مئات الآلاف يرفعون شعار «ليس هناك كوكب بديل»

تظاهرات حول العالم تزيد الضغوط على قمّة المناخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبيل ساعات معدودات من انطلاق قمّة المناخ في باريس التي يحضرها أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة، اشتعلت عواصم العالم بتظاهرات هدفها الضغط من أجل اتحاد الكل من أجل تطويق ظاهرة الاحتباس الحراري، فمن سيدني إلى برلين ثمّ العاصمة الفرنسية تظاهر مئات الآلاف مطالبين باتخاذ إجراءات تحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، فيما رفع بعضهم شعار: «ليس هناك كوكب بديل».

ونظّم الآلاف من نشطاء المناخ في مختلف أنحاء العالم تظاهرات أمس، مطالبين باتخاذ إجراءات للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض قبل يوم من اجتماع أكثر من 140 من رؤساء الدول في باريس للتوسط بشأن اتفاق للحد من الانبعاثات التي يتسبب فيها البشر.

ووضع النشطاء في العاصمة الفرنسية باريس الذين تمّ منعهم من تنظيم مسيرات بسبب الإجراءات الأمنية التي تمّ تنفيذيها بعد الهجمات الإرهابية آلافاً من أزواج الأحذية في الساحة الوسطى مترامية الأطراف في المدينة، لتمثيل المواطنين الذين يحضون زعماء الدول على إبرام اتفاق بشأن المناخ.

وقال منظمو التظاهرات، إنّ الفاتيكان تبرّع بزوج من الأحذية نيابة عن البابا فرنسيس. وذكرت منظمة التظاهرات إيما روبي ساش في بيان: «مع مئات الآلاف الذين سيخرجون إلى الشوارع في مختلف أنحاء العالم مطلع هذا الأسبوع، يرسل البابا مؤشّراً قوياً لا يجب أن يتجاهله ببساطة الزعماء الذين يصلون للمشاركة في قمة باريس».

وسلمت أربع منظمات دينية التماساً، أول من أمس، يحمل 1.8 مليون توقيع يطالب الزعماء بتبنّي اتفاق عادل يساعد أيضاً الدول الفقيرة على التكيف مع تغيّر المناخ. وذكر ائتلاف لمنظمات معنية بالمناخ أنّ «مئات الآلاف سيشاركون في ألفي حدث في 150 دولة».

تظاهر شوارع

وفي أستراليا، نظم أكثر من 45 ألف شخص مسيرات في شوارع سيدني، أمس، عشية قمة المناخ. وكانت مسيرة سيدني هي الأكبر في الأيام الثلاثة للمسيرات في المدن والبلدات بمختلف أنحاء أستراليا التي تدعو إلى اتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: «ليس هناك كوكب بديل»، و«لا لحرق الغابات الوطنية من أجل الكهرباء».

كما شاركت حشود ضمت ستة آلاف شخص في مسيرات، أمس، في كانبرا ونحو خمسة آلاف في أدليد وألف في هوبارت، وأكثر من 300 في بيرث. كما شارك نحو 15 ألف شخص في مسيرة المناخ العالمية في العاصمة الألمانية برلين.

اتفاق وشيك

من جهته، قال رئيس لاتفيا رايموندس فيونيس، إن «زعماء العالم اقتربوا جداً من التوصل إلى اتفاقية لمكافحة تغير المناخ»، مضيفاً أنّ «أي اتفاقية يجب أن تكون ملزمة قانوناً».

وحضّ فيونيس المشاركين في قمّة الأمم المتحدة في باريس على تجنّب تكرار فشل محادثات المناخ التي جرت في كوبنهاغن 2009، مردفاً: «أتمنى أن يوافق زعماء كل الدول في باريس على هذه الوثيقة الملزمة قانوناً».

ورداً على سؤال عن معارضة بعض الدول ومن بينها الولايات المتحدة لاتفاقية ملزمة قانوناً، قال: «القرار الأخير سيستغرق حتى 11 أو 12 ديسمبر على الأرجح، لكن يبدو أنّ كل الدول ومن بينها الولايات المتحدة تدرك أنّ هناك أهدافاً يريدون التوصّل إليها خلال السنوات المقبلة، وأن تخفض كل الدول الانبعاثات».

تعهّد «كومنولث»

إلى ذلك، تعهّدت دول الكومنولث بالسعي لإقرار اتفاق طموح وملزم خلال مؤتمر المناخ.

وقال قادة الدول الـ53 الأعضاء في رابطة الكومنولث في بيان مشترك خلال قمتهم المنعقدة في مالطا، إنّهم قلقون للغاية من المخاطر المناخية التي تتهدد بعض الدول، مضيفين: «نتعهد بالعمل من أجل أن يفضي مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ إلى حل دائم وطموح وعادل وكامل ومتوازن، ومرتكز إلى قواعد، ويتضمن اتفاقاً ملزماً من الناحية القانونية».

وأكّد قادة الدول في بيانهم، أنّ «مثل هكذا حل، يلتزم به ويطبقه جميع الأعضاء، من شأنه أن يضع المجتمع الدولي على السكة الصحيحة لبناء مجتمعات واقتصادات أقل تلويثاً وأكثر مناعة للتغير المناخي».

لا تخويف

نقلت تقارير إخبارية عن وزير البيئة الهندي براكاش جافاديكار قوله: إن بلاده ستشارك في قمة المناخ التي تعقد في باريس بمشاعر إيجابية ولن يتم تخويفها.

وقال جافاديكار لقناة «إن.دي.تي.في» الإخبارية: «إذا حاول البعض تخويف الهند لن يتم تخويفها، تلك الرسالة واضحة للغاية»، مضيفاً: «ما نقوله هو أننا إيجابيون للغاية، لدينا عقل متفتح ونعطي اقتراحات بديلة، فإننا نقترح ولا نعارض، وتابع «ما لم يخل العالم المتقدم الذي يشغل ثلثي مساحة الكربون بعض المساحات، لن تكون هناك مساحة متاحة للعالم النامي ولن تحدث اتفاقيات».

 

لمشاهدة الجراف بالحجم الطبيعي .. اضغط هنا

Email