إيران تغلي.. والنظام في صدمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش طهران على وقع احتجاجات بمظاهرات بدأت الأحد شيئاً فشيئاً لتبلغ أمس ذروتها، حيث بدأت تتعالى الأصوات ضد النهب والسلب الذي تمارسه السلطة ضد الشعب الإيراني. والأخطر من ذلك أن المظاهرات بدأت بإطلاق شعار المحاسبة للنظام الذي ركز أولوياته على الخارج وتناسى مصالح وهموم الشعب الإيراني.

وهذه ليست موجة الاحتجاج الأولى التي تنفجر في وجه النظام الإيراني، ففي الصيف الماضي انتقض المعلمون في أكثر من ولاية إيرانية احتجاجاً على الرواتب، فيما رفعت ولاية شيراز لافتات تطالب الإطاحة بالنظام الإيراني الفاسد.

وبناء على التقارير الصحافية فإن العديد من العائلات الإيرانية باتت تلجأ للشارع بعد تدني المستوى الاقتصادي. فعلى سبيل المثال أجبرت عائلة تتكون من ثمانية أشخاص من أن تسكن في أحد شوارع مدينة شيراز المركزي على قارعة الطريق والسبب هو الفاقة والفقر المالي.

الفقر كان المحرك الأساسي لهذه الاحتجاجات ففي الآونة الأخيرة طردت هذه العائلة التي لم تتمكن من دفع ايجار السكن من قبل صاحب البيت وأجبرت العائلة التي لم تتمكن من الحصول على اتخاذ أحد شوارع مركز مدينة شيراز وليس في ضواحيها مأوى لها.

معاناة

الأوضاع المأساوية في إيران بلغت حداً لا يُطاق فيقول موسى أفشار المعارض الإيراني من باريس في تصريح ل«البيان» إن الشعب الإيراني لم يصمت على ممارسات الملالي الظالمة. ففي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني الغني من الفقر نرى نظام الملالي يوزع أموال الشعب الإيراني على الحروب والفتن في المنطقة.

وأضاف، في الوقت الذي مجبر أن يعيش الشعب الإيراني في الأكواخ والمقابر وبيع الأعضاء البشرية حتى بيع فلذات أكبادهم بسبب الفقر، لاترى نهاية في نهب وسرقة الأموال فإن الشريحة الفقيرة والمحرومة هي التي تعيش في الأكواخ وتحت الضغط الاقتصادي تنام ليلاً في بيوت كارتونية.

ويتوقع خبراء تواصل الاحتجاجات في إيران وانتشارها إلى مدن أكثر في ظل حالة الاحتقان ورد الفعل العنيف ضد السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية.

ويؤكد الخبراء أن إيران اليوم تغلي من الداخل وهذا نتيجة سياسة التدخل العبثي في شؤون المنطقة والحروب التي أشعلتها في اليمن وسوريا التي أثرت على المستوى الاقتصادي. ويرى خبراء أن هذه المظاهرات تكمن أهميتها بالتزامن مع الضغوط الأميركية على نظام الملالي الأمر الذي قد يجعلها تتطور في ظل الرغبة الأميركية بتغيير النظام.

14

تشير التقارير الدولية إلى أن عدد الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر وصل إلى 14 مليوناً من أصل سبعين مليوناً هم سكان إيران، حسبما أفاد تقرير للبنك المركزي الإيراني نشرته صحيفة سرمايه المحسوبة على الجناح الإصلاحي. أرقام الفقر المرعبة في إيران، تأتي وسط زيادة في الأسعار أثرت على الفقراء والموظفين من ذوي الدخول المتدنية كالأساتذة الذين يكسبون أقل من ثلاثمائة دولار شهرياً.

Email