عائلة ترامب تجتاح الحزب الجمهوري وآل كلينتون يخوضون معركة العودة

صراع العائلات المتنفذة نحو البيت الأبيض

ترامب يقف مع عائلته ويشير إلى بالونات في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في كليفلاند | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تقتصر المواجهة بين هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية وبين دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، في البعد السياسي المباشر المتعلق بالصراع التقليدي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتنافسهما التاريخي للوصول إلى البيت الأبيض، بل تتعدى ذلك تأخذ بعداً آخر لا يقل أهمية ويرتبط بنيوياً بالبعد السياسي، وهو البعد العائلي والصراع المحتدم بين آل كلينتون العائلة السياسية الأميركية الحاضرة في الحياة العامة منذ ثمانينيات القرن الماضي وعائلة ترامب رجل الأعمال الثري القادم من خارج الطبقة السياسية الأميركية التقليدية.

ويخال متابع أعمال مؤتمر الحزب الجمهوري العام الذي انعقد في كليفلاند بولاية اوهايو قبل نحو أسبوع أنه أمام مؤتمر عائلي تناوب على تصدر منصته أبناء وبنات دونالد ترامب وزوجته ميلينا، فالمؤتمر الجمهوري كان ترامبياً بامتياز.

تعديلات

وأدخلت الحملة الانتخابية لترامب تعديلات جوهرية على شكل ومضمون المؤتمر وتدخلت بتحديد أسماء المدعوين لإلقاء كلمات وتوقيتها، مبدية حرصاً شديداً على أن يكون أحد أفراد أسرة ترامب على المنصة في وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية.

وفيما ألقى المرشح الجمهوري خطابين في افتتاح المؤتمر وفي ختامه توزع أولاده، حونيور، تيفاني، اريك، وايفانكا، بقية الأيام على المنصة، إضافة إلى الخطاب الذي ألقته زوجته عارضة الأزياء السابقة وآثار جدلاً إعلامياً كبيراً بعد اكتشاف أنه تضمن اقتباسات من خطاب للسيدة الأميركية الأولى ميشال أوباما كانت قد ألقته في مؤتمر للحزب الديمقراطي عام 2008 بعد اختيار زوجها باراك أوباما مرشحاً عن الحزب للانتخابات الرئاسية.

وباستثناء خطاب تيد كروز سيناتور تكساس الذي رفض فيه إعلان الدعم لترامب، لأن هذا الأخير كان قد هاجم زوجة كروز واتهم والده المهاجر الكوبي إلى الولايات المتحدة بالتورط باغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كيندي، فإن الأضواء سلطت خلال المؤتمر على ترامب وأفراد أسرته والكلمات التي ألقوها وردود الفعل عليها. وتعتبر كثرة الإشادات بهذه العائلة ومدحها تألق نجومية جميع أفراد هذه الأسرة الثرية بمثابة دليل قاطع على مصداقية ترامب والتزامه بالقيم الأميركية التي تقدس العائلة والعلاقات الأسرية.

عائلات عريقة

لا يخفى أن الحضور القوي لعائلة ترامب في مؤتمر الجمهوريين جاء على حساب عائلات وشخصيات سياسية جمهورية تقليدية مثل عائلة بوش، التي أنجبت رئيسين للولايات المتحدة هما جورج بوش الأب وجورج بوش الابن شقيق جب بوش حاكم فلوريدا السابق والمرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وأحد ضحايا تسونامي ترامب الذي ضرب أسس المؤسسة الحزبية الجمهورية وأطاح رموز الحزب التاريخيين من أمثال السيناتور جون ماكين والمرشح الرئاسي السابق مت رومني.

وفي مقابل هذا الذوبان الجمهوري في زعامة ترامب والنفوذ المتنامي لأفراد أسرته في مفاصل القرار السياسي والإداري للحزب الجمهوري ولاحقاً في الإدارة التي سيشكلها بعد وصوله إلى البيت الأبيض، في مقابل تخوض هيلاري كلينون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتهما تشلسي معركة شرسة من أجل العودة مجدداً إلى البيت الأبيض والدفاع عن تاريخ العائلة وإنجازاتها في الرئاسة والكونغرس والمناصب الحكومية في الإدارات المتعاقبة منذ سبعينيات القرن الماضي.

 المفارقة في حالة المرشحة الديمقراطية أنه في مقابل اعتمادها على الإرث السياسي والإنجازات الاقتصادية لزوجها بيل كلينتون في معركتها للعودة إلى البيت الأبيض إلا أنها تتعرض في الوقت نفسه لحملة انتقادات حادة بسبب هذا الإرث وخصوصاً جانبه الفضائحي والعلاقات الجنسية التي يشتبه أن الرئيس بيل كلينتون أقامها مع عدد من النساء بينهن مونيكا لوينسكي الموظفة السابقة في البيت الأبيض.

أدوار سياسية

توقع المحللون السياسيون أن يكون لأبناء ترامب وزوجته أدوار سياسية كبيرة فيما لو نجح في الوصول إلى البيت الأبيض وأشاروا إلى أنه سيعتمد على ابنتيه وزوجته في الملفات ذات الطابع الاجتماعي كالتربية والصحة على أن يوكل لابنه دونالد ترامب جونيور السياسات الاقتصادية وخصوصاً ما يتعلق بالأجور والعمال وتحسين شروط حياة الطبقة المتوسطة، أما اريك الابن الثاني لترامب فقد رأى فيه كثير من المعلقين مرشحاً مستقبلياً للرئاسة وأشارت المعلومات الصحافية إلى أن والده، الرئيس المحتمل للولايات المتحدة، سيرشحه بداية لعمدة مدينة نيويورك.

Email