حصيلة ضحايا الزلزال تتجاوز 4200 وصعوبات في الإغاثة

الأمراض تهدد مليون طفل نيبالي

امرأة مسنة تبكي عائلتها أمام بيتها المدمر في كاتماندو أي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

ارتفع عدد قتلى زلزال نيبال إلى نحو 4200 وبلغ عدد المصابين نحو ستة آلاف، وسط حالة من الخوف في أوساط الأهالي عقب الهزات الارتدادية، وذلك في الوقت الذي تجد في عمليات الإغاثة صعوبات في ظل صعوبة المناخ، بينما تأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أن حوالي ميلون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأعلنت وزارة الداخلية أن حصيلة القتلى اقتربت من 4200 شخصا، ورجحت ارتفاعها لا سيما مع الطبيعة الهشة للمباني الطينية.

ويعيش الأهالي حالة من الذعر عقب أكثر من مئة هزة ارتدادية أدت إلى العديد من الانهيارات الثلجية في جبل إيفرست، حيث قتل 18 من جراء هذه الانهيارات. ويضاف إلى حصيلة الضحايا في نيبال نحو تسعين قتيلا سقطوا في الدول المجاورة التي تأثرت بالزلزال المدمر، ولا سيما في الصين والهند.

إغاثة

وتعاني وكالات الإغاثة الإنسانية الموجودة طواقمها على الأرض من صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة لتقييم الأضرار والاحتياجات التي تنذر بأنها ستكون ضخمة في ظل تردي المناخ وتساقط الأمطار، ولم تتمكن فرق البحث والإنقاذ من الوصول للعديد من المناطق السكنية القريبة من مركز الزلزال بسبب التشققات والانهيارات التي تعرضت لها الطرق المؤدية إليها، ويتخوف المسؤولون من ارتفاع عدد القتلى لعدم التمكن من الوصول لتلك الأماكن. وتقول الأمم المتحدة إن المستشفيات في كتماندو لم تعد تستوعب أعداد الضحايا، وإن المواد الطبيبة اللازمة لحالات الطوارئ نفدت. واضطر العاملون في المستشفيات التي استقبلت ضحايا الزلزال إلى إخلاء المباني خوفا من أي انهيارات.

من جانبها أشارت المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام أستراليا هيلين سيزوكي إلى أن «الكهرباء مقطوعة والمستشفيات مزدحمة ولم يعد هناك مجال لوضع المزيد من الجثث في المشارح»

أطفال يعانون

في غضون ذلك، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة أن 940 ألف طفل ممن يعيشون في المناطق التي تضررت بشدة من جراء الزلزال الذي ضرب النيبال بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وحذرت المنظمة في بيان لها أمس من أن تضاؤل إمدادات المياه والغذاء وانقطاع التيار الكهربائي وتعطل شبكات المحمول إضافة إلى هطول الأمطار سيجعل الأطفال بوجه خاص عرضة للخطر بسبب محدودية الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي ما قد يعرضهم لخطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه.

وأفادت المنظمة بأن عددا كبيرا من الأطفال قد انفصلوا عن أسرهم بسبب الزلزال والهزات الارتدادية التي وصل عددها إلى 60 هزة وأدت إلى بقاء السكان في الشوارع.

وأكدت أنها تقدم إمدادات الطوارئ مع التركيز على المياه والتغذية والتعليم وحماية الطفل وتوفير الخيام للمرافق الطبية الميدانية.. مشيرة إلى أنها تستعد لإرسال رحلتي شحن جوي بشكل عاجل إلى كاتماندو تحملان 120 طنا من الامدادات الانسانية بما في ذلك الامدادات الطبية والمستشفيات والخيام.

قرى الأطفال

في الاثناء، تقوم قرى الأطفال «اس او اس» بالتجهيز لعمليات إغاثة فورية وذلك في أعقاب الزلزال الذي ضرب نيبال حيث تهدف عمليات الإغاثة لتأمين الدعم العاجل للأطفال المتضررين بشكل مباشر من الكارثة وللعائلات التي لا تستطيع الاعتناء بأطفالها بسبب الأضرار البالغة التي لحقت بها. وقالت المدير العام لمكتب الخليج العربي نيكول نصار تعليقا على الزلازال المدمر «نعرف بشكل مباشر الأثر السلبي للكوارث الطبيعية على الاطفال والعائلات، حيث تدمر البيوت ويتيه الأطفال عن أهاليهم. ومن أجل ذلك تقوم منظمة قرى الأطفال بالسعي جاهدة لتأمين الرعاية لهؤلاء الأطفال وخصوصا الاكثر تضرراً منهم".

ومن الجدير بالذكر أن قرى الاطفال «اس او اس» تعمل في نيبال منذ أكثر منذ أربعين عاما بما يزيد على أكثر من 800 موظف على الأرض مما يؤهلها للاستجابة الطارئة بشكل فعال. تقوم المنظمة حاليا بتوزيع طرود الغذاء والماء إضافة إلى المساعدات الطبية الأولية

ويرتكز عمل الإغاثة لمنظمة قرى الأطفال في نيبال في محورين أساسين بمساعدة الأطفال التائهين الذين فصلوا عن ذويهم: ويتضمن تسجيل أسماء الأطفال مع الجهات المختصة، مساعدتهم على إيجاد ذويهم، والتأكد من حصولهم على الرعاية الجيدة أثناء فترة البحث. إضافة إلى توفير مراكز صديقة للطفل: وتكون هذه المراكز في مناطق آمنة من المجتمعات المحلية حيث يتم توفير الغذاء واللباس والرعاية الصحية.

»فيسبوك« و »غوغل« يساعدان

أدخل موقعا «فيسبوك» و«غوغل» الإلكترونيان، مهام جديدة إلى منتدياتهما على الانترنت، بهدف مساعدة الأشخاص في الوصول إلى أصدقائهم وأقاربهم الذين تعرضوا لكارثة الزلزال في نيبال. وقدم موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعى خاصية «التأكد من السلامة» التي تمكن المستخدم من توضيح أن وضعه آمن، أو جعل أصدقائه على فيسبوك يحدثون حالته نيابة عنه.

من ناحية أخرى، تسمح خاصية «العثور على الاشخاص»، التي يقدمها محرك البحث العملاق «غوغل»، بنشر معلومات حول طرف ثالث، على سبيل المثال إذا تمكن المستخدم من الوصول إلى شخص ما في المنطقة عبر الهاتف. وتعقبت الخاصية الجديدة المتوفرة بست لغات، من بينها الانجليزية والنيبالية والصينية، نحو 5200 بلاغ حتى الآن.

ومع التضرر الجزئي للاتصالات في العاصمة كاتمندو بسبب الزلزال وتوابعه، تردد أن السائحين يستخدمون تلك الخواص الجديدة في طمأنة أسرهم عليهم. في الوقت نفسه، أنشأ موقع «توموند» الالكتروني، الذي دشن العام الماضي مشروع خرائط عبر الانترنت للمساعدة في العثور على الطائرة الماليزية المفقودة التي تحمل رحلتها رقم «إم إتش 370»، موقعا الكترونيا يسمح للمستخدمين بتحديد المباني والطرق التي لحقت بها أضرار على الخريطة.

Email