اللقاء كان مناسبة لتجاوز الخلافات حول عدد من القضايا

البابا يطلب من ترامب أن يكون صانع سلام

البابا خلال استقباله ترامب في الفاتيكان | اي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

حض البابا فرنسيس أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن يكون صانع سلام، ووعده ترامب بألا ينسى رسالته. وتحت سماء زرقاء صافية، أقام الحرس السويسري في الفاتيكان، مراسم استقبال ترامب الذي كان قد تبادل مع البابا كلمات حادة خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية.

ودخل ترامب مصعداً صغيراً أقله إلى الطابق الثالث من القصر البابوي. وقبل انغلاق باب المصعد المغلف بالخشب، أمكن سماع مسؤول بروتوكول من الفاتيكان وهو يمازح الرئيس قائلاً، إنه ليس «شبه برج ترامب في نيويورك».

وارتسمت على وجه البابا ابتسامة خافتة، وهو يستقبل ترامب أمام المكتب الخاص، ولم تظهر نفس الألفة التي يبديها أحياناً حين لقاء رؤساء دول زائرين. وقال ترامب الذي بدا مكبوتاً «إنه لشرف عظيم». حتى عند جلوسهما بمكتب البابا في حضور المصورين والصحافيين، تجنب البابا ذلك النوع من الأحاديث المقتضبة التي تحدث عادة أمام وسائل الإعلام. وتحدث الاثنان حوالي 30 دقيقة عبر مترجمين. وبدا عليهما في ختام الاجتماع الخاص ارتياحاً أكبر بكثير عما ظهر في بدايته. وابتسم البابا ومازح ترامب وزوجته ميلانيا.

وأمكن سماع مترجم فرنسيس وهو ينقل تعليق البابا إلى السيدة الأميركية الأولى «ماذا تطعمينه؟». فردت بيتزا فضحك البابا، ثم أهدى البابا الرئيس الأميركي منحوتاً صغيراً على شكل شجرة الزيتون، وقال له من خلال المترجم إنه رمز للسلام. وقال متحدثاً بالإسبانية «أود أن تصبحوا شجرة زيتون لتحقيق السلام».

ورد ترامب «بوسعنا أن نستفيد من السلام».

كما أهداه البابا نسخة موقعة من رسالته في يوم السلام العالمي لعام 2017، والتي حملت عنوان «اللا عنف - أسلوب سياسة من أجل السلام»، وكذلك نسخة من رسالته البابوية عام 2015، عن أهمية حماية البيئة من آثار تغير المناخ. وقال ترامب «حسناً. سأقرأها».

وخلال حملته الانتخابية، وصف ترامب الاكتشافات العلمية بأن النشاط الاقتصادي البشري، ساهم في ارتفاع درجات حرارة العالم بأنها «خدعة». وحين تولى الرئاسة اقترح تخفيضات كبيرة في مخصصات وكالة حماية البيئة، والتخلي عن كثير من اللوائح المتعلقة بالبيئة.

وعد

أهدى ترامب، البابا، مجموعة مغلفة من الطبعة الأولى لخمسة كتب لزعيم الحقوق المدنية الأميركي مارتن لوثر كينغ. وبينما كان الرئيس الأميركي يهم بالمغادرة، قال لمضيفه عند باب المكتب الخاص «أشكركم. أشكركم. لن أنسى ما قلتموه».

وسئل ترامب كيف سار اللقاء مع البابا، فأجاب «عظيم. إنه شخصية. إنه إنسان ممتاز فعلاً. كان اجتماعنا رائعاً».

وجاء في بيان صادر عن الفاتيكان، أن الاجتماع كان «ودياً»، وأن الفاتيكان يأمل في تعاون «صافٍ» بين الحكومة الأميركية والكنيسة الكاثوليكية الأميركية، بما يشمل «مساعدة المهاجرين».

وتعارض الكنيسة الكاثوليكية الأميركية، محاولة ترامب قطع المساعدات الاتحادية للمدن التي توفر ملاذاً للمهاجرين غير الشرعيين. كما تعارض الكنيسة خطة ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك. وقال البابا العام الماضي، إن من يفكر في بناء الجدران، لا في مد الجسور، «ليس مسيحياً». ورد ترامب، الذي كان مرشحاً للرئاسة في ذلك الوقت قائلاً، إن «من المخزي» أن يشكك البابا، الذي يمثل ما يزيد على نصف مسيحيي العالم، البالغ عددهم ملياري نسمة، في إيمانه.

Email