قلق غربي ودعوات لعدم اللجوء إلى العنف

جيش زيمبابوي يعزل موغابي ويسيطر على السلطة

Ⅶ ناقلة جنود مدرعة تقف عند مفترق طرق في هراري | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحكم الجيش في زيمبابوي سيطرته على البلاد أمس، بحجة أنه يستهدف «مجرمين» محيطين بالرئيس روبرت موغابي، الذي قال إنه «قيد الإقامة الجبرية»، رغم نفي جنرالات الجيش القيام بانقلاب عسكري.

وفي كلمة مقتضبة عبر التلفزيون الوطني، الذي سيطر عليه جنود، ليل أول من أمس، قال ناطق عسكري إن الجيش يتوقع «عودة الأمور إلى طبيعتها بمجرد استكمال مهمته». وانتشر جنود في مواقع عدة بالعاصمة هراري، وسيطروا على هيئة البث الرسمية، فجر أمس، بعد أن وجه حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي - الجبهة الوطنية» الحاكم، الذي يتزعمه موغابي، اتهاماً لقائد الجيش بالخيانة، ما عزز التكهنات بحدوث انقلاب عسكري.

اعتقال

وألقى الجيش، القبض على وزير المالية إجناشيوس تشومبو، الذي يعد عضواً بارزاً في جناح بالحزب الحاكم، يعرف باسم (جي 40)، وتتزعمه غريس زوجة موغابي.

وبعد 24 ساعة فقط من تهديد قائد القوات المسلحة، كونستانتينو تشيونغا، بالتدخل لإنهاء حملة تطهير ضد حلفائه في الحزب الحاكم، شاهد صحافي من «رويترز» حاملات جنود مصفحة على طرق رئيسة في العاصمة. وطلب الجنود من السيارات المارة مواصلة السير في الظلام بلهجة آمرة.

وبعد ذلك بساعتين، سيطر الجنود على مقر هيئة البث الرسمية «زد بي سي»، وهي ناطق رئيس باسم موغابي، وأمروا العاملين بالمغادرة. وقال موظفان في الهيئة وناشط في مجال حقوق الإنسان، إنه جرى التعامل بخشونة مع العديد من العاملين.

وبعد فترة قصيرة، قال شهود من «رويترز»، إن 3 انفجارات هزت منطقة وسط هراري.

إقامة جبرية

من جهته، أكد رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، أمس، في بيان، أن رئيس زيمبابوي روبرت موغابي قيد الإقامة الجبرية، وذلك بعد انتشار الجيش في هراري، وسيطرته على ما يبدو على زمام الأمور في البلاد.

وقالت حكومة جنوب أفريقيا في بيان «تحدث الرئيس زوما في وقت سابق أمس، إلى الرئيس روبرت موغابي، الذي ألمح إلى أنه قيد الإقامة الجبرية في منزله، لكنه قال إنه بخير». وأكد زوما إرسال موفدين إلى زيمبابوي لاستيضاح الأمر.

بيان

إلى ذلك، دعت سفارة الولايات المتحدة في هراري، أمس، الأميركيين الموجودين في زيمبابوي، إلى «الاحتماء حيث هم»، بسبب «الغموض» الراهن في الوضعين السياسي والأمني في البلاد، والناجم عن توجيه قائد الجيش تحذيراً غير مسبوق إلى الرئيس روبرت موغابي. وذكرت السفارة في بيان، أن «المواطنين الأميركيين في زيمبابوي، مدعوون للاحتماء حيث هم، حتى إشعار آخر».

وأضاف البيان أنه «نتيجة حالة الغموض السياسي المستمرة، أصدر السفير تعليماته لجميع الموظفين بالبقاء في منازلهم». وأوضحت السفارة أنها «ستبقي على عدد ضئيل من الموظفين، وتغلق أبوابها أمام الجمهور».

قلق

وعبّر الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاء تطورات الأحداث في زيمبابوي.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، كاثرين راي «نحن ندعو كل الأطراف المعنية للانتقال من المواجهة للحوار، بهدف التوصل لحل سلمي» للأزمة.

وأكدت على ضرورة «احترام الحقوق الأساسية للمواطنين، والتمسك بالنظام الدستوري والحكم الديمقراطي».

جيش زيمبابوي يعزل موغابي ويسيطر على السلطة

30 عاماً على الرئاسة

مشهد سيطرة الجيش على زيمبابوي بدا شديد الأهمية، وعلامة فاصلة في تاريخ زعيم جلس على مقعد الحكم نحو 3 عقود كاملة، رغم أن الجيش سارع بالإعلان أن تحركه يستهدف «مجرمين» محيطين بالرئيس، وأن موغابي وأسرته بخير. تخرج روبرت غابريل موغابي معلماً في سن مبكرة، ودرس في جنوب أفريقيا وبريطانيا.

وتأثر بالتوجه الماركسي، أيام عمله في غانا، التي كانت أول مستعمرة بريطانية أفريقية تنال استقلالها. وشكل تحررها مصدر إلهام للرجل، فقرر العودة إلى بلاده ليبدأ نشاطه السياسي.

اعتقل موغابي عام 1964، وأطلق سراحه بعد عشر سنوات، توجه بعدها إلى العمل العسكري، ضد الحكومة، لكن حزبه شارك في انتخابات 1980، وفاز فيها بأغلبية مقاعد البرلمان. وعين موغابي رئيساً للوزراء، قبل أن يعمل على إنهاء الصراع العرقي في البلاد، الذي خلف آلاف القتلى.

انتخب رئيساً للبلاد عام 1987، وبقي في منصبه إلى الآن، رغم دخول البلاد في حالة عدم استقرار خاصة عقب إعادة انتخابه عام 2008. وتتهم دول غربية موغابي بالدكتاتورية وبالعنصرية، وتقول إنه ارتكب جرائم ضد شعبه واضطهد معارضيه، وفرضت بريطانيا عقوبات ضد زيمبابوي في إطار مجموعة الكومنولث، والأمر ذاته قامت به الولايات المتحدة، أما الاتحاد الأوروبي فقرر منع موغابي من دخول أراضيه عام 2002.

 

Email