تظاهر الآلاف أدى إلى إلغاء خطابه في شيكاغو

عنصرية ترامب تنتقل إلى الشارع وتفجر مواجهة مع الأقليات

■ جانب من احتجاجات الأميركيين ضد ترامب في شيكاغو | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

معادلة انتخابية جديدة فرضتها الاحتجاجات العنيفة ضد دونالد ترامب، المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية عن الحزب الجمهوري، التي شهدتها جامعة ايلينوي في مدينة شيكاغو الأميركية، وشارك فيها آلاف المتظاهرين من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية واللاتينية والعربية.

وجاءت تظاهرة شيكاغو رداً على تصاعد اللهجة العنصرية في خطاب ترامب ضد المسلمين والمهاجرين من أميركا اللاتينية، وبعد سلسلة من حوادث الضرب، والاعتداءات الجسدية تعرض لها في الأيام الأخيرة ناشطون سلميون، خلال تجمعات انتخابية لأنصار المرشح الجمهوري المثير للجدل، الذي كان يعمد إلى السخرية من المحتجين، وشتمهم ويحرض أنصاره على طردهم.

وتقدمت صحافية أميركية وعدد من طلاب الجامعات بدعاوى أمام القضاء الأميركي على خلفية تعرضهم للضرب من أنصار ترامب ومرافقيه.

في شيكاغو، مدينة الرئيس باراك أوباما ومعقل الناشطين اليساريين، اضطر ترامب إلى إلغاء خطابه، بسبب الحشد الكبير للمتظاهرين المعارضين، وبناء على طلب من الشرطة الأميركية تحسباً لتطور أعمال العنف،

لكن المرشح الجمهوري، الذي يريد ترحيل ملايين المهاجرين وإعادتهم إلى بلدانهم في أميركا اللاتينية، ويهدد بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، يرفض تحمل مسؤولية ما جرى في شيكاغو والإقرار بأن خطابه الانتخابي التحريضي هو المسبب لأعمال العنف، التي وصفتها تعليقات على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي بأنها انفجار للمواجهة العنصرية بين الأميركيين في الشارع، فالخطاب العنصري، الذي يستخدمه ترامب لجذب تأييد المتطرفين البيض، من الممكن استثماره في معركته لنيل ترشيح الحزب الجمهوري ومواجهة المؤسسة الحزبية، التي تسعى إلى استبعاده. ويمكن أن نرى تأثير المواجهات العنصرية في نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، خصوصاً في الولايات ذات الأغلبية البيضاء، حيث من المتوقع أن يعزز ترامب تقدمه على منافسيه.

أما على المستوى الوطني المعركة الانتخابية مع الديمقراطيين من أجل الوصول إلى البيت الأبيض، فقد يكون لهذا الخطاب العنصري تداعيات عنيفة في الشارع.

وكان لافتاً هتاف المتظاهرين المحتجين في شيكاغو لبيرني ساندرز المرشح الاشتراكي الذي يدعو إلى ثورة سياسية في الولايات المتحدة، فيما حملت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، اللغة العنصرية لترامب مسؤولية اندلاع أعمال العنف في شيكاغو.

وتتخوف الشرطة والأجهزة الأمنية من اتساع أعمال العنف والشغب مع احتدام المعركة الانتخابية ولجوء المرشحين لاستخدام خطاب تحريضي لكسب أصوات الناخبين. وتزايدت الهواجس الأمنية مع إعلان مجموعات عنصرية متطرفة مثل مجموعة «كوكلوكس كلان» المعروفة بعدائها للسود واليهود والمسلمين عن تأييدها لترامب. وفي الآونة الأخيرة أفشل مكتب التحقيقات الفيدرالي مخططات لمجموعات من المتطرفين البيض لشن هجمات على مساجد المسلمين، وكنائس الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية في عدد من الولايات.

استعداد

قال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «ليسا مستعدين لتولي رجل الأعمال الأميركي الثري دونالد ترامب الرئاسة الأميركية».

وقال شولتز لشبكة الأخبار المتواصلة الفرنسية اي - تيلي: «لا أوروبا ولا الولايات المتحدة مستعدتان لرئيس كهذا، لا يملك في نظري أي خبرة دولية».

Email