ردود أفعال عالمية متباينة.. تهانٍ وانتقادات

ت + ت - الحجم الطبيعي

فور انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تدفّق سيل ردود الأفعال من عدة عواصم حول العالم، ما بين تهنئة وانتقاد.

كندا

ففي مونتريال، هنأ رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الرئيس الأميركي الجديد وشدد على قوة العلاقة مع واشنطن.

وقال ترودو إن كندا والولايات المتحدة تربطهما واحدة من أوثق العلاقات بين أي بلدين في العالم.

وأضاف في بيان أن «هذه الشراكة الدائمة ضرورية للازدهار والأمن».

وقال إن الجارتين تستفيدان من العلاقات التجارية الاستثمارية «القوية» والاقتصادات المتكاملة التي تدعم الملايين من الوظائف في كلا البلدين.

وعارض ترودو ترامب خلال الحملة الانتخابية في عام 2016، لكنه قال أخيراً إنه لن «يختار الاشتباك» معه، وفقاً لهافينغتون بوست.

المكسيك:

ومن مكسيكو سيتي، هنأ الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو دونالد ترامب على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة قائلاً إنه يتطلع لتعزيز العلاقات بين البلدين، لكنه شدد على أنه سيولي أهمية قصوى للسيادة والمصلحة القومية وحماية المكسيكيين.

وقال بينا نييتو على تويتر إنه سيسعى إلى حوار «قائم على الاحترام» مع حكومة ترامب الذي أثار غضب الكثيرين في المكسيك أثناء حملته الانتخابية عندما وصف المكسيكيين بأنهم مغتصبون وقتلة وتعهد ببناء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنعهم من دخول أميركا.

ألمانيا:

قال زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية إن بلاده ستحتاج إلى استراتيجية اقتصادية جديدة تتجه إلى آسيا إذا ما بدأت الإدارة الأميركية الجديدة حرباً تجارية مع الصين محذراً من «أوقات صعبة» بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.

وقال غابرييل في مقابلة مع تلفزيون «زد.دي.إف» في أول رد فعل رسمي من جانب ألمانيا على تنصيب ترامب «ما سمعناه اليوم كان نبرات قومية عالية... أعتقد أنه علينا التأهب لأوقات صعبة».

وأضاف أن ترامب «كان جاداً جداً» في خطاب تنصيبه، وهو ما يعني أنه سينفذ تعهداته فيما يتعلق بالتجارة والقضايا الأخرى ويحولها إلى فعل.

وقال إن على أوروبا وألمانيا أن تقفا سوياً «للدفاع عن مصالحنا».

والولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا وحذر ترامب من أن إداراته ستفرض ضريبة نسبتها 35 في المئة على السيارات التي تخطط بي.إم.دبليو الألمانية لإنتاجها في مصنع جديد في المكسيك وتصديرها للسوق الأميركية.

فرنسا

ومن جهته، انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إعلان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب عن اتخاذ إجراءات حمائية جديدة تكبل التجارة في أول يوم يتولى فيه مهام منصبه.

وأعلن هولاند - خلال زيارته أمس لشركة صناعية بمنطقة فوجيزين الفرنسية- أن من الخطأ «إغلاق الحدود كما ينصحنا البعض بذلك، وكما فعل من يؤدي اليوم اليمين الدستورية».

أضاف هولاند قائلاً: «نحن جزء من اقتصاد عالمي ومفتوح، وليس من الممكن، بل وليس من المرغوب فيه، أن يعزل المرء نفسه عن الاقتصاد العالمي».

تايوان

وفي تايبيه، قدمت رئيسة تايوان تساي إنج ون التهاني للرئيس الأميركي الجديد بعد تنصيبه في واشنطن أمس، معربة عن الرغبة في تعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة، في تحرك سيثير على الأرجح اعتراضات من جانب الصين الغاضبة بالفعل من اتصال هاتفي قبل شهر بين الزعيمين في خرق للبروتوكول.

وكتبت تساي على تويتر «الديمقراطية هي التي تربط تايوان والولايات المتحدة معاً. نتطلع إلى المضي قدماً في الصداقة والشراكة».

وقال الناطق باسم الرئاسة في تايوان أليكس هوانج في بيان إن تساي أرسلت التهنئة إلى ترامب ونائبه الرئيس مايك بنس بمناسبة التنصيب، حسبما ذكرت وكالة الأنباء المركزية التايوانية.

ووفقاً لهوانج، تعتقد تساي أنه بالنسبة لتايوان، فإن الولايات المتحدة واحدة من أهم الحلفاء في المجتمع الدولي.

وتصدرت قضية وضع تايوان جدول الأعمال الدولي منذ خالف ترامب سياسة أميركية متبعة منذ عقود بتلقيه اتصالاً هاتفياً للتهنئة من تساي.

وأغضب الاتصال -إلى جانب تعليقات لاحقة لترامب قال فيها إن سياسة «صين واحدة» مطروحة للتفاوض- بكين التي تعتبر تايوان إقليماً منشقاً ستخضعه لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر.

الفاتيكان

وفي ردة فعل باباوية، دعا البابا فرنسيس الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتصرف على هدي القيم الأخلاقية وقال إنه يتعين عليه الاهتمام بالفقراء والمنبوذين خلال رئاسته.

وقال البابا في رسالة إلى ترامب بعد دقائق من تنصيبه «في وقت تعاني فيه أسرتنا البشرية من أزمات إنسانية طاحنة تستدعي استجابات سياسية بعيدة النظر وموحدة.. أصلي كي تكون قراراتكم نابعة من القيم الروحية والأخلاقية الثرية التي شكلت تاريخ الشعب الأميركي والتزام أمتكم بدعم الكرامة الإنسانية والحرية في طول العالم وعرضه».

وأضاف في الرسالة التي نشرها الفاتيكان «في ظل قيادتكم.. ربما تظل مكانة أميركا تقاس أولاً وقبل كل شيء بقدر اهتمامها بالفقراء والمنبوذين والمحتاجين».

وجعل البابا فرنسيس- أول بابا من أميركا اللاتينية- من الاهتمام بالفقراء والفئات الأضعف في المجتمع برنامجاً رئيسياً لولايته المستمرة منذ نحو أربع سنوات.

وقال البابا فرنسيس في العام الماضي رداً على سؤال عن وجهات نظر ترامب بشأن الهجرة ونيته بناء جدار على الحدود مع المكسيك إن شخصاً يحمل وجهات النظر تلك «ليس مسيحياً».

ورد ترامب واصفاً تصريحات البابا بأنها «مشينة».

Email