اجتماع طارئ لـ«ناتو» وواشنطن تعتبر الخطوة الروسية انتهاكاً لسيادة دولة في الحلف

أنقرة تلوّح بتفعيل قوانين الاشتباك ضد موسكو

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

بلهجة شديدة تحمل نبرات التهديد، حذر رئيس الوزراء التركي داود أوغلو بأنه سيفعل قوانين الاشتباك في حال انتهاك المجال الجوي، في رد واضح على انتهاك طائرة حربية روسية المجال الجوي التركي هو انتهاك لسيادة دولة في حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي عقد اجتماع طارئ.

وفي حين نقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله إن روسيا عرضت على الولايات المتحدة إجراء اتصالات عسكرية مباشرة بشأن عمليتها العسكرية في سوريا في المستقبل القريب.

تحذير تركي

وفي التفاصيل، حذر رئيس الوزراء التركي من أن أنقرة ستفعل قواعد الاشتباك العسكرية أياً كانت الجهة التي تنتهك مجالها الجوي.

وصرح أوغلو لقناة «خبر-تورك» الإخبارية بأن «قواعد الاشتباك لدينا واضحة أياً كانت الجهة التي تنتهك مجالنا الجوي»، وأضاف أن «القوات المسلحة التركية لديها اوامر واضحة. حتى لو كان طيرا محلقا فسيتم اعتراضه».

واوضح أن «الملف السوري لا يسبب أزمة بين تركيا وروسيا اللتين لهما مصالح تجارية كبرى». وتابع: «قنوات الاتصال بيننا تبقى مفتوحة» معرباً عن الأمل في أن تتخلى موسكو عن «مواقفها الخاطئة حول الأزمة السورية بشكل عام».

يأتي هذا التصريح بعد أن أعلنت وزارة الخارجية التركية في وقت سابق أن طائرة حربية روسية انتهكت الأجواء التركية، فوق ولاية هطاي السبت الماضي، وغادرتها باتجاه سوريا بعد أن اعترضتها طائرتان من القوات الجوية التركية.

وأشار بيان صدر عن الوزارة إلى أن طائرتين تركيتين من طراز «إف 16»، كانتا تقومان بدورية في المنطقة، اعترضتا الطائرة الروسية وتعاملتا معها ما ترتب عنه مغادرة الأخيرة المجال الجوي التركي باتجاه سوريا.

وأفاد البيان بأنه تم استدعاء السفير الروسي في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، وإبلاغه احتجاج تركيا الشديد على ذلك الانتهاك، وضرورة عدم تكراره مستقبلاً، وإلا فستكون روسيا مسؤولة عن أي حادث غير مرغوب به يمكن أن يحدث.

وأضاف أن وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في الثالث من الشهر الجاري، كرر خلاله الموقف التركي من الانتهاك، كما أجرى اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا لتقييم الموقف، ومن المزمع أن يتصل هاتفيا بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو، ووزير الخارجية الألماني.

انتهاك سيادة

وفي رد أميركي حول الانتهاك الروسي للمجال التركي، عبر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» عن قلق بلاده العميق إزاء الخطوة الروسية ودعا روسيا إلى التصرف بطريقة آمنة ومسؤولة.

وأضاف المسؤول الذي كان يتحدث من مدريد شريطة عدم الكشف عن اسمه «لا أعتقد أنه كان حادثاً» ووصف الواقعة بأنها انتهاك لسيادة دولة عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو». بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن واشنطن تتشاور مع تركيا بعد الخطوة الروسية. وقال كارتر «هذا بوضوح أمر نتشاور معهم بشأنه».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مدريد حيث بدأ أمس جولة أوروبية أن روسيا فاقمت الحرب الأهلية مهددة مبدأ تسوية سياسية للنزاع والحفاظ على بنية السلطات التي تقول إنها تدافع عنها.

وأضاف: «لا أزال آمل في أن يدرك الرئيس الروسي فلاديمير فلاديمير بوتين أن تقرب روسيا من سفينة تغرق استراتيجية خاسرة وان يقرر التصدي للتهديد الذي يطرحه تنظيم داعش بدلاً من مواصلة غاراته الجوية الأحادية ضد المعارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد».

