اليمين المتطرف بمواجهة أقصى اليسار

فوز ترامب وساندرز في نيوهامشير

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الفوز المتوقع لكل من رجل الأعمال النيويوركي الثري دونالد ترامب وسيناتورفيرمنت الاشتراكي بيرني ساندرز في انتخابات نيوهامشير التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي فإن التأييد الكبير الذي حظي به المرشحون وسط جمهور ناخبي ولاية «الصوان» والهزيمة الكبيرة التي لحقت بالمرشحين الآخرين المحسوبين على المؤسستين الحزبيتين شكلت صدمة سياسية كبيرة واعتبرت انقلاباً على الطبقة السياسية الأميركية التقليدية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

ونال ترامب تاييد 35 في المئة من ناخبي الحزب الجمهوري في نيوهامشير أي اكثر من ضعفي ما ناله جون كايسك حاكم ولاية اوهايو الذي حل بالمرتبة الثانية بـ 17 في المئة فيما سجل ساندرز فوزاً كبيراً وسهلاً على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وحصل على تأييد نحو 60 في المئة من أصوات الناخبين.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي أعقبت إغلاق صناديق الاقتراع أن اكثر من ثلثي ناخبي الحزب الجمهوري في نيوهامشير يؤيدون دعوة ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة..

وكذلك مواقفه العنصرية ضد المهاجرين من أميركا اللاتينية، فيما استحوذ ساندرز على دعم 85% من الناخبين الشباب في الحزب الديمقراطي و54 % من أصوات النساء ما اعتبر هزيمة مضاعفة لكلينتون التي تشكل قضايا المرأة عنواناً رئيسياً في خطابها الانتخابي كما سجل ساندرز سابقة تاريخية في الولايات المتحدة كونه أول أميركي يهودي يفوز بالانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الرئاسي.

إخفاقات

ورسخت نتائج انتخابات نيوهامشير بوضوح زعامتين سياستين من خارج المؤسستين الجمهورية والديمقراطية وأظهرت مدى التأييد الذي تحظى به هاتان الزعامتان لدى الرأي العام الأميركي الغاضب من الإخفاقات السياسية والاقتصادية للإدارات الأميركية المتعاقبة في العقدين الأخيرين.

كما أظهرت ان المجتمع الأميركي يتجه الى انقسامات سياسية اكثر راديكالية على أسس عنصرية ودينية وطبقية، حيث يمثل ترامب رجل الأعمال الثري اليمين المتشدد الخائف على هوية أميركا الأوروبية من المهاجرين والأقليات. بينما يمثل ساندرز الاشتراكي اليسار الأميركي ومصالح الطبقة المتوسطة والعمال والمهاجرين الفقراء بوجه البنوك الكبيرة وأثرياء وول ستريت ومنهم طبعا دونالد ترامب.

السود

وتوجهت أنظار المرشحين المهزومين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في نيوهامشير إلى ولايتي ساوث كارولينا ونيفادا اللتين تشهدان انتخابات مماثلة الشهر الجاري على أمل تغيير المعادلة الانتخابية الجديدة على اعتبار ان الديمغرافيا السكانية في هاتين الولايتين تختلف عن نيوهامشير ذات الغالبية البيضاء.

ففي ساوث كارولينا يمثل الناخبون من اصول افريقية ثقلاً انتخابياً وازناً الأرجح انه سيفرمل من اندفاعة الانتصارات الانتخابية لترامب وكذلك الأمر في نيفادا، حيث الحضور القوي للأقلية اللاتينية. وفي المقلب الديمقراطي تراهن كلينتون على تأييد الأميركيين الأفارقة وان كانت الحملة الانتخابية لساندرز قد تمكنت في الأسابيع الأخيرة من استقطاب عدد من الناشطين السود.

Email