سوريا تتصدر أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن

موسكو: فرص نجاح وقف إطلاق النار دون 50%

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرض الملف السوري نفسه على أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، ففيما قلّلت روسيا من الآمال في نجاح وقف إطلاق النار في سوريا إلى ما دون الـ 50 في المئة، طالبت واشنطن موسكو بتغيير الأهداف العسكرية، مبقية على سيف العقوبات مسلّطاً عليها إلى حين تنفيذ الاتفاق مع أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ «فرص نجاح وقف إطلاق النار في سوريا بحلول الأسبوع المقبل تقل عن 50 في المئة».

ورداً على سؤال في مؤتمر أمني في ميونيخ لتقييم نجاح اتفاق وقف إطلاق النار، أبان لافروف أنّ «النسبة تبلغ 49 في المئة». وسئل نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير السؤال ذاته، فقال إن «احتمال النجاح، تصل إلى 51 في المئة». ووصف لافروف طرح شروط مسبّقة للحوار بشأن سوريا مثل الحل الكامل للمسائل الإنسانية بأنّه استفزاز.

عدم شيطنة

وفي مناقشة نظمت في إطار مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، دعا لافروف إلى عدم شيطنة دور الرئيس السوري بشار الأسد في إحداث الأزمة الإنسانية في سوريا، مشيراً إلى أنّ «المسائل الإنسانية يمكن حلها فقط عن طريق التعاون، أما الحديث عن ضرورة حلها قبل وقف العنف فيقود إلى طريق مسدود».

 وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمل موسكو في أن تدفع ضرورة مواجهة الإرهاب جميع الدول إلى ترك محاولات الإطاحة بأنظمة حكم في هذا البلد أو ذاك، لافتاً إلى أنّه «على الرغم من نجاحات معينة تمّ تحقيقها في مواجهة تنظيمات إرهابية، مثل داعش وجبهة النصرة، إلا أن محاولات تشكيل جبهة فعالة مناهضة للإرهاب لم تُكلل بالنجاح بعد».

وأوضح لافروف أنّ من أبرز أسباب هذا الوضع عجز بعض الدول عن ترك القضايا الثنائية جانباً، وبقاء حسابات لاستغلال ما يجري في محاولات للإطاحة بأنظمة حكم، وتحقيق مطامح جيوسياسية أخرى»، معرباً عن أمله في أن تسهم نتائج لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا الذي جرى في ميونيخ في تغيير هذا الوضع.

وشدّد لافروف على أنّ «التنسيق بين عسكريين روس وأميركيين يشكل أساساً لحل مشكلات إنسانية في سوريا، وشرطاً لابد منه لتحقيق هدنة في البلاد».

وأشار لافروف إلى أهمية ضمان التعاون والتنسيق المستمر بين عسكريي موسكو وواشنطن مع الأخذ بعين الاعتبار أن العسكريين الروس يعملون في سوريا تلبية لطلب من دمشق.

تغيير أهداف

في السياق، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إنّ «على روسيا تغيير الأهداف العسكرية في سوريا»، مؤكّداً أنّ الأزمة بلغت مرحلة مفصلية مع إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أسبوع». وأضاف خلال المؤتمر حول الأمن في ميونيخ: «اليوم الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على مجموعات المعارضة المشروعة، وللانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار، من الضروري أن تغيّر روسيا الأهداف في سوريا، مردفاً: «وصلنا إلى مرحلة مفصلية بين الحرب والسلم».

تأثير قرارات

وحذّر كيري من أنّ «القرارات التي ستتخذ في الأيام المقبلة أو الأسابيع أو الأشهر قادرة على إنهاء الحرب أو فتح الباب أمام نزاع أوسع»، معلناً استعداد واشنطن للجلوس إلى الطاولة نفسها مع الروس لتحديد أي مجموعات يمكن قصفها أو لا»، مضيفاً: «ما من حل آخر لوقف المعارك سوى الجلوس إلى الطاولة والعمل معاً حول كل أوجه هذه المسألة إن كانت سياسية أو إنسانية أو عسكرية».

وأردف: «سنحدد ما يمكن استهدافه وما لا يمكن استهدافه وكيفية العمل معاً، لكي لا تنسحب أطراف من طاولة المفاوضات، لأنه إذا تعرض أولئك الذين اعربوا عن استعدادهم للمشاركة في العملية السياسية للقصف فلن يكون هناك الكثير من النقاش».

إبقاء عقوبات

إلى ذلك، أعلن كيري أنّ العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية يجب أن تبقى طالما لزم الأمر. وقال كيري: «إني واثق من أنّ أوروبا والولايات المتحدة ستبقيان متحدتين لإبقاء العقوبات طالما لزم الأمر ولتقديم المساعدة الضرورية لأوكرانيا».