بدوره، هاجم وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند روسيا منوهاً بأن دخول الطائرات الروسية أجواء تركيا يزيد خطورة الوضع في المنطقة فيما اعتبر المبعوث البريطاني إلى سوريا غاريث بيلي إن استهداف روسيا للمعارضة السورية المعتدلة جعلها جزءاً من الحرب الأهلية السورية وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك.

اجتماع طارئ

في هذه الأجواء المشحونة، وفي بروكسل عقد «الناتو» اجتماع طارئ ندد فيه الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ بـ«الانتهاكات غير المقبولة للمجال الجوي التركي من طائرات حربية روسية». وقال في بيان «أدعو روسيا إلى احترام كلياً المجال الجوي للحلف الأطلسي وتفادي تصعيد حدة التوتر مع الحلف».

وأضاف أن تحركات روسيا في سوريا، حيث تشن موسكو ضربات جوية ضد المتشددين تعتبر الدول الغربية أنها تستهدف مجموعات معارضة تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، «لا تساعد أمن واستقرار المنطقة».

بالموازاة، أعلنت روسيا شن غارات جوية على 9 مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا في الساعات الأخيرة بينما أكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك. وتابع «هدف عملياتنا هو تقديم الدعم للجيش السوري في صراعه ضد التنظيمات والقوى الإرهابية والمتطرفة».

دعوة للمعارضة

إلى ذلك، دعت جماعات سورية معارضة في بيان دول المنطقة إلى تشكيل تحالف ضد روسيا وإيران في سوريا.

وذكرت الجماعات أن التعاون لازم لـ«مواجهة التحالف الروسي الإيراني الذي يحتل سوريا».

«داعش» يدمر أيقونة تدمر

 فجر «داعش» قوس النصر الشهير في آخر عملية تدمير تطال معالم مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي. وأكد المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم لوكالة تدمير قوس النصر الأثري الشهير.

وقال تلقينا معلومات ميدانية مفادها أن قوس النصر دمر، واصفاً هذا المعلم الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام، ويقع عند مدخل شارع الأعمدة بـ«أيفونه تدمر».

ويرى عبد الكريم أنه كلما تعرض التنظيم لهجوم أو تلقى نكسة ميدانياً، يتصرف بهذه الطريقة، مضيفاً، هذا ليس عملاً نابعاً من خلفية أيديولوجية إنما هو عمل انتقامي موجه ضد الأسرة الدولية التي يترتب عليها الرد.

ويأتي تدمير قوس النصر الذي فخخه التنظيم قبل أسابيع وفق عبد الكريم، بعد تفجير مواقع أثرية عدة داخل تدمر التي يسيطر عليها التنظيم منذ 21 مايو الماضي، ما أثار تنديداً دولياً واسعاً جراء استهداف هذا التراث الإنساني العالمي.

ويقول عبد الكريم: الخيار سهل، إما أن تزول تدمر نهائياً وإما أن يتقدم الجيش السوري بسرعة بدعم من المجتمع الدولي والجيش الروسي لتحرير المدينة مضيفاً، الأولوية هي لإنقاذ المدينة وبعدها يمكن مناقشة المسائل السياسية.

مخاوف مشروعة

ويخشى عبد الكريم سعي التنظيم إلى تفجير ما تبقى من مواقع أثرية في تدمر. ويقول: نعرف أن تنظيم «داعش» فخخ معالم أخرى. إنهم يريدون تدمير المسرح والأعمدة ونحن نخشى على مجمل المدينة الأثرية.ودمر تنظيم «داعش» في أغسطس معبدي بعل شمين وبل الأثريين في المدينة القديمة، إضافة إلى تدميره في يوليو تمثال أسد أثينا الشهير الذي كان موجوداً عند مدخل متحف تدمر.

ويتزامن تدمير هذا المعلم الأثري في تدمر مع دخول النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفاً جديداً مع تدخل روسيا التي باشرت منذ الأربعاء شن ضربات جوية تقول، إنها تستهدف متشددي تنظيم «داعش» فيما تشتبه دول الغرب بأن هدفها الفعلي دعم قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد على ضوء الخسائر الميدانية، التي منيت بها في الأشهر الأخيرة.

Email