امرأتان بقفص الاتهام في اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحاطت بقضية اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية حكايا غامضة على الأقل حتى الآن، فيما دائرة الاشتباه تحوم حول امرأتين هما دوان هيونغ وستي عائشة واللتين تمّ اعتقالهما بالفعل. هيونغ كانت تقيم في أحد فنادق كوالالمبور الرخيصة وقامت بقص شعرها قبل يوم من تنفيذ الاغتيال في مطار كوالالمبور. وحسب رواية موظفي الاستقبال في الفندق الذي كانت تقيم فيه دوان ثي هيونغ فإنها غادرت الفندق في وقت مبكر يوم الاغتيال لتعود لاحقاً دون أن يظهر عليها أي نوع من الإجهاد.

وتشتبه الشرطة في قيام المشتبه بها صباح يوم الاغتيال بالاقتراب من شقيق الزعيم الكوري ومباغتته من الخلف برش مادة سامة في وجهه أثناء وجوده في مبنى شركة الطيران الماليزية. ووفق ما ذكرت المشتبه بها للشرطة فإنّها تعتقد أنّها كانت تشارك في مزحة تلفزيونية، وأنّها تعرضت للخداع للقيام بما كان يعتقد أنّها مزحة إعلامية في أحد برامج الواقع.

لقد أقامت هيونغ في فندق متواضع دخلته يوم 11 فبراير الجاري، واختارت غرفة بلا نوافذ، أرادت تمديد إقامتها كما يقول مسؤولو الفندق ومستعدة لدفع الكثر من المال، لتغيّر بعد يوم واحد مقر إقامتها إلى فندق آخر مطل على المدينة تحمل في ظهرها حقيبة وفي يدها دمية دب كبير.

وطلبت المشتبه بها مقصاً من موظفي الاستقبال قبل عملية الاغتيال بساعات، فيما وجد عمال النظافة صباح اليوم التالي شعراً على الأرض وعلى سلة القمامة والمقص على طاولة الغرفة وشعراً متناثراً على أرضيتها والغرفة مقلوبة رأساً على عقب، وخرجت صباحاً وهي مضطربة وقلقة لكنها ولدى العودة كانت على العكس تماماً، اشتكت دوان من تعطّل خدمة واي فاي في غرفتها ثم ما لبثت أن غادرت الفندق بالمرّة بعد أن قيل لها إنّ الخدمة لن تعود قبل الظهر، لتقيم في فندق قريب منه يوماً واحداً ثم تغادره هو الآخر. لا يعرف إلى أين ذهبت دوان بعد ذلك، إلى أن قالت الشرطة إنّها اعتقلتها بعد مرور 48 ساعة في نفس المبنى الذي هوجم فيه القتيل.

اما ستي عائشة التي ألقي القبض عليها، وتتهمها السلطات بالاشتراك في عملية الاغتيال، كانت تعيش حياة هادئة في أحد أحياء جاكرتا الفقيرة وعملت في مجال الخياطة في منزل عائلة زوجها السابق، قبل أن تقصد ماليزيا بحثاً عن فرصة عمل.

لا يستطيع مسؤول الحي الفقير الذي عاشت فيه تصديق الأمر فهي كما يقول امرأة بسيطة، لقد انتقلت مع زوجها إلى ماليزيا منذ عدة سنوات إلّا أنّها انفصلت عنه في العام 2012. وقال نائب الرئيس الإندونيسي جوسوف كالا إنّ عائشة بدت «ضحية خدعة أو عملية نصب» واعتقدت أنها تشارك في برنامج واقع تصوره كاميرات خفية.

ماليزيا ترفض تسليم الجثمان

أعلنت كوالالمبور أمس أنّها لن تقوم بتسليم جثمان الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون، الذي اغتيل في ماليزيا قبل أن تقدم عائلته عينات من الحمض النووي، رغم طلب من بيونغ يانغ. ويحاول أطباء شرعيون ماليزيون كشف ملابسات عملية الاغتيال التي استهدفت كيم جونغ-نام الاثنين ونسبتها سيول إلى عملاء لكوريا الشمالية.

وقال مسؤولون ماليزيون إن دبلوماسيين كوريين شماليين اعترضوا على تشريح جثته، لكن كوالالمبور أصرت على أنها لن تسلم جثمانه قبل الانتهاء من كل الإجراءات.

وصرح عبد السماح مات قائد شرطة ولاية سيلانغور حيث يقع المطار: «حتى الآن لم يأت أحد من أفراد عائلته وأقربائه للمطالبة بالجثة. نحن بحاجة إلى عينات من الحمض النووي لأحد أفراد العائلة لنتمكن من تأكيد هوية المتوفي». وأضاف أن كوريا الشمالية قدمت طلباً لاستعادة الجثمان، لكن قبل تسليمه نحن بحاجة للتعرف إلى الجثة.

وأكدت الطبيبة كورنيليا شاريتو سيريكورد من إدارة الكيمياء العسكرية في وزارة العلوم الماليزية، أن أطباء المختبر الذين يحللون عينات من الدم والملابس، سيقومون بعملهم في أسرع وقت ممكن. بدورها، أعلنت كوريا الشمالية أنها سترفض نتائج تشريح الجثة. وقال سفير كوريا الشمالية في ماليزيا، كانج تشول للصحافيين مساء أمس خارج مشرحة المستشفى: «أجرى الجانب الماليزي، على نحو قسري، عملية تشريح الجثة دون الحصول على إذننا وشهادتنا لهذا الحدث». كوالالمبور - أ.ف.ب

Email