وأضاف أنّ الخيار بالنسبة لروسيا بسيط: تطبيق اتفاق مينسك كلياً لتسوية الأزمة في أوكرانيا، أو الاستمرار في مواجهة عقوبات تؤثّر على الاقتصاد»، داعياً روسيا إلى سحب أسلحتها وقواتها من دونباس، ودعم انتخابات حرة في هذه المنطقة وفقاً للقانون الأوكراني والسماح لكييف بمراقبة أيضاً حدودهما المشتركة.

وأبان كيري أنّ الولايات المتحدة ستساعد أوروبا في مواجهة أزمة الهجرة التي تشكل تهديداً شبه وجودي لأوروبا، مضيفاً أنّ «الولايات المتحدة تدرك طبيعة هذا التهديد شبه الوجودي على الحياة السياسية والاجتماعية في أوروبا».

وأردف: «لذلك ننضم وننفذ مهمة لحلف شمال الأطلسي لإغلاق طريق هجرة أساسي وسننضم إليكم بطرق أخرى لوقف هذا التدفق الكبير بسبب قدرته على الضرر بوحدة أوروبا».

بقاء بريطانيا

على صعيد متصل، أكّد كيري تأييد بلاده وبقوة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وقال كيري: «من الواضح أنّ الولايات المتحدة مهتمة بنجاحكم، وببقاء مملكة متحدة قوية جداً في اتحاد اوروبي قوي»، مضيفاً: «الحقيقة هي أنّ الاتحاد الأوروبي يواجه كل عشر سنوات منذ تأسيسه صعوبات كبيرة، تتسبب بها قوى خارجية وداخلية مستفيدة من الانقسامات، أنا واثق من أنّ أوروبا، على غرار ما فعلت مراراً في السابق، ستخرج اقوى من اي وقت مضى، إذا بقيت موحّدة».

إلغاء

ذكر تقرير اخباري أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، ألغي زيارته إلى مدينة ميونيخ الألمانية للقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري. كان من المقرر أن يتوجه رئيس المجلس الرئاسي إلي ميونيخ فجر أمس السبت. لم يوضح المجلس أسباب إلغاء الزيارة، إلا أنّ مصادر قريبة من المجلس أشارت لـ«بوابة الوسط» إلى أن الفشل الأخير في تشكيل الحكومة وراء إلغاء الزيارة.

باريس تحذّر من هجمات إرهابية جديدة

حذّر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس من وقوع هجمات إرهابية جديدة على غرار هجمات باريس. وقال فالس أمس أمام مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن: «سيكون هناك هجمات جديدة وهجمات كبيرة وهذا مؤكّد».

وقال مانويل فالس: «علينا قول هذه الحقيقة لشعوبنا: ستحدث هجمات أخرى، هجمات واسعة، هذا مؤكد، هذا الإرهاب المفرط موجود ليستمر وإن كنا نقوم بمكافحته بأكبر قدر من التصميم». ووصف فالس التهديد الذي يشكله الإرهاب بأنه تهديد عالمي، الأمر يتعلق بنوع جديد من الحروب التي جرى إعلانها علينا. وأعرب فالس عن اعتقاده بأنه لا مجال للدبلوماسية مع ميليشيات تنظيم داعش، مشدداً على ضرورة محاربة داعش حتى اقتلاعه لكن هذا يتطلب نفساً طويلاً.

وطالب فالس روسيا بأخذ مسألة وقف إطلاق النار في سوريا التي يجري التخطيط لها مأخذ الجد، مضيفاً: من أجل الوصول إلى السلام، يجب وقف الغارات الروسية على المدنيين السوريين». وصف فالس الاتفاق الخاص بمجموعة الدول الداعمة لسوريا والتي تضم إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا قوى إقليمية، بأنه مجرد خطوة أولى وتابع:«يجب علينا أن نرى كيف يمكن تنفيذ ذلك الدعم».

وكرّر فالس رسالته حول خطر انهيار المشروع الأوروبي مع أزمة المهاجرين، واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «المشروع الأوروبي يمكن أن يتراجع ويمكن أن يختفي إذا لم نتبه لذلك، سيزول مع تصاعد النزعات الأنانية والشعبوية وسيكون هذا خطوة كبيرة بالنسبة لنا جميعاً».

وكان فالس صرح الأسبوع الماضي في باريس أنّ مستوى التهديد بهجمات حالياً أعلى على الأرجح من المستوى الذي كان قبل اعتداءات الإرهابيين في 13 نوفمبر الماضي.

Email