أوباما يترك لخلفه مشكلة من جحيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفق مسؤولون وخبراء أميركيون على أن خلف الرئيس الأميركي باراك أوباما سيرث ما وصفوها بمشكلة من جحيم، في إشارة منهم إلى الأوضاع الحاصلة في سوريا.

وقال فريدريك هوف مستشار أوباما السابق لشؤون سوريا، ويعمل الآن في المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة أبحاث «بالنسبة للرئيس القادم ستكون هذه مشكلة من الجحيم، منذ اليوم الأول. إنها مشكلة ستظل قائمة بشكل أو بآخر خلال الفترة الأولى للرئيس القادم، وربما بعد ذلك».

خطط فاشلة

وأشار مسؤول أميركي إلى أن خطط البيت الأبيض لكبح الفوضى في سوريا، أثناء ترك أوباما للرئاسة فشلت. وأضاف: «كانوا يأملون أن يتمكنوا من تجنيب الرئيس المقبل فوضى متأججة، لكن ما حدث هو أن الفوضى المتأججة انفجرت، ويتعين عليهم الآن التفكير في ما سيفعلونه».

وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن روسيا اشتركت مباشرة مع القوات الحكومية السورية بطائرات ومدفعية بعيدة المدى، ومستشارين من القوات الخاصة سعياً للسيطرة على شرق حلب أكبر معقل حضري للمعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة.

وأضافوا أن مقاتلين من لبنان والعراق وأفغانستان شاركوا في الهجوم على المنطقة، التي يعاني فيها ما يقدر بنحو 250 ألف شخص أعنف ضربات جوية منذ بدء الحرب. وقال مسؤول أميركي: «يشارك الروس بقوة في الهجوم الجاري بحلب.. يبدو أنها محاولة مباح فيها كل شيء، بهدف سحق المعارضة».

ويرى بعض مسؤولي المخابرات الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل رفض أوباما التدخل عسكرياً في سوريا، والفترة الانتقالية من رئيس لرئيس في الولايات المتحدة حتى يسيطر على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي قبل أن يتسلم الرئيس الأميركي الجديد المنصب.

ويقولون، إن روسيا لم تشارك بإخلاص في جهود صنع السلام، وإن بوتين يهدف لإضعاف المعارضة في أسرع وقت ممكن، وهو هدف ينجح تدريجياً في تحقيقه.

عواقب مجهولة

وقال مسؤول كبير سابق ذو صلة بالسياسة الأميركية المتعلقة بسوريا «أحد الأمور التي تؤرقني بشدة هي أننا لم نسأل أنفسنا ما هي عواقب عدم التحرك؟ لطالما ركزنا على عواقب التحرك، لكن كان يجب أن نفكر أيضاً في تأثير عدم فعل شيء لسنوات على مصداقية الولايات المتحدة، والصراع على نطاق أوسع».

وقصر أوباما الدور الأميركي على دعم جماعات تحارب «داعش» في شمال شرق سوريا، وإجراء محادثات مع روسيا، التي تدخلت كونها داعماً للرئيس بشار الأسد في سبتمبر 2015، وذلك في سبيل اتفاق سلام بين دمشق، ومقاتلي المعارضة المعتدلة المدعومين من واشنطن.

Email