اجتماع برلين دعا إلى رئيس حكومة جديد

أوروبا الغاضبة تطالب المملكة المتحدة بـ«طلاق عاجل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أمطرت الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي في اجتماع ببرلين أمس، بريطانيا بسلسلة مطالبات عكست الغضب الأوروبي من استفتاء البريطانيين لصالح الطلاق مع الاتحاد الأوروبي، حيث تكررت مطالبة لندن بتجنب لعبة «القط والفأر» والخروج سريعاً، بل وتعيين رئيس حكومة جديد.

وطالب وزراء خارجية الدول الست المؤسسة بريطانيا بالشروع «في أسرع وقت ممكن» في آلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما أكدت فرنسا أن تعيين رئيس جديد للحكومة البريطانية أمر «ملح».

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي في برلين «نقول هنا معاً إن هذه العملية يجب أن تبدأ بأسرع وقت حتى لا نجد أنفسنا غارقين في مأزق».

وكان الوزير الألماني يتحدث محاطاً بوزراء خارجية فرنسا جان مارك ايرولت وهولندا بيرت كوندرس وايطاليا باولو جنتيلوني وبلجيكا ديدييه ريندرز ولوكسمبورغ جان اسلبورن. وأضاف «يجب أن تكون لدينا إمكانية الاهتمام بمستقبل أوروبا»، مطالبا بتطبيق المادة 50 من اتفاقية لشبونة التي تنص على انسحاب طوعي وأحادي من الاتحاد الأوروبي.

واستضاف شتاينماير الاجتماع الذي عقد في «فيلا بورسيج» وهو دار ضيافة وزارة الخارجية، لبحث الخطوات المقبلة ولإجراء مشاورات حول مبادرة إصلاح أوروبية من شأنها أن تسمح للأعضاء الأكثر معارضة بإقامة علاقة بدون قيود

مع بروكسل.

وقال شتاينماير «علينا إعداد الردود معاً والبرهنة على أن أوروبا ليست ضرورية فحسب بل ومؤهلة أيضاً». وأضاف «نأمل في أن نتمكن من التركيز على هذه الردود وهذه هي رسالتنا للندن». وأضاف «يجب أن تتاح لنا الفرصة لإظهار أن أوروبا ضرورية، وقادرة أيضاً على التحرك» في قضايا تشمل إدارة أزمة اللاجئين والبطالة بين الشباب.

بديل لكاميرون

من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إلى تعيين رئيس وزراء بريطاني جديد بأسرع وقت ممكن خلفاً لديفيد كاميرون الذي استقال إثر قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقال آيرولت بعد لقاء مع نظرائه للصحافيين إنه لن يكون مقبولاً أن تلعب بريطانيا لعبة «القط والفأر». وأضاف «لا بد بالطبع من تعيين رئيس وزراء (بريطاني) جديد وهذا يتطلب على الأرجح بضعة أيام لكن الأمر عاجل حقاً». وقال «من صالح بريطانيا وصالح الأوروبيين أن لا نمر بفترة من الغموض يكون لها تبعات مالية ويمكن أن يكون لها تبعات اقتصادية وسياسية».

وقال ديدييه ريندرز وزير خارجية بلجيكا إن على أوروبا تقديم إجابات عن قضايا تشمل الهجرة والأمن والوظائف.

وقال نظيره الهولندي بيرت كوندرس إن أوروبا لا يمكنها أن تقبل فراغاً سياسياً. وأضاف «هذا لن يكون أسلوب العمل المعتاد». ودعا وزير الخارجية الهولندي أيضاً إلى «طي الصفحة في أسرع وقت ممكن».

وذكر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن أنه يتعين على بريطانيا ألا «تلعب لعبة القط والفأر» بتأجيل المفاوضات بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.

موقف حذر

واتخذ شتاينماير قبل الاجتماع موقفاً أكثر حذراً، لكنه قال إن من الضروري الحفاظ على «مشروع الحرية والاستقرار» الذي أرسته الدول الست المؤسسة للاتحاد. وقال «من الواضح تماماً أن لدينا الآن موقفاً لا يسمح بالهستيريا أو الشلل»، مضيفا أن على قادة الاتحاد الأوروبي مواجهة تحديات الهجرة والأمن والبطالة.

وأضاف للصحافيين «يجب ألا نلجأ لمساعٍ متسرعة ونتصرف كما لو أن كل الإجابات جاهزة. لكن بعد القرار البريطاني يجب أيضاً ألا نستكين للاكتئاب والجمود».

وشدد إيرولت على ضرورة عدم التركيز أكثر مما ينبغي على خطة صاغها مسؤولون من ألمانيا وفرنسا لتحويل الاتحاد الأوروبي لمؤسسة أكثر مرونة «تسمح بمساحة» للدول الأعضاء التي لا تبدي استعداداً لمزيد من الاندماج. وقال «ينبغي أن لا نثبت جهودنا على فكرة المرونة. هناك بالفعل مساران مختلفا السرعة في أوروبا».

وعن قمة لقادة الاتحاد الأوروبي سيحضرها كاميرون الأسبوع الجاري قال الوزير الفرنسي «سيكون هناك ضغط كبير على كاميرون... للمضي قدما» في إشارة إلى بدء إجراءات الخروج.

وتابع قائلاً «علينا أن نتفق بين الدول السبع والعشرين في الاتحاد على أن نقول بعد تاريخ محدد إن هذه المرحلة انتهت» لكنه لم يقل إن كانت مثل هذه المهلة ستتحدد في القمة. وأضاف «يجب أن نمنح أوروبا معنى جديداً وإلا ستملأ النزعة الشعبوية هذا الفراغ».

استقالة

أعلن المفوض الأوروبي للخدمات المالية البريطاني جوناثان هيل استقالته من هذا المنصب، معبراً عن «خيبة أمله الكبيرة» من قرار مواطنيه مغادرة الاتحاد.

وقال هيل في بيان بعد يومين على الاستفتاء الذي قررت فيه غالبية البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي: «بما أننا ننتقل إلى مرحلة جديدة، أعتقد أنه ليس من الجيد أن أواصل العمل بصفتي مفوضاً بريطانياً وكأن شيئاً لم يحدث».

Email