تقارير «البيان»

استراتيجية أوباما لمحاربة داعش: المسلمون رأس الحربة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعرض استراتيجية الرئيس الأميركي باراك اوباما في مكافحة الإرهاب لحملة انتقادات واسعة داخلياً وخارجياً بلغت ذروتها بعد تفجيرات بروكسل ومقتل أميركيين وإصابة آخرين بجروح في الهجمات الانتحارية التي استهدفت إحداها مكاتب شركة طيران أميركية في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل.

ويأخذ المرشحون للانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الجمهوري على أوباما عدم قطع زيارته التاريخية إلى كوبا ومتابعة برنامجه العادي وحضور مباراة بيسبول في هافانا، والمشاركة لاحقاً في حفل راقص في الأرجنتين، فيما كان تنظيم داعش يضرب بقوة في قلب أوروبا مهدداً أمن حلفاء الولايات المتحدة في القارة العجوز ويثير مخاوف الأميركيين من تعرضهم لهجمات مماثلة.

ورفعت تفجيرات بروكسل حدة الخطاب الجمهوري التحريضي ضد المسلمين في الولايات المتحدة، فطالب المرشح الرئاسي السيناتور تيد كروز تشديد الرقابة الأمنية على المساجد وأماكن إقامة المسلمين، مقترحاً قيام الشرطة بدوريات متواصلة في جوار تلك الأمكنة، فيما جدد منافسه دونالد ترامب دعوته لمنع المسلمين الأجانب من دخول الولايات المتحدة وتغيير القوانين الأميركية التي تمنع استخدام وسائل التعذيب خلال التحقيق مع المتهمين المشتبه في انتمائهم إلى جماعات إرهابية.

كما يرى المنتقدون أن استمرار سيطرة داعش على مساحات واسعة من سوريا والعراق والعمليات الإرهابية التي نفذتها خلال الأشهر القليلة الماضية في باريس وبروكسل وكاليفورنيا يؤكد فشل الاستراتيجية التي تعتمدها إدارة اوباما للقضاء على التنظيم المتشدد.

وتعتبر وجهة النظر هذه أن الجهد العسكري الذي يقوم به التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة من خلال تنفيذ غارات جوية على مواقع التنظيم في سوريا والعراق لم يعد مجدياً ما يدعو إلى تحرك عسكري أميركي سريع وكبير للقضاء على داعش وحماية الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط ومنع التنظيم من تنفيذ هجمات على الأراضي الأميركية.

رد اوباما

ويرد البيت على الأبيض على هذه الانتقادات بتأكيد حتمية القضاء على داعش وعدم قدرة هذا التنظيم الإرهابي على إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة. لذلك اختار اوباما الرد على منتقديه من وسط جمهور لعبة البيسبول في ستاد هافانا بمقابلة تلفزيونية نقلت على الهواء وفي شريط فيديو مصور لرقصة أداها في حفل في العاصمة الأرجنتينية، بينما كان وزير الدفاع اشتون كارتر يعلن مقتل الرجل الثاني في تنظيم داعش بغارة أميركية في سوريا وإقامة مجلس عسكري أميركي خليجي لتنسيق الحرب على الإرهاب. وأعلن اوباما انه سيبحث الحملة على الإرهاب مع قادة 53 دولة سيجتمعون في واشنطن هذا الأسبوع في إطار القمة الرابعة للطاقة النووية.

وعلى عكس المحرضين ضد الإسلام والمطالبين بمعاقبة جماعية للمسلمين وتحميلهم مسؤولية ما تقترفه قلة من المجرمين باسم الإسلام، ترى إدارة اوباما أن المسلمين هم رأس الحربة في مواجهة داعش وأن الخطاب العنصري الذي يثير العداء ضدهم يخدم اكثر التنظيم الإرهابي ويسهل مهمته في تجنيد شبان مسلمين وإنشاء خلايا عبر شبكة الانترنت لتنفيذ هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة.

ويرى أوباما أن المخاوف الأمنية التي يثيرها وجود أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين في البلدان الأوروبية، والتي فاقمتها أخيراً أزمة اللاجئين السوريين، مرتبطة بالدرجة الأولى بسياسات الحكومات الأوروبية إزاء المهاجرين المسلمين وفشلها في دمجهم في المجتمعات وإبقائهم على هامش تلك المجتمعات يعيشون في تجمعات منعزلة، وهو ما شكل بيئة مثالية لانتشار الجريمة والأفكار المتطرفة، في حين أن المسلمين في الولايات المتحدة هم أكثر اندماجاً في الحياة الأميركية والمجتمع الأميركي الذي هو في أساسه مجتمع مهاجرين.

Email