بريطانيا وجهة المهاجرين السريين المفضلة

عناصر خفر السواحل الإسبان لدى إنقاذهم مجموعة من المهاجرين غير شرعيين قرب الميريا | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظرا لاقتصادها المزدهر واتهامها بعدم بذل جهود كافية ضد العمل في الخفاء، تشكل بريطانيا الوجهة الحلم لآلاف المهاجرين غير الشرعيين المستعدين لتحمل المخاطر للوصول إلى ما يعتبرونه مستقبلا افضل لهم ولعائلاتهم.

ووفقا للمديرية العامة للمفوضية الأوروبية «يوروستات»، كانت بريطانيا العام الماضي سادس دولة أوروبية من حيث طلبات اللجوء بعد ألمانيا والسويد وإيطاليا وفرنسا والمجر.

وتسلط محاولات عبور نفق بحر المانش في الأيام الأخيرة الضوء على مدى جاذبية هذا البلد بالنسبة للمهاجرين. وللوصول إلى هناك، فانهم على استعداد لتعريض حياتهم للخطر.

ويقول السوري بلال (29 عاما) انه يحاول «كل ليلة» منذ وصوله إلى كاليه قبل اكثر من أسبوعين العبور إلى الضفة الأخرى.

ويضيف «بالنسبة لي، فان بريطانيا مرادفة للحرية. كنت أتولى إدارة محل للكمبيوتر في سوريا. أريد أن افعل الشيء نفسه في بريطانيا».

كما ان اللغة عامل رئيسي آخر. فالغالبية العظمى من نحو ثلاثة آلاف مهاجر في كاليه وصلوا من اريتريا واثيوبيا والسودان وافغانستان.

ويوضح المسؤول عن اللاجئين في الصليب الاحمر البريطاني هوغو تريسترام ان «الانجليزية هي عادة اللغة الاجنبية التي يعرفونها أفضل من غيرها».

وهذه ميزة واضحة عندما يتعلق الامر بالعثور على وظيفة او القيام بمهام ادارية. ويضيف تريسترام «قد يكون بعض المهاجرين، اضافة الى ذلك، يعتمدون على الروابط الاسرية في المملكة المتحدة».

وفي السياق ذاته، يقول السوداني آدم (38 عاما) «زوجتي وولدي الاثنين هناك، اريد العثور عليهم والعيش في بلد مسالم».

وفي العام الماضي قدم اكثر من 31 الفا من المهاجرين طلبات للجوء في بريطانيا، اي اقل بمرتين مما كانت عليه في فرنسا (نحو 63 الفا)، وحوالى سبع مرات أقل مما كانت عليه في المانيا (قرابة 203 الاف) لكن معدل قبول الطلبات هو اعلى بكثير (39في المئة مقابل 22في المئة في فرنسا، وفقا ليوروستات ).

وتوفر الحكومة البريطانية السكن والحصول على الرعاية الصحية والتعليم مجانا، ولكن الحال هنا مشابهة لفرنسا.

ويعتبر مسؤولون فرنسيون ان الفرق بين البلدين هو ان السلطات البريطانية لا تقوم بما يكفي لمحاربة العمل غير المعلن عنه، كما انه ليس هناك بطاقة هوية في بريطانيا مما يساهم في تعقيد الضوابط.

وقال النائب الجمهوري كزافييه برتران لقناة «بي اف ام تي في» الفرنسية «اوقفوا النفاق مع الاصدقاء الانجليز (...) فمن الضروري ان تغير انجلترا نظام توظيف المهاجرين غير الشرعيين».

كما ان زويه غاردنر من جمعية «اسايلم ايد» التي تقدم المساعدة القانونية للمهاجرين تقول ان «بعض المهاجرين يختارون عدم تقديم طلب اللجوء للعمل في الخفاء». ومع ذلك، تستعد لندن لتشديد قوانين الهجرة التي تم تطويرها بالفعل في مايو 2014.

ويتطلب القانون من اصحاب العقارات خاصة التحقق، تحت طائلة دفع غرامة، اذا كان يحق للمستأجرين لديهم الاقامة في بريطانيا. وينص مشروع القانون الجديد ايضا مصادرة رواتب العمال غير الشرعيين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد إعادة انتخابه في مايو الماضي «من السهل جدا العمل بصورة غير قانونية في البلاد».

Email