المرأة الأميركية ورقة هيلاري الرابحة

مناظرة كسر عظم بين ترامب وكلينتون اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

تتسمر أميركا بعد ظهر اليوم على شاشات التلفزة لمتابعة المناظرة التلفزيونية الأولى بين هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، وبين دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، حيث يتوقع أن تسجل المناظرة سابقة تاريخية في سجل الانتخابات الرئاسية بعدد مشاهدين قد يصل إلى 150 مليون.

ورغم تقديرات استطلاعات الرأي العام بأن نحو 80 في المئة من الناخبين الأميركيين قد حسموا مسبقاً خياراتهم الانتخابية، وقرروا لمن سيقترعون في الثامن من نوفمبر المقبل، فإن ذلك لا يقلل من أهمية مجريات أول مواجهة شخصية مباشرة أمام الكاميرا، بين كلينتون وترامب، وإمكانية أن يحدد الانطباع الأول الذي تخلفه المواجهة التلفزيونية في وجدان الأميركيين اتجاهات تصويتهم ومن يفضلون لشغل منصب سيد البيت الأبيض، أو سيدته، في السنوات الأربع المقبلة.

وتعود حساسية مناظرة اليوم إلى أجواء المنافسة الشديدة بين المرشحين وتقارب نتائجهما في استطلاعات الرأي العام، وإن كانت الدفة تميل لصالح كلينتون بفارق ضئيل، إذ حصلت مرشحة الحزب الديمقراطي على تأييد 46 في المئة من الناخبين مقابل 44 لمرشح الحزب الجمهوري.

كما أعرب نحو 70 في المئة من الأميركيين عن اعتقادهم بأن أداء كلينتون خلال المناظرة التلفزيونية سيكون أفضل من أداء ترامب.
وغابت كلينتون عن المشهد الانتخابي خلال اليومين الماضيين للتفرغ والتحضير الجيد لمناظرة اليوم، بعدما نجحت في الأسابيع القليلة الماضية في إصلاح علاقتها مع الصحافيين ووسائل الإعلام، على الرغم من النكسة الانتخابية التي أعقبت نكستها الصحية خلال إحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك.

ويسجل لرجل الأعمال النيويوركي ونجم تلفزيون الواقع سطوته على وسائل الإعلام وقدرته على التعامل مع الكاميرا بسلاسة أكبر مما عليه الحال لدى كلينتون. لكن سجل خطاب ترامب التمييزي ضد النساء وزلات لسانه السابقة، بما يخص كلينتون نفسها ومايغن كيلي مذيعة «فوكس نيوز» وغيرهما، لا يشجع فريق مستشاريه ومسؤولي حملته الانتخابية. فالخطأ أو زلات اللسان أمام ملايين الأميركيين المترقبين خلال المناظرة قد يكلف ترامب أثماناً انتخابية لا يمكن تعويضها أو إصلاحها قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات.

ورقة المرأة

وتبدو مسألة حقوق المرأة الأميركية ومحاربة كل أشكال التمييز ضدها، هي الورقة القوية الرابحة التي ستلعبها هيلاري كلينتون الطامحة إلى صناعة التاريخ في أميركا، بأن تكون أول امرأة أميركية تنتخب رئيسة للولايات المتحدة.

واعتكفت كلينتون في منزلها في تشاباكوا شمال نيويورك، برفقة مستشاريها وملفاتها، حيث تتمرن مع مقربين يلعبون دور ترامب على جميع السلوكيات التي قد تبدر عن ترامب من مشاكس إلى مراقب أو هادئ وغيرها.

وخضعت نفسية المرشح إلى تحليل مفصل لرصد ما يسبب زلاته، فالمعسكر الديموقراطي يسعى إلى إثارة حفيظته لإثبات أن مزاجيته لا تليق بمنصب الرئاسة. على الضفة الأخرى، يبدو أنّ ترامب لم يرغب في التمرن مع هيلاري بديلة، بل شاهد تسجيلات فيديو لخصمه أثناء مناظرات سابقة، لكنّه خصص يوم الجمعة للاستعداد للمناظرة وكذلك الأحد، بينما واصل لقاءاته في الأيام الأخرى بما فيها مساء السبت في روانوكي (فرجينيا، شرق).

لقاءين

قبل المناظرة اجتمع المرشحان الرئاسيان، أمس، في لقاءين منفصلين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في نيويورك، حيث يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعلن ترامب، خلال لقائه نتانياهو، أنه سيعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل في حال انتخابه، وفق ما أفادت حملته. وقالت الحملة إن الاجتماع، الذي استمر أكثر من ساعة، عُقد في برج ترامب في نيويورك، وتطرق إلى موضوعات عدة مهمة للجانبين.

Email