الأسهم الأوروبية تهوي بقوة والأميركية تفتح على هبوط حاد

خروج بريطانيا يضرب أسواق المال العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هوت أسواق المال العالمية أمس تحت وقع صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما أثار اضطراباً لم تشهده الأسواق منذ الأزمة المالية في عام 2008.

وفتحت الأسهم الأميركية على هبوط حاد واتجه المستثمرون إلى الأصول التي تمثل ملاذاً آمناً مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية في الوقت الذي عزفوا فيه عن شراء الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والنفط.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 243.04 نقطة أو ما يعادل 1.35 % إلى 17768.03 نقطة.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 34.25 نقطة أو ما يعادل 1.62 % إلى 2079.07 نقطة.

ونزل مؤشر ناسداك المجمع بواقع 192.73 نقطة أو ما يوازي 3.93 % ليصل إلى 4717.31 نقطة.

الأسواق الأوروبية

وكانت البورصات والمصارف الأوروبية الأكثر تأثراً مع تسجيل تراجع يماثل ما حصل يوم إعلان افلاس بنك «ليمان براذرز» الأميركي في 2008. وأغلق مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي منخفضاً 6.36% كما أغلق مؤشر فايننشال تايمز البريطاني منخفضاً 2.76% وكاك الفرنسي 7.94% وداكس الألماني 6.8%

وفي منتصف النهار تراجعت بورصة باريس بنحو 8% وفرانكفورت باكثر من 7% تقريباً ولندن بنحو 5%. ونزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى خلال التعاملات الباكرة 8.5 % إلى 1244.03 نقطة بعدما وصل إلى 1239.68 نقطة. وهبط مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 8.8 %.

فيما تكبدت أسهم الشركات المالية أكبر الخسائر في موجة الهبوط حيث هوى مؤشر أسهم القطاع المصرفي الأوروبي 14 % ليتجه صوب تكبد أكبر خسائره اليومية بالنسبة المئوية على الإطلاق. ونزل مؤشر أسهم شركات التأمين الأوروبية 12.8 % بينما انخفض مؤشر أسهم شركات السيارات 10.5 %.

وهوت أسهم باركليز 25 % ورويال بنك أوف سكوتلاند 23 % ولويدز 23 %. وهبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني أكثر من 8 % عند فتح السوق بما قلص القيمة السوقية للأسهم القيادية الكبرى في بريطانيا بأكثر من 100 مليار جنيه استرليني (136.7 مليار دولار).

وهوى مؤشر فايننشال تايمز 205 لأسهم الشركات المتوسطة والذي تهيمن عليه الشركات المنكشفة على الاقتصاد البريطاني 11.4 %. وسجل مصرف «دويتشه بنك» تراجعاً بنحو 14% مثل «كريدي اغريكول» (الائتمان الزراعي)، و«بي أن بي باريبا» بأكثر من 16% بينما تراجع «سوسييتيه جنرال» بنحو 20%.

صدمة

وقال مدير الأاسهم الدولية لدى شركة هندرسون غلوبال انفستورز الاستثمارية لفرانس برس «إنها صدمة كبيرة جداً للأسواق وزلزال بالنسبة لبريطانيا ستنتشر تبعاته ولا شك خارج حدود بريطانيا مع تأثير مباشر قد يدوم على التبادلات التجارية وكل الأصول المالية».

وقال المحلل في مجموعة «اي تي اكس كابيتال» جو راندل إنها «واحدة من أكبر الصدمات في التاريخ كل العالم سيشعر بانعكاساتها. يصعب تقدير حجم الأضرار ولكنه سيكون على الأرجح أكبر من كل الأحداث التي حصلت منذ إفلاس ليمان براذرز». في موازاة ذلك، سجلت القيم المرجعية مثل الين وأونصة الذهب ارتفاعاً كبيراً بينما تهافت المستثمرون على سوق السندات.

وارتفع الذهب إلى أعلى قيمة له منذ عامين. وسجلت سندات الدين الألمانية «بوند» نتيجة سلبية كما كانت فائدة الاقتراض على عشر سنوات في فرنسا وبريطانيا عند أدنى مستوى تاريخي بينما أهمل المتعاملون سندات ديون الدول الأضعف اقتصادياً.

وسعت بعض شركات إدارة الأسهم على غرار اكبرها عالمياً الأميركية «بلاكروك» إلى طمأنة المستثمرين من خلال جعلهم يرون في هذه التحركات «فرصاً» للاستثمار.

وقالت شركة «الاينز غلوبال انفستورز» إنه «بالطبع يمكن أن نتوقع أن تقيم بريطانيا علاقات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى ولكن هذه العملية ستأخذ وقتاً وتتطلب جهوداً جبارة. في هذه الأثناء سيظل السوق تحت رحمة الشكوك و«على المستثمرين أن يكونوا مستعدين لاجتياز الكثير من المطبات».

البورصات الآسيوية

وحول الأسواق المالية الآسيوية، بدأت بورصة طوكيو مع تحقيق أرباح معتدلة قبل أن يتغير هذا الميل بشكل مفاجئ بعد ساعة لتتراجع بنحو 8% عند الإغلاق. كما خسر عملاقا تصنيع السيارات اليابانيان «تويوتا» و«نيسان» اللذين لديهما مقرات في بريطانيا أكثر من 8%.

وزادت الضغوط على الأسهم اليابانية مع تهافت المستثمرين على الأصول الآمنة مثل الين. ونزل الدولار إلى 99 يناً مسجلاً أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2013.

وهبطت أسهم شركات التصدير بصفة عامة متأثرة بصعود الين إذ خسر سهم بريدجستون كورب 8.5 % وتويوتا موتور 8.7 % وباناسونيك كورب 8.3 %.

وعانت أسهم الشركات التي تملك مراكز إنتاج في بريطانيا حيث هبطت أسهم هيتاشي التي تصنع قطارات في بريطانيا 10.3 % ونيسان موتور التي تصنع سيارات في المملكة المتحدة 8.1 %. ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 7.3 % إلى 1204.48 نقطة وهبط مؤشر جيه.بي.إكس-نيكاي 400 بنسبة 7.3 % أيضاً لينهي اليوم عند 10869.19 نقطة.

أما بورصة هونغ كونغ فتراجعت بأكثر من 5% في النصف الثاني من جلسة التداول. وكان مصرفا «اتش اس بي سي» و«ستاندرد تشارترد» الأكثر تضرراً مع تراجع بأكثر من 10% و11% تباعاً. بالنسبة إلى البورصات الأخرى في منطقة آسيا المحيط الهادئ، فقد تراجعت سيدني وسيول بأكثر من 3% وشنغهاي بأكثر من 1%.

Email