بوادر انقسام بين أردوغان وداود أوغلو بشأن الدستور

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدور في الشارع التركي حديث بشأن خلاف بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، بسبب «النظام الرئاسي»، وطريقة التعامل مع «النواب الموالين للأكراد»، فيما تتجه الأمور لصراع مباشر بين مراكز القوى التابعة للحليفين القدامى.

وذكرت تقارير إعلامية أمس، أن رئيس الوزراء التركي، يفكر في الاستقالة، في ظل وجود صراع على السلطة مع الرئيس رجب طيب أردوغان. وأفادت صحيفتا «حرييت» و«جمهوريت»، بأن أوغلو قال إنه لم يتخذ قراراً بعد بهذا الشأن.

نفاد الصبر

وكشفت صحيفة «حرييت»، نفاد صبر أردوغان، عندما يتعلق الأمر ببعض القضايا، بدءاً من مسألة الدستور الجديد، الذي سيحول تركيا من نظام برلماني إلى رئاسي، حيث يمكن أن يمارس السلطة دون عبء أي نظام من الضوابط والتوازنات. وذكرت الصحيفة، أن داوود أوغلو لا يبدو متحمساً للنظام الرئاسي، وأنه بالتأكيد ليس في عجلة من الأمر لإقرار هذا النظام.

وتأكدت هذه التكهنات في الآونة الأخيرة، عندما قال ناسوهي غونغور، وهو كاتب عمود صحافي مقرب من أردوغان، في برنامج تلفزيوني مباشر، إن الوقت قد حان لرحيل أحمد داوود أوغلو، لأنه يمنع انتقال تركيا إلى نظام رئاسي، وبالتالي، يمنع البلاد من المضي قدماً.

وسرعان ما رد أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم، لتوضيح أن غونغور كان يعبر عن رأيه. ولكن «العجلة» التي رد بها أعضاء حزب أردوغان، وعدم معاودة غونغور لكتابة عموده في الصحيفة الموالية للحكومة (صباح)، بعد حديثه التلفزيوني، يظهر صحة التكهنات بالخلافات.

فراغ

وقال غونغور، خلال ظهوره على القناة الموالية لأردوغان، إن تركيا تعاني فراغاً سياسياً، لأن حكومة داوود أوغلو، تمنع مناقشة جادة في البرلمان، بشأن الانتقال إلى النظام الرئاسي، موضحاً أن هذا الخلاف أدى إلى نشوء اثنين من مراكز القوى في تركيا، وهما رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

والأسبوع الماضي، قررت قيادة حزب العدالة والتنمية، أن تسحب من رئيسها داود أوغلو، صلاحيات تعيين مسؤولي الحزب في المحافظات والمناطق. وينظر إلى هذا القرار، باعتباره أول ضربة في حملة هدفها تجريده من سلطاته.

وداود أوغلو، الرئيس الرسمي لحزب العدالة والتنمية، لكن أردوغان الذي من المفترض أن يكون فوق أي طرف، كرئيس للدولة، لديه الكثير من الأتباع في هذا الحزب الذي أسسه عام 2001.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلجي في إسطنبول، التر توران «هناك احتمالات تصادم قد تكون بدأت فعلاً»، مضيفاً «من الواضح أنهما سياسيان طموحان. وبالتالي، فإن هناك سبباً كافياً للاعتقاد بوجود صراع كبير على السلطة داخل الحزب الحاكم».

سائقان

قال رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان، المقرب من أردوغان، إن «سيارة يقودها سائقان، لا يمكن أن تتحرك إلى الأمام من دون اصطدام. سيقع الحادث حتماً»، في إشارة إلى خلاف بين أردوغان وأوغلو.

Email