روسيا وألمانيا ترفضان إعادة التفاوض .. وفرنسا تقترح إطار عمل منفصل عن الاتفاق

أميركا: مصير الاتفاق النووي مع إيران رهن سلوكها الإقليمي

ناشطون إيرانيون يؤدون مشهداً مسرحياً أمام الأمم المتحدة للاحتجاج على سياسات النظام الإيراني | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت انقسامات وتوترات في الأمم المتحدة بشأن الملف النووي الإيراني وكذلك ملف كوريا الشمالية، حيث تمسكت الولايات المتحدة بنهجها في الدعوة إلى مراجعة الاتفاق النووي مع إيران وإظهار حزم أكبر تجاه تدخلاتها الإقليمية، في مسعى أميركي للربط بين الاتفاق وبين السياسات الإيرانية، فيما اصطفت روسيا وألمانيا، وبدرجة أقل فرنسا، في المحور الداعم للاتفاق النووي مع إيران، داعين إلى الفصل بين الاتفاق الموقع عام 2015 وبين السياسات الإقليمية لإيران في الشرق الأوسط، وأن الحل يكمن في استكمال الاتفاق وليس إعادة التفاوض بشأنه.

والتقت الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في العام 2015 في أجواء من التوتر في الأمم المتحدة دون التمكن من الخروج من الطريق المسدود الذي أفضى إليه تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاتفاق.

تيلرسون وظريفوالتقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف للمرة الأولى بمبادرة من الاتحاد الأوروبي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشارك في اللقاء الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق التاريخي في فيينا وهي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وصرح تيلرسون بأن الأطراف التي تفاوضت على الاتفاق كان لها توقع واضح بأن إحدى فوائد الاتفاق سيكون التخلص من تهديدات خطيرة للمنطقة. لكنه أكد أن إيران «تواصل دعم النظام السوري، والانخراط في النشاط الإلكتروني الخبيث، وتطوير الصواريخ الباليستية التي تهدد استقرار المنطقة وإرسال الأسلحة إلى اليمن وسوريا والعراق.

مواقف

وقال مصدر أوروبي إن اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة كان»صعبا«، مضيفاً أن تيلرسون وظريف تحادثا»بشكل مباشر«ومطولاً. وقال الوزير الأميركي:»النبرة كانت عملية للغاية، لم يكن هناك صراخ ولم نتراشق بالأحذية«.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي تترأس لجنة متابعة الاتفاق إن المشاركين في الاجتماع»اتفقوا على القول بأن كل الأطراف تحترم نص الاتفاق حتى الآن«.

وتعتزم روسيا الاستمرار في دعم الاتفاق، حيث قالت الخارجية الروسية وفقا لتقرير وكالة تاس الروسية للأنباء إن وزير الخارجية سيرجي لافروف أكد أن بلاده ستستمر في دعم هذا الاتفاق.

وفي مسعى لإرضاء الأميركيين، أثارت بعض الجهات من بينها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إمكان إعادة التفاوض حول بعض استحقاقات الاتفاق ومواضيع مرتبطة به من بينها دور إيران في الشرق الأوسط.

وقال ماكرون إن الاتفاق النووي»غير كافٍ«بالنظر إلى»الضغوط المتزايدة التي تمارسها إيران في المنطقة«. وقال ماكرون:»لنكن صريحين. التوتر يزداد وانظروا إلى أنشطة حزب الله وضغط إيران على سوريا. نحن بحاجة إلى إطار عمل واضح لنتمكن من طمأنة الدول في المنطقة والولايات المتحدة«، مضيفا أنه مستعد للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران. كما أشار إلى ضرورة»إعادة التفاوض حول ما بعد 2025«. وشدد دبلوماسيون فرنسيون على أن الأمر لا يتعلق بـ»إعادة التفاوض«حول الاتفاق بل»استكماله«.

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع إيران سيثني قوى أخرى مثل كوريا الشمالية عن المشاركة في مفاوضات دولية لوقف برامجها النووية.

ارتباك

من جهة أخرى، شهدت الأمم المتحدة التي تعاني انقساماً حول كوريا الشمالية لقاءات بين الرئيس الأميركي وحليفيه الكوري الجنوبي والياباني وأيضاً اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي الدولي في مسعى لضمان تطبيق العقوبات المفروضة على بيونغيانغ بشكل كامل.

Email