أوغلو دعا روسيا إلى إعادة قنوات الاتصال

واشنطن تطالب موسكو وأنقرة بالتركيز على «داعش»

Ⅶ أوباما وأردوغان خلال لقائهما في باريس | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال أزمة إسقاط الطائرة الروسية بصواريخ مقاتلات تركية تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين، وعلى مواقف دولية أخرى على صلة بملف سوريا، التي أسقطت القاذفة الروسية على أرضها، وعلى أرضية أزمتها، فالرئيس الأميركي باراك أوباما دعا أمس، روسيا وتركيا إلى تجاوز خلافهما الدبلوماسي الناجم عن إسقاط الطائرة الروسية، والتركيز على «العدو المشترك» وهو تنظيم داعش، ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو دعا موسكو إلى فتح قنوات اتصال «بدل الاتهامات»، في حين كثفت روسيا غاراتها الجوية على مواقع قريبة من الحدود التركية.

وصرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن المباحثات الدبلوماسية الجارية توضح أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين " يدرك أنه لن يكون هناك حل عسكري للموقف في سورية". وقال إنه لا يتوقع تغيراً سريعاً في استراتيجية بوتين في سوريا لكنه يعتقد أن موسكو ربما تصطف في نهاية المطاف إلى جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال أوباما في مؤتمر صحافي "أعتقد أن السيد بوتين يدرك أنه في ضوء كون أفغانستان لا تزال حاضرة في ذهنه فإن الخوض في مستنقع صراع أهلي غير حاسم ليس النتيجة التي يتطلع إليها".

وقال أوباما إنه جرى إحراز بعض التقدم في عملية إغلاق الحدود بين تركيا وسوريا لكن لا تزال هناك بعض "الثغرات" التي يستغلها متشددو تنظيم داعش لإدخال مقاتلين أجانب وبيع النفط. وقال أوباما إنه أجرى محادثات أكثر من مرة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشأن القضية.

وكان أوباما قال بعد لقائه أردوغان في باريس: لقد بحثنا كيف يمكن لروسيا وتركيا أن تعملا معاً لخفض التوتر وإيجاد مخرج دبلوماسي لحل هذه القضية. وتابع «أود أن أكون واضحاً جداً، تركيا حليف ضمن حلف شمال الأطلسي، والولايات المتحدة تدعم حقوق تركيا في الدفاع عن نفسها ومجالها الجوي وأراضيها». وأضاف «لدينا جميعاً عدو مشترك وهو (التنظيم)، وأريد أن نحرص على التركيز على هذا التهديد». طي الصفحة

من جهته قال أردوغان، إنه حريص على طي صفحة الخلاف مع روسيا التي فرضت إجراءات عقابية اقتصادية على تركيا بعد إسقاط المقاتلة. وأضاف «نحن راغبون على الدوام باستخدام الخطاب الدبلوماسي، ونريد تجنب التوتر».

وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو دعا في وقت سابق أمس، روسيا إلى إعادة قنوات الحوار بدلاً من توجيه «اتهامات عارية عن الصحة» حول تجارة نفط مزعومة بين أنقرة و«داعش». وقال خلال زيارة إلى الشطر الشمالي في قبرص الذي تحتله تركيا: يجب أن نجلس إلى الطاولة وأن نبحث ما يجب القيام به بدلاً من توجيه اتهامات عارية عن الصحة.

عقود نفطية

ونقلت الوكالة الروسية سبوتنيك أمس، عن العميد حسام العواك، رئيس جهاز استخبارات «الجيش السوري الحر» تأكيده امتلاك جهازه صوراً لعقود وقعتها تركيا لشراء النفط من داعش. وقال العواك، إنه ومع اندلاع الأزمة في سوريا في 2011 «دعمت تركيا المتشددين والإرهابيين في سوريا، بكل أنواع الدعم ضد الجماعات المعتدلة».

وبسؤاله عن حقيقة تركيا بشراء النفط من «داعش» قال: نملك صور عقود موقعة من الجانب التركي لشراء النفط من داعش، ونملك صوراً لدخول سيارات تويوتا، تحمل لافتة مكتوب عليها «الغانم» إلى جانب صور أخرى لسيارات مصفحة يتنقل فيها قادة التنظيم المتشدد.

وقال العواك: لاحظنا أن دعم الفصائل المتطرفة من تركيا سبق ظهور داعش، وكان يمر عن طريق جبل قرصاية، بالقرب من بوابة السلام على الحدود التركية- السورية. وتابع، إن «المخابرات التركية استغلت عبور هذه الصفقات التي كانت تتم مع الفصائل المتطرفة بشكل آخر، وحصلت بموجبها على تسهيلات من جانب الفصائل المتشددة، لسرقة المصانع والمعامل في مدينة حلب لصالح شركات تركية».

واتهم العواك «جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بالإشراف على هذه التنظيمات والتنسيق معها، لإنهاء الجيش السوري الحر والجماعات المعتدلة». وأكد «هذه وقائع، وحملنا رئيس الاستخبارات التركية آنذاك هاكان بيدان المسؤولية عنها، وقدمنا الأدلة لأصدقائنا في المنطقة ودول العالم، لكن الرئيس التركي أردوغان، مُصر على دعم التطرف والفصائل المتأسلمة والإرهابية».

دعم أميركي

ودعمت واشنطن الرواية التركية بشأن إسقاط الطائرة. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية إليزابيث ترودو في واشنطن إن «المعلومات المتاحة، بما في ذلك الأدلة من تركيا ومصادرنا الخاصة، توضح أن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي التركي. ونحن نعلم أيضاً أن الأتراك حذّروا الطيارين الروس مرات عدة قبل انتهاك المجال الجوي، إلا أن الأتراك لم يتلقوا أي رد».

ورفضت القول ما إذا كانت تركيا لديها مبرر لإسقاط الطائرة الروسية. وأضافت ترودو «نحن نؤيد حق تركيا في الدفاع عن مجالها الجوي الإقليمي، لكن كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقال وزير (الخارجية جون) كيري: من المهم أن يتحدث الروس والأتراك مع بعضهم البعض في هذه المرحلة واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتهدئة الوضع».

إلى ذلك، قال البيت الأبيض، إنه لاحظ «بعض التكثيف» في الضربات الجوية الروسية ضد تنظيم داعش في سوريا خلال الأسابيع الماضية. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحافيين، إن روسيا استهدفت التنظيم قليلاً في السابق في حملتها في سوريا.

وتظهر خرائط للضربات الجوية الروسية أعدتها الحكومة البريطانية أنه حتى قبل أسبوع واحد على الأقل لم يطرأ تغير يذكر على دأب روسيا على استهداف مناطق لا تسيطر عليها داعش في سوريا بضرباتها الجوية.

قصف جوي

في غمرة التوتر الروسي- التركي، شنت مقاتلات روسية، أمس، غارات جوية على جبلي التركمان، والأكراد بريف محافظة اللاذقية (شمال غربي سوريا). وبحسب مصادر محلية، فإن «قوات النظام السوري، تواصل هجماتها على منطقة جبل التركمان (بايربوجاق)، ذات الغالبية التركمانية، بغطاء جوي من المقاتلات الروسية». وأكدت المصادر أن «قوات النظام السوري، شنت منذ ساعات الصباح الباكرة، قصفاً مدفعياً، استهدفت القرى التركمانية ومنطقة جبل الأكراد، إلى جانب القصف الجوي الذي تشنه المقاتلات الروسية».

Email