شجبت استخدام القوة وارتكاب الجرائم ضد الأقلية المسلمة

الإمارات تطالب بتحرك دولي لوضع حد لمأساة الروهينغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

نددت دولة الإمارات، أمس، بالوضع الإنساني المتدهور للاجئي الروهينغا، وشجبت استخدام سلطات ميانمار القوة ضدهم، مطالبةً، في كلمة أمام الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان، المجتمع الدولي بتحرك جماعي لوضع حد لمأساة مسلمي الروهينغا.

وتوجه سكرتير ثالث ببعثة الإمارات في جنيف، سعيد أحمد الجروان، بمستهل كلمة الدولة، في إطار الحوار التفاعلي مع البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في ميانمار، بالشكر لأعضاء البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق على تحديثهم الشفوي، حاضاً إياهم على مواصلة مهمتهم لإطلاع العالم على ما يجري للأقلية المسلمة الروهينغا في ميانمار، وتمكين المجتمع الدولي من إدراك مدى الكارثة الإنسانية وحجمها، حتى تعمل على وضع حدّ لها من خلال التحرك الجماعي.

وأكدت الكلمة تنديد دولة الإمارات بالوضع الإنساني المتدهور للاجئي الروهينغا، وشجبها بشدة استخدام السلطات في ميانمار القوة والعنف وغيرها من الجرائم ضد الروهينغا، بما في ذلك إرغام عشرات الآلاف منهم على الفرار والتشريد، حيث إنه حسب تقارير وكالات الأمم المتحدة قد يصل أعداد اللاجئين اليوم إلى نحو 400 ألف لاجئ.

إضافة إلى الأعداد الكبيرة الأخرى من الذين فقدوا حياتهم أثناء محاولة الهروب، في حين لا تزال أعداد كبيرة أخرى تُقدّر بالآلاف تنتظر عبور الحدود فراراً من الاضطهاد والتطهير العرقي المتربص بهم في ميانمار، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى وصول عدد اللاجئين الروهينغا المقيمين بالفعل في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش إلى أكثر من 500 ألف لاجئ، وهو رقم مرشح للارتفاع إذا لم يتم إيقاف هذا النزيف.

ونوهت الكلمة بأنه انطلاقاً من موقف الإمارات الثابت وتحركها الميداني في مثل هذه الحالات المأسوية، وبتوجيه من أعلى السلطات في الدولة، وفرت الهيئات الخيرية في الدولة، على رأسها المدينة العالمية الإنسانية بدبي والهلال الأحمر الإماراتي، المأوى لنحو 8500 لاجئ ضمن نحو 1700 أسرة، إضافة إلى ما تمّ تقديمه في شحن أول، شمل مئة طن متري من مواد الإغاثة لدعم احتياجات نحو 175 ألف لاجئ.

وتأتي جهود دولة الإمارات استجابةً للمناشدة الإنسانية التي أطلقتها مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين لتخفيف معاناة لاجئي الروهينغا في بنغلاديش، وتصل القيمة الإجمالية للمساعدات المقدمة من قبل دولة الإمارات إلى نحو 2.7 مليون درهم، وتتضمن بصورة أساسية مخيمات إيواء، دعماً لجهود المفوضية في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، لا سيما في عدد من مخيمات اللاجئين في بنغلاديش.

وشددت الكلمة على أن دولة الإمارات تعتبر استمرار مأساة الروهينغا والمعاناة التي يعيشونها أمراً غير مقبول على الإطلاق، وأن ما يجري في ميانمار مسألة أخلاقية تترتب عليها مسؤولية جماعية ينبغي للمجتمع الدولي أن يتحملها، من خلال تفعيل أجهزة الأمم المتحدة ومختلف آلياتها في أسرع وقت، بدءاً بوضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة والتصدي المبكر لتداعياتها الخطرة.

وفي الوقت ذاته التحرك الفوري للوصول إلى الحل السياسي المناسب لحماية الروهينغا من أعمال العنف والتشريد والعقاب الجماعي الذي يتعرضون له. جدير بالذكر أن الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان المقامة حالياً في جنيف تستمر حتى 29 سبتمبر الجاري.

Email