رحيل رفسنجاني تعزز الجناح المتشدد في إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المنتظر أن يرسخ الحرس الثوري الإيراني سلطته في البلاد على ما يبدو ويحول سياساتها إلى مزيد من التشدد والانعزالية لسنوات مقبلة بعد وفاة الوسيط السياسي القوي علي أكبر هاشمي رفسنجاني.

ولطالما كانت علاقات رفسنجاني الرئيس السابق للبلاد متوترة مع الحرس الثوري الإيراني وهو أشد قوة عسكرية في إيران كما يمتلك مصالح اقتصادية قيمتها مليارات الدولارات.

وانتقد رفسنجاني الذي توفي الأحد عن عمر يناهز 82 عاماً توسيع المصالح الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني التي تمتد عبر قطاعات النفط والغاز والاتصالات والإنشاءات كما انتقد دور الحرس الثوري في قمع احتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتائجها عام 2009 وبرنامج الصواريخ الإيراني الذي يشرف عليه الحرس الثوري.

يقول محللون إنه مع خروج رفسنجاني من الصورة يمكن أن يلعب الحرس الثوري دوراً محورياً في تحديد من سيصبح الزعيم الأعلى المقبل من خلال توجيه أعضاء مجلس الخبراء لاختيار مرشح أكثر تعاطفاً مع مصالحهم.

وقال مهدي خلجي وهو باحث كبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «كل المرشحين الذين تسمع عنهم الذين قد يحلون محل خامئني أكثر تشدداً ولديهم آراء أكثر تطرفاً».

وطرح التساؤل بشأن من سيخلف خامنئي (77 عاماً) للمرة الأولى بشكل حقيقي عندما دخل الزعيم الأعلى المستشفى عام 2014.

وفي حال وفاة خامنئي سيعقد مجلس الخبراء المؤلف من 88 عضواً جلسة مغلقة لاختيار مرشح قبل إجراء تصويت نهائي. ويتوقع محللون أن يلعب الحرس الثوري دوراً مهماً. وقال أنصاري: «سيكون دور الحرس محورياً للغاية».

القطع في مكانها

كان الحرس الثوري قد حصل على موطئ قدم اقتصادي له للمرة الأولى بعد الحرب بين العراق وإيران في الثمانينات عندما سمح له رجال الدين الذين يحكمون البلاد بالاستثمار في قطاعات إيرانية رئيسية.

ونما نفوذه الاقتصادي وسلطته وثرواته بعد أن أصبح العضو السابق في الحرس الثوري محمود أحمدي نجاد رئيساً في 2005 وزاد منذ ذلك الحين الأمر الذي دفع بعض المحللين للقول إن من غير المرجح أن يملك الزعيم الأعلى المقبل نفس السلطات التي يتمتع بها خامنئي.

وقال مدير برنامج الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد عباس ميلاني: «يعكفون على وضع كل القطع في مكانها في استعراض قوي للقوة إذا توفي خامنئي».

وتابع: «كل يوم ينتزعون مزيداً من النفوذ من سلطة المخابرات والسلطة المالية وسلطة الشرطة. من الواضح أنهم يستغلون قواتهم».

ورغم أنه لا يوجد مرشح وحيد واضح لمنصب الزعيم الأعلى فهناك الكثير من المرشحين البارزين.

ومن بين المرشحين المحتملين آية الله محمود هاشمي شهرودي (68 عاماً) وهو رئيس سابق للسلطة القضائية يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الخبراء. ويقول خبراء إن خامنئي يفضل شهرودي ويعتقد أنه يحظى بدعم الحرس الثوري.

ومن المرشحين الآخرين آية الله صادق آملي لاريجاني (55 عاماً) رئيس السلطة القضائية حالياً والذي عينه خامنئي في هذا المنصب مرتين.

وهناك مرشح محتمل ثالث هو محمد تقي مصباح يزدي وهو رجل دين متشدد خاض معارك مع الإصلاحيين لسنوات.

لكن بعض المحللين يقولون إنه في ظل تنامي سلطة الحرس الثوري ربما لم يعد مهماً بالقدر ذاته من سيصبح فعلياً الزعيم الأعلى المقبل للبلاد.

وقال خلجي من معهد واشنطن: «لم يعد الشخص نفسه مهماً. عندما أُسأل من سيحل محل خامنئي أقول إنه الحرس الثوري».

Email