اللاجئون في ألمانيا يواجهون تحدي اللغة

■ المهاجرون من تحد إلى آخر | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى مصطفى أن أصعب ما في اللغة الألمانية هو تعلم تصنيف الكلمات ما بين مؤنث ومذكر ومحايد، ويقول رفيقه مجد، إنه مستاء أيضاً من تعقيدات اللغة، ومن النقطتين فوق الحرف أيضاً.

غير أن شكوى الفتيين السوريين ليست جدية. فهما نجوا من المعارك الضارية في بلادهما ومن الرحلة الفظيعة التي قادتهما إلى أوروبا، وهما سعيدان بالعودة إلى مقاعد المدرسة، المحطة الأساسية للعودة إلى حياة طبيعية.

مصطفى ومجد وأفراد عائلتيهما من بين نحو 890 ألف لاجئ وصلوا العام الماضي إلى ألمانيا وثلثهم من القاصرين. وتواجه ألمانيا حالياً مهمة شاقة تقضي باستيعاب هؤلاء الوافدين الجدد في نظامه المدرسي، لقاء كلفة قدرها 2,3 مليار يورو في السنة.

والعقبات في وجه هذه المهمة هائلة. فمعظم الشبان لم يكونوا يتكلمون الألمانية إطلاقاً عند وصولهم، وحرموا لأشهر بل لسنوات من الدراسة. والعديدون منهم في حال صدمة لما شاهدوه وعاشوه في سوريا.

وتقول العضو في مجلس إدارة أكبر نقابة للمدرسين الألمان إيلكا هوفمان، «إنه تحد هائل». وترى أنه يتحتم على ألمانيا توظيف نحو 24 ألف مدرس جديد لمواجهة هذا التدفق، إضافة إلى الحاجة الماسة والعاجلة إلى أطباء نفسيين ومستشارين في المدارس.

مصطفى ومجد منتسبان إلى مدرسة هاينريك فون برينتانو في مدينة هوكهايم إلى غرب فرانكفورت.

في هذه المدرسة كما في جميع مدارس ألمانيا، يتخذ شعار المستشارة أنجيلا ميركل «سوف ننجح في ذلك»، مغزى أكبر، ليصبح مهمة يومية.

في صف مصطفى، الأجواء إيجابية، لكن التحديات كثيرة بالنسبة للمدرس ميكايل سميراغليا، إذ يترتب عليه التوجه إلى تلاميذ باتوا في مرحلة متقدمة في معرفتهم باللغة الألمانية، وآخرين لا يزالون في طور تعلم الأبجدية اللاتينية.

ويضاف إلى صعوبة تعلم اللغة، تحدي التعامل مع فتيان في حالة صدمة، يكون سلوكهم داخل الصف صعباً أحياناً.

ويقول سميراغليا فيما تلاميذه يقرأون حواراً بلغة ألمانية متلعثمة: «سرعان ما أدركت أن تكثيف الدروس سيشكل صفاً مكثفاً بالنسبة إلي أنا أيضاً كأستاذ».

وكان سميراغليا يعمل في الماضي مستشاراً عائلياً، وتعامل مع شبان يعانون من صدمات، ما كان «مفيداً للغاية» له في عمله الحالي. ويقول المدرس بصوت عذب «لدي تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، عرفوا شعور الخوف على حياتهم»، مشدداً على أهمية توفير بيئة آمنة، تسمح لهم بالبوح بما لديهم.

ويقول: «حين يفاتحونني بما يشعرون به، فإنها بمثابة هدية لي، وهذا يسمح لي أن أفهمهم بصورة أفضل وأن أتعاطى مع أي سلوك غير لائق».

Email