمين الدستورية عقب إزاحة جاكوب زوما عن سدة الرئاسة في 18 فبراير الجاري.

ويبلغ رامافوزا من العمر 65 عاماً، وكان نائباً للرئيس، وقد استطاع هزيمة زوما بهامش ضيق كمرشح للحزب، وله زوجة سابقة تدعى نكوسوزانا ديلاميني- زوما.

الرئيس الجديد هو رجل أعمال وسياسي ناجح، ويعتبر واحداً من أكثر الناس ثراء في جنوب إفريقيا، حيث تقدر ثروته بنحو 450 مليون دولار.

وذكر موقع «سي إن بي سي» أن رامافوزا، وهو من سوهيتو، درس الحقوق ومارس مهنة المحاماة في البداية، وتعرض للاعتقال مرتين في سبعينات القرن الماضي بسبب أنشطته المناهضة للتمييز العنصري، وفي عام 1982 دشن أقوى نقابة تجارية وهي الاتحاد الوطني لعمال المناجم.

وقد عمل رامافوزا ككبير مفاوضي المؤتمر الوطني الأفريقي قبيل انتقال جنوب أفريقيا الى الديمقراطية، كما ترأس اللجنة التي سهلت إطلاق سراح الرئيس الجنوب إفريقي السابق نيلسون مانديلا من السجن في التسعينات.

الابن المدلل

وكان رامافوزا بمثابة الابن المدلل لمانديلا، لكن آماله بأن يصبح نائبا له خابت عندما وقع اختيار الأخير على ثابو مبيكي، الذي خلفه وأصبح ثاني رئيس للبلاد في وقت لاحق. وإثر ذلك تخلى عن نشاطه السياسي وركز جهوده على قطاع الأعمال في منتصف التسعينات. وقد تكللت جهوده بالنجاح واستطاع امتلاك امتياز ماكدونالد في جنوب إفريقيا، وتقلد مناصب رفيعة في شركة التعدين لونمين وشركة الاتصالات الوطنية «إم تي إن».

وبعد أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ البلاد في 1994 أصبح رامافوزا رئيس الجمعية التأسيسية وأشرف على صياغة الدستور الجنوب أفريقي.

في غضون ذلك، أحيطت نشاطات رامافوزا التجارية ببعض الجدل، فقد كان مديرا للونمين خلال مذبحة ماريكانا التي جرت في 2012، حيث قـُتل 34 عامل تنجيم خلال الإضراب الذي نظمه العمال في ذلك العام.

ورحب مجتمع الأعمال برئيس جنوب إفريقيا الجديد نظرا لموقفه الاقتصادي البراغماتي، وموقفه الاقتصادي الأكثر واقعية وكلماته الراسخة بشأن مكافحة الكسب غير المشروع في البلاد.

ونظراً لارتباط مصالحه مع المستثمرين، ارتفع مؤشر أسهم جوهانسبيرغ لأبرز 40 شركة بنسبة تزيد على 4%، في حين وصلت عملة الراند الوطنية لأعلى مستوياتها تقريبا في ثلاث سنوات مقابل الدولار الأميركي.

قائمة

وقائمة الأعمال التي يعتزم الرئيس الجديد تنفيذها طويلة، حيث يواجه جهود إحياء اقتصاد بطيء النمو في جنوب افريقيا، وصلت فيه البطالة إلى 27.3% في 2017، وذلك بحسب البنك الدولي. ويتعين عليه أن يوحد الحزب الوطني الحاكم ويزيل خلافاته قبيل انتخابات عام 2019، ويساعد في معالجة الجفاف الذي ضرب كيب تاون التي تعتبر من أكبر مدن جنوب إفريقيا، وشل نشاطها.

واستجابة للغليان السياسي السائد في جنوب إفريقيا، ذكرت وكالة «اس اند بي» العالمية للتصنيف أخيرا أنه لن يطرأ حاليا أي تغيير على توقعات أو تصنيفات «بي بي بلس» الاستثمارية الخاصة بجنوب إفريقيا.

هذا وضمن أنشطته الجديدة، مارس الرئيس الجنوب إفريقي الجديد سيريل رامافوزا، رياضة المشي مع الشباب في الصباح الباكر من بلدة جوجوليتو إلى استاد أثلون حيث قطع 5 كيلومترات، وذلك لتعزيز أنماط الحياة الصحية في البلاد، حسب قوله.

Email