سيناريوهات احتمال انسحاب كلينتون من السباق الانتخابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالنسبة لكل ردات الفعل والتطورات التي صاحبت تعرض مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون لوعكة صحية يوم الأحد الماضي أثناء مراسم احياء ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك، والأخبار التي نشرتها طبيبتها الخاصة لاحقاً بأنه تم تشخيص إصابتها بالتهاب رئوي قبل ذلك بيومين، لا يوجد أي افتراض بأن محاولتها للوصول إلى البيت الأبيض يواجهها أي خطر وشيك أو مباشر.

ويقال إن هذا السباق الرئاسي هو من أقوى السباقات للوصول إلى أكثر المناصب قسوة وإثارة للجدل في العالم، لكن أي تكهنات بمعاناة أي من المرشحين الرئاسيين من قصور صحي مهما كانت درجته ستؤخذ على محمل الجد من دون شك. ويريد الناخبون أن يكونوا واثقين بأن المرشحين الرئاسيين لديهما القدرة على تقلد هذا المنصب.

وذكرت صحيفة »ذي إندبندنت« البريطانية أنه سواء كان ذلك صحيحاً أو خطأ، فإن أي تشكيك باللياقة الطبية سوف يكون له ردود فعل سياسية على مسار حملتها الانتخابية.

وبصورة غير مفهومة، يبدو أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يحاول ضبط نفسه قبل أن يستخدم الوسائط الاجتماعية لتسخير مرض كلينتون انتخابياً في مسعى لتقويض ترشحها للرئاسة. ولكن ليس معروفاً إلى أي مدى سيبقى منضبطاً ويظهر احترامه لوضعها الصحي.

وبالطبع فإن الشك يولد الشك، ما يتبادر إلى الذهن بعض الأسئلة:

ماذا لو أصبحت كلينتون عاجزة عن الاستمرار في حملتها الانتخابية لأسباب صحية؟

بالطبع ليس هذا حالها الآن بحسب ما هو وارد عن مصادرها الطبية، ولكن لدى الحزب الديمقراطي الذي تمثله بعض الإجراءات المعمول بها في حال أصبح مرشحه الرئاسي عاجزاً عن الاستمرار في حملته بصورة غير متوقعة.

ولكن الأهم من ذلك، أن تلك الإجراءات لن تطبق إلا إذا قرر المرشح، وهو في هذه الحالة كلينتون، الانسحاب من السباق الرئاسي. ولا تستطيع اللجنة الوطنية الديمقراطية وهي هيئة الحزب الحاكمة، إصدار مرسوم بنفسها يقرر أن المرشح أصبح غير مؤهل للاستمرار في السباق.

ولكن إذا انسحبت كلينتون، ففي هذه الحال ستعقد اللجنة الديمقراطية اجتماعاً عاجلاً وتصوت بالأغلبية لاختيار شخص ليحل مكانها، وهو أمر في غاية البساطة.

هل هناك احتمال أن أعضاء اللجنة يمكنهم ببساطة أن يرقـّوا نائبها ليتمكن من الانضمام إلى السباق الرئاسي بديلاً عنها؟

بالطبع لا، فالسيناتور تيم كين لن تتوافر له اعتبارات خاصة، وبدلاً من ذلك، يمكن للجنة الديمقراطية أن تبحث عن مرشح رئاسي مختلف تماماً وينطلق في حملته من وضعه الحالي. وهناك مرشحان في هذه الحالة وهما منافسها الديمقراطي السابق بيرني ساندرز، أو جو بايدن نائب الرئيس باراك أوباما.

هل تم التباحث في ذلك بعدما حدث لكلينتون يوم الأحد من مشكلات صحية؟

الجواب نعم.. ولا، فقد أبلغ أحد كبار الصحافيين المقربين من الحزب ويدعى ديفيد شوستر، من مصادر غير محددة، بأن اجتماعاً طارئاً للجنة الوطنية الديمقراطية سوف يتم استدعاؤه للتباحث بشأن كيفية التعامل مع الأمور في حال انسحاب كلينتون.

والمشكلة أن سجل كلينتون ليس خالياً من المتاعب الصحية كما يتخيل البعض، وتناسى الناس حتى الآن تاريخها في الجلطات الدموية الكبيرة في العام 1998، عندما اكتشف الأطباء جلطة في ركبتها.

كما اكتشفت جلطة دموية ثانية في رجليها في العام 2009، وفي العام 2012 عندما كانت لا تزال وزيرة للخارجية، تعثرت أثناء سيرها وهذا سبب لها ارتجاجاً دماغياً وجلطة دموية في جمجمتها، ورغم خطورة هذه الحالة إلا أنها عالجتها بالعقاقير المرقـّقة للدم، التي لا تزال تتناولها حتى الآن، وأمضت أياماً عدة في المستشفى، ولم تشف بالكامل إلا بعد مضي ستة شهور.

وفي ضوء اللغط الكبير الذي أثارته حادثة الأحد، تعهدت المرشحة الديمقراطية بالمزيد من الشفافية حول وضعها الصحي. وهو ما فعله أيضاً منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي تعهّد القيام بالمثل فيما يشكل مبادرة مرحباً بها تتناقض مع التكتم المعتاد حول هذا الموضوع. وفي تصريحات للصحافة، قللت المرشحة الديمقراطية من أهمية الوعكة وشددت على أنها أكثر شفافية بكثير بالمقارنة مع ترامب حول الموضوع.

Email