تركيا تطالب بالتنسيق لتفادي الحوادث الجوية

أنقرة بانتظار لقاء بوتين وتستعد للتصعيد

طائرة تابعة لسلاح الجو التركي تحط في هاتاي لنقل جثة الطيار الروسي إلى أنقرة | إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالبت تركيا بالتنسيق لتفادي الحوادث الجوية في السماء السورية، وفي الوقت الذي أعربت أنقرة عن الأمل بترميم العلاقات مع روسيا في لقاء محتمل بين رئيسي البلدين في باريس، وضعت خطة للرد بالمثل على العقوبات الاقتصادية الروسية في حال أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رفض لقاء نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة المناخ. وفي الأثناء، أعلن في أنقرة عن تسليم جثة الطيار الروسي الذي قتل في اسقاط الطائرة الروسية.

وسُلمت جثة الطيار الروسي، الذي قتل عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية، إلى الملحق العسكري الروسي أمس. وقال مسؤولون أتراك إن الجثة وضعت على طائرة شحن تركية ونقلت إلى أنقرة، حيث يتم نقلها من هناك إلى روسيا بطائرة أرسلتها موسكو.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن جثة الطيار الروسي الذي لقي حتفه بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية يوم الثلاثاء نقلت إلى تركيا في وقت متأخر من مساء السبت.

وأضاف: «تسلمنا جثة الطيار الذي قتل في حادث اختراق الأجواء التركية، وأجريت في هاطاي الليلة الماضية الطقوس الدينية المسيحية الأرثوذكسية الخاصة في مثل هذه الحالات».

وأدلى داود أوغلو بالتصريحات في مؤتمر صحفي بأنقرة أمس قبل أن يتوجه إلى بروكسل لحضور اجتماع بشأن الهجرة مع زعماء الاتحاد الأوروبي.

ولم يذكر كيف نقلت الجثة إلى هاطاي في جنوب تركيا، ولكنه قال إن الملحق العسكري الروسي سيتوجه إلى هناك ضمن إجراءات تسليم الجثة.

وقال داود أوغلو إن تكرار حوادث مشابهة لإسقاط الطائرة الروسية أمر محتمل في ظل وجود تحالفين لهما أهداف مختلفة في سوريا ما لم يتم التنسيق وتبادل المعلومات بينهما.

تأكيد روسي

من جانبه، أكد الملحق الإعلامي لدى السفارة الروسية في تعليق لمراسل وكالة تاس الروسية أن الجانب التركي سلم جثمان الطيار الحربي الروسي أوليغ بيشكوف إلى الدبلوماسيين الروس في تركيا.

وقال: «لقد أكدوا لنا نقل جثمان طيار روسيا الاتحادية من محافظة هاطاي التركية إلى أنقرة، على أن يرافق الجثمان على متن الطائرة الملحق العسكري الروسي لدى السفارة الروسية في أنقرة، والعمل مستمر في الوقت الراهن لتحديد تاريخ وموعد نقل الجثمان إلى روسيا».

خلاف وتصعيد

وفي الأثناء، ظهرت بوادر خلاف بين الرئاسة في تركيا والجيش بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية سوخوي – 24. في حين قررت أنقرة وضع خطة للتصعيد التدريجي مع موسكو، يبدأ تنفيذها الأسبوع المقبل، في حال أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رفض لقاء نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في باريس، اليوم أو غداً، على هامش قمة المناخ.

وتتضمن الخطة الرد بالمثل على العقوبات الاقتصادية الروسية، حيث طلبت الخارجية التركية من الأتراك عدم السفر إلى موسكو إلا للضرورة القصوى، بعد تعرض 30 رجل أعمال تركياً للإهانة والحبس في مطار موسكو، ثم الطرد بحجة «عدم استكمال متطلبات تأشيرة الدخول».

وتراهن أنقرة على أن موسكو لن تستطيع وقف ضخ الغاز أو النفط إليها، بسبب حاجة الروس إلى المال، بينما سيرتدّ وقف التجارة بين البلدين سلباً على موسكو في شكل أكبر.

وظهرت بوادر خلاف بين القصر الرئاسي التركي وقيادة الأركان، على خلفية التعامل مع الأزمة، بعد تسريب الجيش إلى صحف مقربة أنباء تفيد بأن إسقاطه الطائرة الروسية جاء بناء على تعليمات مسبقة ومؤكدة من الحكومة، وأن القيادة السياسية هي التي تتحمل نتائجه، وذلك بعد تسريبات إلى صحف قريبة من الحكومة حاولت اتهام «عناصر» داخل الجيش بافتعال الأزمة مع روسيا لإحراج أردوغان.

وذكر مصدر عسكري رفيع المستوى رفض كشف هويته في حديث إلى صحيفة «سوزجو» أن قيادة سلاح الجو التركي تعلم هوية كل المقاتلات في الأجواء المحيطة، وهو ما يتعارض مع قول الرئيس التركي «لو علمنا أن الطائرة روسية لتصرفنا بشكل مختلف». كما انتقد المصدر استعجال الرئاسة إعلان «إسقاط طائرة روسية» بعد الحادثة فوراً، مؤكداً أن الجيش حاول «إصلاح هذا الخطأ المتهور» ببيانه الذي صدر لاحقاً، مشيراً إلى إسقاط طائرة «مجهولة الهوية».

وأضاف: «لو يتعلم هؤلاء السياسيون الصمت لاستطعنا ربما حل المسألة في شكل أسرع».

Email