صورة هارب في البحر تفتح جراح آلاف السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

البحر.. بات المفر الوحيد للاجئين السوريين فعلى الرغم من الحقيقة المرة التي قد يضمرها لهم بالموت في أعماق المحيط إلا أنها تبقى أقل قسوة وأكثر أماناً في عيونهم من البقاء تحت جحيم الأسد. وأصبحت صور الهجرة في المحيط ترتبط في أذهان العالم بالمعاناة التي يواجهها السوريون كل يوم، بحثاً منهم عن حياة لا يحاصرها الموت في كل لحظة. هذه الصورة هي للأب ليث ماجد وهو يحتضن طفليه باكياً بعد عبورهم المتوسط إلى أرض اللجوء في اليونان، وتصدرت هذه الصورة المواقع الإخبارية واهتمت الصحف العالمية بعرض تفاصيل رحلتهم الشاقة إلى أن وصلوا إلى ألمانيا.

صورة لخصت معاناة شعب بأكمله فالأب، والسخط بادياً على وجهه، يعانق أطفاله بعد نجاتهم من رحلة الموت عبر المتوسط إلى أرض اللجوء في أوروبا في الوقت الذي تزهق فيه أرواح كثيرين من الأطفال أمام مرأى أهاليهم بسبب الحصار الذي يفرضه النظام عليهم.

دموع ليس من المعلوم إذا كانت فرحا بالنجاة من الموت في سوريا، أو من رحلة العذاب المبرح الذي واجههم في عرض البحر.

ليث ماجد هرب من سوريا بأسرته المكونة من زوجته و3 أبناء منذ أسبوعين، بعد صراع طويل في اتخاذ قرار الهروب للوصول إلى تركيا ومن هناك دفع ما يُقارب 6500 دولار أميركي ثمنا لرحلته إلى جزيرة كوس اليونانية، التي استغرقت ساعتين في قارب مطاطي مكتظ بأعداد تفوق استيعابه.

قارب كان كباقي القوارب التي تصل يوميا بحسب مصور صحيفة النيويورك تايمز، إلا أن صورة هذه العائلة وردة فعلهم لحظة الوصول جسدت له أسوأ معاناة بشرية حتى قبل التحدث إليهم.

اليوم عائلة ليث وصلت إلى ألمانيا بعد أن ضجت بقصتها وسائل التواصل الاجتماعي على أمل النيل بأبسط متطلبات البشرية بعد هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
 

Email