إطلاق صاروخ باليستي مداه 13 ألف كيلو متر

كوريا الشمالية تعلن تحقيق «الحلم النووي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت كوريا الشمالية، أمس، أنها حققت هدفها المتمثل في أن تصبح دولة نووية، بعد أن اختبرت بنجاح صاروخاً جديداً عابراً للقارات، يمكنه استهداف القارة الأميركية برمتها.

وقال الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ-أون، بعد إشرافه على إطلاق صاروخ «هواسونغ-15»، إنه يشعر «بالفخر أننا تمكنا في نهاية المطاف من تحقيق هدفنا التاريخي الكبير، وهو استكمال القوة النووية للدولة».

وأشارت الصحف الرسمية، إلى أن الصاروخ هو السلاح الأكثر تطوراً حتى الآن. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، نقلاً عن الزعيم الكوري الشمالي، أن صاروخ «هواسونغ -15 الباليستي العابر للقارات، مزود برأس حربي كبير جداً، قادر على ضرب القارة الأميركية برمتها». وشددت على أن تطوير هذا الصاروخ سيحمي كوريا الشمالية من «سياسة الابتزاز والتهديد النووي للإمبرياليين الأميركيين».

وأوضحت بيونغيانغ أن الصاروخ حلق حتى علو 4,475 كيلومترات، قبل أن يتحطم على بعد 950 كيلومتراً من مكان الإطلاق. وقال خبير غربي، إن مسار الصاروخ العمودي يحمل على الاعتقاد بأن مداه 13 ألف كيلومتر، أي الأبعد لصاروخ تختبره كوريا الشمالية، وبالتالي، فهو قادر على بلوغ كبرى المدن الأميركية.

وأُطلِق الصاروخ في وقت باكر أمس، بتوقيت كوريا الشمالية، من موقع سان-ني قرب بيونغيانغ، وتحطم في البحر قبالة اليابان. ودفعت هذه التجربة الصاروخية الجديدة، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى توجيه تحذير لبيونغيانغ.

الرد الأميركي

وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية، أن الصاروخ لم يشكل أي خطر، لا على الولايات المتحدة القارية، ولا على الأراضي الأميركية الأخرى، أو أراضي الدول الحليفة.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الذي كان موجوداً إلى جانب ترامب في البيت الأبيض، إن الصاروخ الباليستي الكوري الشمالي الذي تحطم في البحر قبالة اليابان، بعد أن قطع مسافة نحو ألف كيلومتر، وصل إلى أعلى ارتفاع، مقارنة بكل الصواريخ ألتي أطلقتها كوريا الشمالية في السابق.

واعتبر الوزير الأميركي، أن ذلك يمثل «خطراً على العالم أجمع». من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إن الصاروخ بلغ ارتفاعاً تجاوز 4000 كيلومتر. وأضاف آبي للصحافيين، أن الصاروخ يشكل «عملاً عنيفاً لا يمكن التسامح معه». وأضاف آبي، «لن نخضع لأي عمل استفزازي. سنضاعف ضغطنا» على بيونغيانغ.

وتسعى الصين إلى التوصل إلى «تجميد مزدوج» للتدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيؤول، مقابل تجميد البرامج العسكرية الكورية الشمالية، لكن الولايات المتحدة ترفض هذا الاحتمال.

ولم تفوت بكين أمس، فرصة تكرار ذلك. فقد عبرت عن «بالغ قلقها»، لكنها كررت اقتراحها للتسوية، داعية واشنطن وبيونغيانغ إلى الحوار.

من جهته، أعلن الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن «هذه التجربة الصاروخية الجديدة، هي بالطبع استفزاز يثير توتراً إضافياً، ويبعدنا عن بداية تسوية الأزمة». وأضاف «ندين هذه التجربة، ونأمل أن يتمكن الأطراف المعنيون من الحفاظ على الهدوء، وهو أمر ضروري، لكيلا يصل الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى أسوأ السيناريوهات»، قائلاً إنه «ليس هناك في الوقت الراهن ما يدفع إلى التفاؤل».

صافرات الإنذار

وفي مؤشر على القلق الكبير من تهديدات كوريا الشمالية، أعلنت ولاية هاواي الأميركية، الواقعة في المحيط الهادئ، أنها ستبدأ في تشغيل صافرات الإنذار الخاصة بالأسلحة النووية مرة كل شهر، ابتداءً من غد (الجمعة).

وكانت الولاية، وهي عبارة عن جزر تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم، ولا تبعد سوى 4660 ميلاً عن كوريا الشمالية، توقفت عن إجراء اختبارات تشغيل صافرات إنذار الأسلحة النووية منذ انتهاء الحرب الباردة قبل نحو 28 عاماً.

Email