تقارير «البيان»

معركة الطعن ضد ترامب تهدد قدرته على الحكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بلغت أزمة النظام السياسي الأميركي ذروتها مع انتقال الانقسامات السياسية إلى الشارع وتحول العاصمة واشنطن إلى ساحة مواجهة وحرب كر وفر بين الشرطة الأميركية وآلاف المحتجين شهدها الحفل الرسمي لتنصيب دونالد ترامب رئيساً للبلاد.

ولا شك أن الهجوم الناري الذي شنه الرئيس الجديد على خصومه في خطاب القسم الدستوري ساهم إلى حد بعيد في تصعيد الموقف وتأجيج غضب الطاعنين في شرعية انتخابه.

واختار خصوم ترامب نقل المعركة إلى الشارع في تهديد واضح لخطط الإدارة الجديدة وسياساتها وتنبيه ترامب أن في يد المعارضين والمشككين الكثير من الأوراق القوية.

وتضاف النقاط الجديدة إلى ما حققه خصوم ترامب من خلال المقاطعة السياسية والشعبية لحفل التنصيب، حيث سجلت سابقة تاريخية في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بمقاطعة أكثر من خمسين عضواً في الكونغرس احتفالية انتقال السلطة وتسلم ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض.

وبمعزل عن التظاهرات الاحتجاجية التي تحولت إلى أعمال شغب ومواجهات عنيفة مع الشرطة فإن حفل التنصيب بدا باهتاً وقد يكون الحشد الشعبي الذي حضر إلى واشنطن هو الأدنى في تاريخ الاحتفالات الرئاسية المشابهة على الأقل مقارنة بالملايين التي احتشدت عامي 2009 و2013 للاستماع إلى الرئيس باراك اوباما خلال تأديته القسم الدستوري.

انقسام داخلي

يدخل ترامب البيت الأبيض وسط انقسام داخلي أميركي لا يخفي بعضاً من مظاهره العنصرية. ولا تقتصر المظاهر على المواجهة التي خاضها الرئيس الأميركي الأبيض في الأيام القليلة الماضية مع النائب الديمقراطي الأسود جون لويس الذي يعتبر رمزاً من رموز حركة مكافحة العنصرية، بل تكمن في خلفيتها سجالات حول إدارة أول رئيس من أصول افريقية والسياسات التي اتبعها والإنجازات التي حققها وكذلك ما فشل في تحقيقه.

يستند طعن لويس بشرعية انتخاب ترامب على قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية وهو يأتي أيضاً في سياق دفاع الأقلية الافريقية عن تجربتها الأولى في الرئاسة وبالتالي عن إرث أول رئيس أميركي من أصول افريقية الذي كان ترامب أول المشككين بشرعية انتخابه عام 2008 من خلال إثارة الشبهات حول صحة شهادة ميلاده الأميركية وفي إطار الرد الاستباقي على خطط ترامب والغالبية الجمهورية في الكونغرس لإلغاء خطة اوباما للتأمين الصحي.

مواجهة مع الاستخبارات

على أن المواجهة المفتوحة مع أجهزة الاستخبارات الأميركية على خلفية تقارير التجسس الروسي، وبعد اتهام ترامب لمسؤولي وكالات الأمن الأميركية بتسريب تقرير استخباراتي فضائحي مشكوك في صحته، ستبقى من أخطر القضايا التي تهدد قدرة ترامب على الحكم وإن كان أنصاره ان صفحة المواجهة يمكن طويها بعد تسلم فريق الرئيس الجديد إدارة وكالات الاستخبارات الأميركية.

Email