حبس قادة عسكريين والتوقيفات تتجاوز 13 ألفاً

تركيا تبدأ ملء الفراغ الإداري وتواصل «التطهير»

آلاف الأتراك خلال مشاركتهم في تجمع بساحة تقسيم | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت السلطات التركية بسد الفراغ الإداري الذي خلفه تسريح عشرات الآلاف من الموظفين في مختلف إدارات الدولة بتهمة موالاة الانقلاب، حيث أعلنت عن قبول طلبات لتوظيف 20 ألف معلم وثلاثة آلاف قاضٍ بدلاً من القضاة الذين تم إعفاؤهم، في وقت أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقيف 13 ألفاً و160 شخصاً، في تحقيقات تجريها النيابات العامة التركية في كافة الولايات.

وتعتزم تركيا توظيف أكثر من 20 ألف معلم، لتعويض أولئك الذين تم فصلهم للاشتباه بتورطهم في الانقلاب الفاشل الذي شهدته البلاد.

وقال وزير التعليم عصمت يلمظ: إن المعلمين الجدد سيحلون محل المعلمين الحكوميين الذين فصلوا، وكذلك المعلمين في المدارس الخاصة ذوي الصلات المزعومة بفتح الله غولن.

وقال وزير العدل بكير بوزداج إنه سوف يتم تعيين 3000 قاض جديد وممثل بهيئة الادعاء. ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة تم فصل أكثر من 50 ألف موظف حكومي أو وقفهم عن العمل أو اعتقالهم، من بينهم قرابة 3000 موظف في القضاء وتم إلغاء رخصة 21 ألف معلم.

في الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب له من المجمع الرئاسي، إن حكومته أغلقت 934 مدرسة و109 مقر سكن للطلاب و15 جامعة و104 مؤسسة أوقاف و35 مؤسسة صحية و1125 جمعية، و19 نقابة، ذات صلات مزعومة بغولن.

واعتبر أردوغان أن تركيا «دخلت مرحلة جديدة»، وكشف آخر أعداد المعتقلين على خلفية محاولة الانقلاب، وعدد المؤسسات التي أغلقتها حكومته.

وأفاد أن عدد الموقوفين والمعتقلين هو 13 ألفاً و116، بينهم 8838 عسكريًا، و2101 قاض ومدعٍ عام، و1485 شرطيًا، و52 موظفاً حكومياً، و689 غيرهم.

وتابع أردوغان بأن تركيا «أصبحت من بين الدول الأقوى اقتصادياً في العالم، والآن نحن غير مرتبطين بالخارج في مجال الصناعات الدفاعية»، مستطرداً بأن محاولة الانقلاب «كان هدفها توجيه ضربة للشعب والحكومة والبرلمان، والجيش أيضاً»، لافتاً أنَّ «تركيا بعد إفشال تلك المحاولة، دخلت مرحلة جديدة، وبلادنا اليوم أقوى مما كانت عليها مساء 15 يوليو»، على حد تعبيره.

وقال الرئيس التركي إنه يتعين على الحكومة «اجتثاث منظمة الكيان الموازي الإرهابية، من تركيا، وأتباعها من مؤسسات الدولة».

ونقلت قناة (ان.تي.في) التلفزيونية الخاصة عن رئيس أركان الجيش التركي خلوصي اكار قوله: إن الجنود الذين شاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة ألحقوا ضرراً كبيراً بالبلاد وسيواجهون أقصى عقوبة.

وأمر القضاء التركي بحبس قائدي الأكاديمية الحربية البرية والأكاديمية الحربية الجوية، ورئيس أركان قيادة الأكاديميات الحربية، فضلاً عن جنرال واحد وتسعة ضباط في إطار تحقيقات محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة.

كما أوقفت السلطات أحد كبار مساعدي غولن. وقال مسؤول حكومي إن القوى الأمنية أوقفت هايلز هانجي في محافظة طرابزون في شمال البلاد على البحر الأسود، مشيرا إلى أن هانجي هو الذراع اليمنى لغولن والمسؤول عن نقل الأموال التي تصل إليه. وقال المسؤول إن هانجي دخل على ما يبدو البلاد قبل يومين من محاولة الانقلاب.

تجمّع

في غضون ذلك، تجمع آلاف الأتراك أمس، في ساحة تقسيم بوسط اسطنبول تعبيرا عن تمسكهم بالديمقراطية فضلاً عن معارضتهم حال الطوارئ التي أعلنها أردوغان بعد محاولة الانقلاب.

ودعا أكبر أحزاب المعارضة حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي والعلماني إلى هذا التجمع. وانضم إليه حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتظاهر مناصروه بالآلاف كل مساء.

ووسط آلاف الأعلام التركية الحمراء التي رفعت في ساحة تقسيم، برزت صور مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.

وكتب على لافتات رفعها المشاركون «ندافع عن الجمهورية والديمقراطية» و«السيادة ملك الشعب من دون شروط» و«لا للانقلاب، نعم للديمقراطية».

وفيما يتجاوز رفض الانقلاب، حرص العديد من المشاركين على إبداء قلقهم بعد إعلان حال الطوارئ ومعارضتهم لأردوغان.

ورفعت لافتات حملت عبارات «لا للانقلاب ولا للديكتاتورية، السلطة للشعب» و«تركيا علمانية وستبقى».

وسجل انتشار كثيف للشرطة. وخضع المتوجهون إلى الساحة لثلاث عمليات تفتيش فيما تمركزت قربها آليات مصفحة مزودة بخراطيم مياه.

اتفاق اللجوء

لا يرى فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن اتفاق اللجوء مع تركيا يواجه خطراً حالياً بسبب الإجراءات الحادة التي يتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد محاولة الانقلاب التي فشلت في بلاده.

وقال كاودر في تصريحات لصحيفة «فيلت أم زونتاج» الأسبوعية: إن «الاتفاق لن يتعرض للخطر بفعل الوضع السياسي الداخلي في تركيا. إن ذلك لم يكن محتوى الاتفاق».

وأشار كاودر إلى أن الذي يرغب في إعلان إنهاء الاتفاق بشكل متسرع حالياً يتعين عليه أن يقول أيضاً إن أعداد اللاجئين سوف تزداد، وبذلك سوف يزداد أيضاً عدد القتلى في البحر المتوسط.

Email