خطر «داعش» محل إجماع.. واجتماع الجمعة في نيويورك مجهول المصير

واشنطن وموسكو عاكفتان على توافق بشأن سوريا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في محاولة لنزع فتيل الأزمة في سوريا، حلّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضيفاً على موسكو وخاض محادثات ماراثونية مع نظيره سيرغي لافروف والرئيس بوتين هدفه تضييق الخلافات بشأن الملف الشائك والوصول إلى اتفاق على عقد اجتماع نيويورك الجمعة المقبل، وفيما شدّد كيري على أنّ أميركا وروسيا متفقتان على أن «داعش» خطر مشترك، ولا مجال للتفاوض معه، لفتت موسكو إلى أنّ «مهمة مكافحة الإرهاب أوسع من الأزمة السورية، وأنّ هناك مسائل عالقة في مجال مكافحة الإرهاب».

وأكّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أنّه يريد إحراز تقدم حقيقي في مجال تضييق الخلافات مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين حول كيفية إنهاء الصراع في سوريا.

وفي بداية اجتماع دام ثلاث ساعات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال كيري إنه يسعى إلى تمهيد الطريق إلى جولة ثالثة من محادثات القوى العالمية بشأن سوريا، لكن ليس من الواضح إن كان الاجتماع المزمع يوم الجمعة في نيويورك سيعقد. وأضاف: «أعتقد أن العالم يستفيد عندما تكون لدى دولتين قويتين لكل منهما تاريخ طويل مع الأخرى، إمكانية أن تكونا قادرتين على إيجاد أرضية مشتركة»، مردفاً: «حتى عندما تكون هناك خلافات بيننا نقدر على العمل بفاعلية في قضايا معينة».

وأوضح كيري أنّ «واشنطن وموسكو متفقتان على أن «داعش» خطر مشترك لكافة الدول، وأنه لا يمكن التفاوض مع هذا التنظيم الإرهابي». ووصف كيري المحادثات مع لافروف بأنها «جيدة» قبيل أن يبدأ جولة تسوق قصيرة قرب مقر إقامة السفير الأميركي في موسكو.

تعاون فعّال

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن «هناك حاجة لمزيد من التعاون الدولي الفعال في محاربة الإرهاب»، مضيفاً: «على هذا الطريق لا تزال هناك أسئلة نحتاج اليوم إلى النظر إليها».

ولفت لافروف إلى أنّ «مهمة مكافحة الإرهاب أوسع من الأزمة السورية»، مشيرا إلى أنّ «تنظيم داعش يمارس نشاطه بالعراق واليمن وأفغانستان».

وأبان أنّ «هناك مسائل عالقة في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيّما فيما يتعلق بعمل مجموعة دعم سوريا».

أزمة ملحّة

كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى استقباله كيري: «نحن نبحث معاً عن سبل للخروج من أكثر الأزمات إلحاحاً»، مضيفاً أنّه يتطلع إلى مناقشة مجموعة من القضايا مع كيري.

وفيما لم تصدر عن الرجلين أي إشارة حول ما إذا كانت روسيا وافقت على السماح بإجراء الجولة الثانية من المحادثات الدولية الجمعة في نيويورك كما تأمل واشنطن والامم المتحدة، أضاف بوتين لكيري: «أنا سعيد جداً بأن أتيحت لي فرصة لقائك والتحدّث إليك، لقد أبلغني لافروف الآن اقتراحيك بالتفصيل وعدداً من القضايا التي تتطلب مزيداً من النقاش».

قضيتان

بدوره، أعرب كيري عن أمله في مناقشة النزاع في سوريا والأزمة في أوكرانيا. وقال كيري الذي كان يجلس قبالة بوتين على طاولة مؤتمرات في أحد صالونات الكرملين: «لقد اتيحت لك فرصة الحديث مع الرئيس باراك أوباما في نيويورك، وبعد ذلك في باريس، وقد تعهدت أنت والرئيس اوباما محاولة وضع مقاربة من خلالي ومن خلال لافروف لمعالجة الوضع في سوريا وأوكرانيا، ولذلك فإنني أتطلع إلى نقاشنا الآن، وأقدّر جدية تخصيصك الوقت والتفكير في هاتين القضيتين».

مصير اجتماع

وفي واشنطن، أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أنّ «وزير الخارجية على عجلة من أمره كي يبحث مع المسؤولين الروس مشروع الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك الجمعة».

وأضاف: «لا أستطيع القول إنّ الاجتماع سيحصل مئة بالمئة، لكن أعتقد أنّه بإمكانكم التعويل على أن الاجتماع سيعقد»، مبدياً تردّداً في التأكيد رسميا على لقاء نيويورك بانتظار نتيجة محادثات كيري في موسكو.

ولفت كيربي إلى أنّ «كيري سيستخدم محادثاته في موسكو لمحاولة تضييق فجوة الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن دور الرئيس السوري بشار الأسد في أي انتقال سياسي».

Email