كريستوفر ستيل فرّ للنجاة بحياته وأوصى جيرانه بهرته

رجل استخبارات بريطانية أعدّ ملف فضائح ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«هلّا اعتنيتم بهرتي؟»، بهذه الكلمات رحل الجاسوس البريطاني السابق كريستوفر ستيل عن منزله الفخم في مقاطعة سرّي ناجياً بحياته، بعد أن انكشفت هويته كمسؤول عن تجميع معلومات ملف فضائح ترامب الأخلاقية المروّع.

وأفادت صحيفة «تلغراف» البريطانية، في تقرير صدر مؤخراً، أن ستيل البالغ من العمر 52 عاماً، الذي سبق أن عمل مع الجاسوس الروسي القتيل، ألكسندر ليتفينينكو، فرّ بحياته تحت جنح الظلام مع عائلته، وأغلق أبواب بيت يساوي 1.5 مليون جنيه استرليني، ورجحت التكهنات بأن يكون قد غادر بريطانيا.

واختفى ستيل، عميل جهاز الاستخبارات البريطاني «إم آي6» السابق، بعد تداول اسمه عبر الإعلام بوصفه مؤلف الملف الأسود الحافل بأخبار تشوه صفحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ولم يترك وصيةً لجيرانه سوى: «اعتنوا بهرتي».

ويتضمن الملف الروسي البذيء مزاعم عجيبة تتناول جوانب الحياة الحميمة لترامب إضافةً إلى مشاهد مصورة غريبة يزعم أنها كانت بحوزة وحدة التهديد بالابتزاز في الكرملين. وتحفل صفحات التقرير الخمس والثلاثون بأخطاء إملائية بالجملة، وتتضمن مزاعم غير مدعمة بالإثباتات حول قيام ترامب بأعمال مخلة بالآداب تتورط فيها بائعات هوى وعرض أطلقت عليه تسمية «الحمام الذهبي» داخل أحد الأجنحة الرئاسية في فندق بموسكو، قيل إنه نفسه الذي استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما وزوجته أثناء زيارتهما الأخيرة لروسيا.

ووصف أحد المصادر الأمنية عملية فرار ستيل الذي يبدو أنها تمت على عجل، حيث بقيت معظم الغرف مضاءةً، بالقول: «إنه يخشى على سلامته، وقد يكون الآن على متن طائرة أو مختبئاً في مكان آمن».

وروى جار ستيل مجريات ما حصل في حديث إلى «تلغراف»، وقال: «طلب إلي أن أهتم بهرته لأنه سيغيب لبضعة أيام. لست واثقاً إلى أين قد اتجه أو بكيفية الاتصال به، لأني بالكاد أعرفه، وعلاقتنا تقتصر على تبادل التحية». وفي حين وصف ترامب الملف بالـ«ملفق» والـ«كاذب»، وذهب إلى حدّ القول إن جهاز الاستخبارات الأميركية قد سرّبه بهدف الإساءة لسمعته قبل تسلمه مقاليد الرئاسة رسمياً. كما أكد زيف ادعاء «الحمام الذهبي» بالقول: «هل يمكن لأحد أن يصدّق ذلك؟ وأنا أعاني من رهاب القذارة».

وزعم أن السناتور جون ماكين قد تسلّم الملف الفضائحي لترامب من السفير البريطاني السابق في موسكو، الذي بقي اسمه طي الكتمان، علماً أنه أشيعت معلومات تقول إن سير توم بارو، السفير البريطاني السابق في موسكو، الذي يعتبر الدبلوماسي البريطاني الأرفع في الاتحاد الأوروبي الموكل بمفاوضات البريكسيت، قد عمل في العاصمة الروسية بالتزامن مع فترة عمل ستيل. لكن مصدراً في وزارة الخارجية شدد على تأكيد بارو بأن لا علاقة له بملف ستيل حول ترامب.

وذكرت محطة بي بي سي الإخبارية أن هناك ملفا آخر قيد التحضير، وأنه على الرغم من المزاعم التي تؤكد إتلافه، توجد تأكيدات صحافية تقول ان «رئيس إحدى وكالات الاستخبارات الأوروبية الشرقية» يصر على وجود شريط فيديو فاضح أخلاقياً.

ووصفت بعض المصادر ستيل بالشخص «الموثوق واسع الاطلاع»، في حين أشار آخر لصحيفة تايمز اللندنية بأنه «يتسم بالغرور قليلاً، وأنه أقل استناداً إلى الحقيقة مما يتوقع منه كأحد العملاء السابقين في جهاز الاستخبارات البريطاني». وأنشأ ستيل بعد مغادرة جهاز الاستخبارات شركة للأمن مقرها بلغرافيا غرب لندن. وزعم بأنه تمت الاستعانة بخبرة ستيل من قبل أعداء لترامب طلبوا منه تعقّب علاقات الملياردير وارتباطاته مع روسيا.

وأشار مسؤول في جهاز الاستخبارات البريطاني إلى أن الجاسوس السابق يختبئ حالياً في مكان آمن قد يكون في بلد آخر غير بريطانيا، وقال المصدر: «ما إن خرج اسمه إلى العلن، حتى أصبح عرضةً للتهديد، لذا فقد اتبعت بعض الخطوات لحمايته ووضعه في بيئة أكثر أماناً».

Email