تغريدة يونغ المسيئة فجرت تعليقات ممتعضة

ماي بين مطرقة «تويتر» وسندان مناكفات جونسون

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلّطت المشكلات سياطها على رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ورمتها في حقل ألغام توزعت بين تغريدات توبي يونغ المسيئة، ومشاكسات بوريس جونسون المزعجة، فهددت الأولى بتقويض محاولات ماي إعادة الترويج للمحافظين كحزب مناصر للنساء، وساهمت الثانية في لعبة شدّ الحبل ولعب دور محامي الشيطان.

وخضعت ماي لسلسلة من الضغوط لإلغاء تعيين يونغ في مجلس مكتب الطلاب عقب تغريداته المسيئة لكل من الأطفال الفقراء والنساء، إضافة لمشاركته في مؤتمرات سرية في جامعة لندن حول تحسين النسل وتباين معدلات الذكاء تبعاً لفروقات الجينات. وأطلقت سلسلة تحقيقات كذلك حول «الإخفاق الخطير» المتمثل بتعيين يونغ في منصب رسمي دون التحقق من سجله الطويل في إصدار تعليقات تفتقر للحشمة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ولم تتردد اثنتان من النواب البارزين من أعضاء حزب المحافظين في الإعلان بأن منصب يونغ بات «من المتعذر الدفاع عنه»، سيما بعدما اعترف الرجل القريب من كل من بوريس جونسون وزير الخارجية، ومايكل غوف وزير البيئة، بأنه مدمن أفلام مخلة بالآداب.

وشكلت تغريدة يونغ المقززة التي ذيلت صورة ظهر فيها سيمون كويل مع أحد الأطفال الأفارقة الفقراء الشعرة التي فجرت التعليقات الممتعضة، بعد أن ملأ الموقع بتغريدات مسيئة أخرى بحق النساء، قبل أن يقوم بحذفها.

وأشارت وزيرة التعليم البريطانية السابقة نيكي مورغان في صدد التعليق على ذلك بأن «المضي في الدفاع عن يونغ في الوقت الذي تبرز حاجة الحزب لجذب النساء والشباب، يعرض لمخاطرة تهميش شريحة نحتاج لمشاركتها من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة».

وعلى الرغم من تسجيل ماي استيائها الشديد لما صدر عن يونغ، ومحاولته تفادي الغرق أكثر في دوامة الفضائح المتعلقة بسلوكه المثير للجدل، وحذفه ما يزيد على 50 ألف تغريدة من حسابه، وإقالته من منصبه، أكد بيتر ريدل، مفوض لجنة التعيينات الرسمية، في تعليق على موقع لجنة التعيينات: «مما لا شك فيه أن ما حصل من جدال يشكل أساساً قوياً لإجراء تحقيقات احترازية من قبل الدوائر في حال وجود علامات استفهام حول أي من المرشحين».

وفي سياق خلافي آخر، تعارضت آراء ماي وجونسون حول الأسباب الحقيقية وراء إلغاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقررة إلى بريطانيا، حيث اضطرت رئيسة الحكومة الدفاع عن عمدة لندن صادق خان بعد اتهام بوريس له بتخريب اللقاء المزمع ووصفه بالمتبجح المغرور.

وكان خان قد انضم لسلسلة المعلقين المعترضين على زيارة ترامب وأبرزهم زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، حيث أشار إلى «أنه من الواضح أن ترامب قد فهم الرسالة التي تجزم بعدم رغبة كثير من اللندنيين بوجوده هنا».

وألمح المراقبون برغم مزاعم ترامب، بأن إلغاء الزيارة جاء على خلفية معارضته قرار بيع مبنى السفارة القديم مقابل «بقشيش»، بأن امتناعه عن زيارة العاصمة البريطانية يأتي تفادياً لمواجهة سيل الاحتجاجات.

ولجأ جونسون إلى موقع تويتر ليعبر عن رأيه بتغريدة قال فيها: «تشكل الولايات المتحدة المستثمر الأوحد الأكبر في بريطانيا، لكن يبدو أن كلاً من خان وكوربين مصمم على تعريض هذه العلاقة الأساسية للخطر. ولن نسمح للعلاقات الأميركية البريطانية بأن تتعرض للخطر بسبب بعض المتبجحين».

وسريعاً جاء الردّ من «10 داوننغ ستريت»، حيث شددت متحدثة باسم تيريزا ماي على أن رئيسة الوزراء لا تلقي باللوم على عمدة لندن في موضوع إلغاء الزيارة. وبدا الشرخ واضحاً بين الطرفين حين أكدت الناطقة بأن «العلاقة المتميزة بين البلدين» لن تتأثر بتغريدات العمدة، وقالت في حديث لصحيفة «تايمز» اللندنية: «أميركا وبريطانيا شريكان طبيعيان قويان وحليفان يجمعهما من الأمور أكثر مما يفعل أي بلدين».

كذلك دعا حزب العمال تجنيب الملكة لقاء ترامب، سيما بعد صدور الكتاب الأخير حول حيثيات البيت الأبيض. لكن ردّ جونسون جاء مرة أخرى ليؤكد أن: «الملكة قادرة على التعامل مع الرئيس الأميركي بحكمة جرياً على عادتها على امتداد ستة عقود. وهي التي شهدت صعودهم إلى السلطة ورحيلهم عنها».

 

Email