فرانسوا فيون.. رجل المرحلة المقبلة لفرنسا

فرانسوا فيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

بزغ نجم السياسي الفرنسي فرانسوا فيون الصاعد بعد اكتساحه انتخابات اليمين الفرنسي في سباق الترشح للرئاسة مع دويِ ثقيل الوطأة على وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي في البلاد، ليوصف بأنه «المرشح المفاجأة»، ويعلن الخسوف في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية لخصمين من ذوي الخبرة، بانتزاعه نحو 43.6 في المئة من الأصوات، متفوقاً على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي حل أخيراً بنحو 22.9 في المئة من الأصوات، معلناً لاحقاً دعمه لفيون، بسبب اختياراته السياسية، أما المنافس الآخر فهو عمدة بوردو ألان جوبيه، الذي كان يتصدر التوقعات، ولكنه حصل على نحو 26.7 في المئة من الأصوات.

وبهذا فقد أثبت فيون المعتدل اجتماعياً، والذي يحب شرب الشاي وقيادة السيارات الرياضية، ويسعى لخفض الإنفاق الحكومي، أن الناخبين المحافظين في البلاد على استعداد لتحدي المزاج الشعبي السائد.

وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن فيون، الذي استوحى شعار حملته الانتخابية من بطلته المفضلة مرغريت تاتشر، هو المرشح المفاجأة ليصبح الرئيس المقبل لفرنسا، والذي سيلعب دوراً رئيسياً في المفاوضات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

«القطيعة التاتشرية»

رئيس الوزراء في حكومة ساركوزي، والمتزوج من سيدة بريطانية، ووزير التعليم في عهد جاك شيراك، يلقب نفسه بمرشح «القطيعة التاتشرية» (نسبة إلى الإصلاحات التي خاضتها تاتشر)، وقد استلهم أبرز الدعامات لبرنامجه الانتخابي من الثغرات والأزمات التي شابت ولاية الرئيس فرانسوا هولاند، الأمر الذي أثار حفيظة الفرنسيين.

وأعرب فيون، الذي يشتهر برفضه الاحتجاجات في الشوارع وتأييده رفع سن التقاعد، عن رغبته في «تحرير الاقتصاد»، وذلك لترك إرث تاريخي قوي على غرار تاتشر. وتقر أوساط اليمين الفرنسي، على نطاق واسع، حاجة البلاد لذات النوع من الإصلاحات الليبرالية التي أوجدتها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة في بلادها خلال ثمانينات القرن الماضي.

استهانة ساركوزي

بالتأكيد من يضحك أخيراً يضحك كثيراً، ذلك ما يؤكده فوز فيون الأخير بعد استهانة ساركوزي بترشح أحد مرؤوسيه، ليفاجئه فيون بالقضاء على مستقبله السياسي.

تتمثل بعض تدابير فرانسوا فيون، الذي يروّج للتقشف المالي، ويعيش في قصر يرجع للقرن الثاني عشر، ويحب قيادة السيارات الرياضية، وكان قد ظهر في برنامج فرنسي شبيه ببرنامج «توب غير»، في إلغاء الحد الأقصى لساعات العمل الأسبوعية، وتمديد سن التقاعد، وخفض كل من الفوائد ووظائف الخدمة المدنية.

لقد أصبحت الزوجة البريطانية لذلك المرشح الاشتراكي الوسيم، بينيلوب كلارك، بعد عقد قرانهما إبان عمله في وزارة الدفاع الفرنسية، أول امرأة بريطانية تتزوج من رئيس وزراء فرنسي، فضلاً عن أن أختها جان قد تزوجت من بيير شقيق فيون.

من المؤكد أن فيون، الذي يحب الرياضة، ويشتهر بين من عملوا بجانبه بفعاليته في العمل وميله للحوار، سيثير الكثير من الأسئلة خلال الجولات المقبلة، خصوصاً بالنسبة إلى ناخبي اليسار، كما أن الدور الثاني من الانتخابات التمهيدية سيتضمن مواجهة مع منافسه الشرس ألان جوبيه.

Email