الحكومة الأفغانية محتارة في تقارير وفاة الملا عمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الحكومة الافغانية أمس أنها تحقق في معلومات تفيد عن وفاة الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الفار منذ نهاية 2001 ومصيره مجهول منذ سنوات، رغم أن الاستخبارات الأفغانية أكدت وفاته قبل عامين. ولم يؤكد المتمردون رسميا وفاة الملا عمر الذي لم يظهر منذ الغزو الاميركي لافغانستان في 2001. وتحدثت شائعات في الماضي مرارا عن اصابته بالمرض وحتى عن وفاته.

وصدر الاعلان على لسان الناطق باسم الرئاسة سيد ظفر الهاشمي بعدما تحدثت مصادر عدة لم تكشف هويتها في الحكومة والمتمردين لوسائل اعلام عن وفاة زعيم حركة طالبان.

وقال الهاشمي في مؤتمر صحافي في كابول: «قرأنا معلومات في وسائل الاعلام تتحدث عن وفاة الملا عمر». واضاف: «نحقق في هذه المعلومات. وسنعلق عليها بعد التثبت من صحتها».

من جهته، أعلن الناطق باسم الاستخبارات الافغانية حسيب صديقي ان الملا عمر توفي قبل عامين. وقال صديقي الناطق باسم المديرية الوطنية للامن: «توفي الملا عمر في احد مستشفيات كراتشي في ابريل 2013 في ظروف غامضة».

تأكيد

كما قال مسؤول في الحكومة الافغانية: «يمكننا ان نؤكد ان الملا عمر توفي قبل سنتين بسبب اصابته بمرض». واضاف هذا المسؤول الكبير نقلا عن مصادر في الاستخبارات الافغانية: «لقد دفن في زابل» جنوب افغانستان. من جهته، أفاد مسؤول في طالبان طالبا عدم كشف اسمه بوفاة الملا عمر، مشيرا الى انه لا يملك تفاصيل دقيقة حول اسباب الوفاة وتاريخها. وأضاف ان «الشائعات عن وفاته بدأت تنتشر الاسبوع الماضي في صفوف طالبان عندما تسلمنا رسالته بمناسبة عيد الفطر مكتوبة فقط للمرة الاولى».

وفي حال تأكدت وفاة زعيم طالبان، فانها ستشكل ضربة كبيرة للحركة المتمردة منذ حوالي 14 سنة وتهددها انقسامات كبيرة وصعود تنظيم داعش في جنوب آسيا. وفي ابريل، نشرت حركة طالبان سيرة للقائد الاعلى للحركة في خطوة مفاجئة تهدف على ما يبدو الى الحد من تأثير تنظيم داعش في صفوفها.

وتصف هذه السيرة التي نشرت على الموقع الالكتروني للحركة بمناسبة مرور 19 عاما على توليه قيادتها، الملا عمر بانه مشارك فعليا في ما سمته «النشاطات الجهادية» ربما في محاولة لنفي الشائعات عن وفاته.

شائعات

وتتحدث الشائعات منذ اشهر عن وفاة القائد الاعلى لحركة طالبان التي حكمت افغانستان من 1996 الى 2001 وذلك بسبب الغياب الكامل للرسائل المصورة او الصوتية الصادرة عنه. والتزمت حركة طالبان في رسائلها الرسمية الصمت التام بشأن مصيره.

ويأتي الاعلان عن التحقيق في المعلومات عن وفاة الملا عمر بعد بضعة اسابيع على اول اتصال رسمي جرى بين المتمردين وحكومة كابول بغية التمهيد لمفاوضات سلام، من غير ان يؤدي ذلك الى وقف النزاع على الارض.

خلط الأوراق

وفي حال تأكدت، فإن وفاة الملا عمر قد تعيد خلط الاوراق في صفوف طالبان، بينما يفترض ان تستأنف هذه المفاوضات بين كابول والمتمردين في الايام المقبلة في باكستان، حسب شائعات ايضا.

ويشترط المتمردون الافغان قبل اي مفاوضات سلام انسحاب جميع الجنود الاجانب الذين قاموا بطردهم من السلطة في 2001 ويدعمون الحكومة الموالية للغرب في كابول، من افغانستان.

ومتمردو طالبان منقسمون بين جيل جديد من القياديين الذين يواصلون القتال على الارض، والقادة القدامى الذين فروا الى الخارج في نهاية 2001 والمنقسمين فيما بينهم ايضا.

آخر رسالة

تعود آخر رسالة للملا محمد عمر الى منتصف يوليو بمناسبة عيد الفطر عندما عبر عن دعمه لمحادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الافغانية، معتبرا انها «شرعية».

Email