تقارير «البيان»

«مأساة كولورادو».. إرهابٌ التطرف المسيحي

مشيّعون ينظّمون وقفة احتجاجية في حرم جامعة كولورادو | أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تصدق تطمينات الرئيس باراك أوباما للأميركيين بأنّ لا تهديدات إرهابية ستنغص عليهم عطلة عيد الشكر، إذ قتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطي وأصيب نحو عشرة آخرون في مجزرة جماعية ارتكبها متطرّف مسيحي ضد مركز طبي للأمومة وعمليات الإجهاض في ولاية كولورادو غربي البلاد..

كما لم تتحقّق تمنيات الرئيس بالحفاظ على سلمية انتفاضة الشباب الملونين في شيكاغو ضد رجال الشرطة، بعد نشر فيديو لحادثة مقتل شاب أسود قبل نحو عام أصيب بـ 16 رصاصة أطلقها عليه رجل شرطة أبيض.

وفيما لم تعلن الشرطة الأميركية عن الأسباب التي دفعت منفّذ «مجزرة كولورادو» الرجل الخمسيني الأبيض روبرت ديرالي مهاجمة مركز يهتم بتقديم الخدمات الصحية للنساء المجهضات، ربطت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي الجريمة بالموقف الديني المتشدّد للمحافظين المسيحيين من قضية الإجهاض التي تصاعد السجال بشأنها مع احتدام المنافسة بين المرشّحين للرئاسة الأميركية.

«طالباني مسيحي»

ووصفت إحدى التعليقات منفّذ الجريمة بأنّه «طالباني مسيحي»، وذلك بعد أن راجت شائعات على وسائل التواصل عن أنّه من تنظيم داعش، فيما سأل أحد المغرّدين على «تويتر» بسخرية عما إذا كان منفذ الهجوم في كولورادو من اللاجئين السوريين الذين يتعرّضون لحملة عنصرية لمنع استقبالهم في الولايات المتحدة بحجة تهديد الأمن القومي الأميركي.

ووجّه الناشطون أيضاً انتقادات قاسية لوسائل الإعلام الأميركية لعدم موضوعيتها وعدم تسليط الضوء على الخلفية الايديولوجية المسيحية المتشدّدة للشاب الذي أطلق النار على المدنيين، واحتجز رهائن في المركز الطبي المستهدف قبل استسلامه للشرطة، فالاهتمام الإعلامي بالحادثة خفت بمجرد الكشف عن هوية المنفّذ وأنّه مسيحي أبيض غاضب يعتقد أنّ واجبه الديني يفرض عليه محاربة الإجهاض ولو بالسلاح.

إسلاموفوبيا

من المؤكّد أنّ الأمر كان سيختلف بالنسبة لوسائل الإعلام الأميركية لو أنّ الشاب مسلم أو من أصول إفريقية أو لاتينية، عندها ستتحدث محطات التلفزة عن هجوم إرهابي وعن مخاطر الإسلام الراديكالي على أمن الولايات المتحدة، وخطر تطبيق الشريعة الإسلامية على القوانين ونمط الحياة الأميركية.

وتأتي جريمة كولورادو الجماعية في سياق سلسلة من الجرائم المشابهة ارتكبها أفراد يحملون أفكاراً ومعتقدات مسيحية متشددة، وكان أخطرها الجريمة العنصرية ضد كنيسة تشارلستون في ساوث كارولينا التي راح ضحيتها تسعة من الأميركيين الأفارقة، وجريمة اوريغون التي راح ضحيتها تسعة طلاب وأستاذهم.

وفي تغريدة ساخرة على موقع «تويتر» علّق أحد المدوّنين على استسلام منفّذ جريمة كولورادو للشرطة الأميركية بالقول، إنّ «ذلك يعني أنّه رجل أبيض وإلّا لكان رجال الشرطة قد أفرغوا في جسده 16 رصاصة. في إشارة إلى حادثة مقتل شاب أسود على يد رجل شرطة أبيض في مدينة شيكاغو العام الماضي.

 

وقد أثارت مشاهد فيديو أفرجت عنها الشرطة قبل أيام عن الحادثة موجة من الغضب في شيكاغو وتظاهر مئات الناشطين والشبان من ذوي الأصول الإفريقية في شوارع المدينة. وتظهر الصور الجديدة الشاب الأسود ليكوين ماكدونالد البالغ من العمر سبعة عشر عاماً وهو يمشي بشكل طبيعي نحو سيارة للشرطة قبل أن يسقط أرضاً إثر إصابته بنيران أطلقها رجل الشرطة الأبيض جاسن فان دايك الذي أفرغ ست عشرة رصاصة في جسد الفتى الأسود.

وشهدت المدينة على مدى الأيام الماضية تحرّكات نظمها الناشطون في حركة الحقوق المدنية الأميركية، حيث تجددت المطالبة بإجراء إصلاحات في إدارات الشرطة تضع شروطاً على استخدام السلاح ضد المدنيين، وتحارب مظاهر التمييز العنصري من قبل رجال الشرطة البيض ضد الشبان ذي الأصول الإفريقية.

 

Email