مركز جنيف لحقوق الإنسان في ذكرى اليوم العالمي للسلام:

أزمة اللاجئين دليل عجز العالم عن نشر العدالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلام، والذي جاء هذا العام تحت شعار «معاً من أجل السلام»، أن موضوع السلام والأمن الدوليين مازال يتصدر جدول أعمال صانعي القرار في العالم منذ تأسيس عصبة الأمم في العاشر من يناير 1920.

وظل الغموض يلف طريقة ترجمة هذا الالتزام إلى واقع عملي، فقد ألزمت معاهدة عصبة الأمم نفسها «بتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام والأمن الدوليين»، مشيراً إلى وجود 60 مليون شخص وجدوا أنفسهم مضطرين إلى النزوح ويبقى السلام وهماً مخادعاً.

وأوضح البيان أن اندلاع العنف والمواجهات الجيوسياسية، أدى إلى وقوع مواجهة كبرى بعد ذلك التاريخ بعقدين من الزمن، الأمر الذي عزّز عزم المجتمع الدولي على مضاعفة جهوده لنشر السلام والأمن.

وقال الدكتور حنيف حسن القاسم، رئيس مجلس إدارة مركز جنيف لحقوق الإنسان، إن البيان أوضح أيضاً أن ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة إلى «الحفاظ على السلام والأمن الدوليين»، والذي اعتمد في 26 يونيو 1945 لم يمنع من إسقاط القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناكازاجي بعد مرور أقل من شهرين على ذلك التاريخ.

فقد كانت النتائج الكارثية للحرب العالمية الثانية عامل تذكير مروع على قدرة البشرية على تقريب العالم من نهايته. وأضاف القاسم، أن الصراعات على مستويات أقل حدة، استمرت دون توقف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن. ولأسباب كهذه جزئياً، يجد أكثر من 60 مليون شخص أنفسهم مضطرين إلى النزوح اليوم ويبقى السلام وهماً مخادعاً.

دعم

وأكد أن الشعار الذي يرفع سنوياً بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسلام لهذا العام «معاً من أجل السلام: الاحترام والسلامة والكرامة للجميع»، يتطلب الانتباه إلى حاجة المجتمع الدولي إلى توحيد قواه دعماً لأشخاص اقتلعوا وفصلوا عن أهلهم، مشيراً إلى أن أزمة اللاجئين والمهاجرين أصبحت دليلاً على عجز العالم عن الارتقاء إلى مستوى المبادئ المثالية التي حددها مؤسسو الأمم المتحدة لنشر السلام والعدالة في أرجاء العالم.

نزاعات

وأضاف رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان، أن المنطقة العربية تأثرت شديداً بظاهرة التطرف العنيف وانتشار النزاعات المحلية والدولية. فقد أدت الحروب الأهلية أو الاضطرابات الداخلية في سوريا واليمن وليبيا والسودان والعراق إلى اضطرار ملايين الناس إلى النزوح، وقد جازف ملايين الناس بالقيام برحلات خطيرة ومحفوفة بالمهالك عبر البحر البيض المتوسط الغدّار أو عبر طرق البلقان التي لا يعرف سرها. وقد بنيت الجدران والأسيجة وحتى معسكرات الاحتجاز لمواجهة المد المتصاعد غير المسبوق في أعداد المهاجرين.

Email