6.6 ملايين متضرر وهزات ارتدادية تثير الذعر

2500 قتيل ضحايا « زلزال نيبال »

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب نيبال إلى أكثر من 2500 قتيل مع مخاوف من وصولهم إلى 4500، بينما تواصلت جهود الإغاثة والإنقاذ بعد أن أثر الزلزال على 6،6 ملايين شخص مع تواصل الهزات الارتدادية التي امتدت إلى الهند والصين وبنغلادش حاصدة المزيد من الضحايا.

وضربت هزات ارتدادية قوية نيبال أمس، ما اثار الذعر بين الناجين من زلزال السبت الذي بلغت حصيلة قتلاه أكثر من 2500، فيما تواصل فرق الإغاثة البحث بين انقاض العاصمة المدمرة كاتماندو.

وأثارت الهزات الارتدادية الذعر بين الناجين الذين لجأوا أصلا إلى شوارع العاصمة ليخيموا فيها بين انقاض المباني التي تهاوت نتيجة زلزال السبت الذي بلغت قوته 7,8 درجات، والذي يعتبر اسوأ كارثة طبيعية في نيبال منذ 80 عاماً.

واضطر العاملون في المستشفيات التي استقبلت ضحايا الزلزال إلى اخلاء المباني خوفاً من اي انهيارات. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اوكسفام استراليا هيلين سيزوكي ان الكهرباء مقطوعة والمستشفيات مزدحمة ولم يعد هناك مجال لوضع المزيد من الجثث في المشارح.

حصيلة

وأعلن مركز عمليات الطوارئ الوطني، ومقره كاتماندو، عن ارتفاع حصيلة القتلى في نيبال إلى 2430 فضلا عن 6000 جريح.

من جهته، توقع وزير الإعلام النيبالي ميندرا ريجال، أن تصل حصيلة قتلى الزلزال إلى 4500 شخص، أي بمقدار ثلاثة أضعاف التقدير الحالي لأعداد القتلى. وقال ريجال في تصريح للصحفيين، وقع معظم الدمار في ضاحية جورخا، مركز الزلزال غربي كاتماندو.

وذكر مكتب الأمم المتحدة في كاتماندو في بيان، ان الزلزال أدى إلى تضرر 6.6 ملايين شخص في 39 منطقة. وأضاف أن منسق الأمم المتحدة لدى نيبال جامي مكغولدريك اجتمع مع مسؤولين بالحكومة النيبالية لعرض المساعدة وبحث الاحتياجات اللازمة للاستجابة.

إغلاق المطار

وتسببت الهزات الارتدادية بتعليق العمل في مطار كاتماندو لساعة واحدة واضطر المراقبون الجويون إلى اخلاء مراكزهم. كما اجبرت بعض الطائرات على العودة ادراجها قبل الهبوط. وأفاد مراسلو «فرانس برس» في كاتماندو ان هزات ارتدادية سجلت خلال نهار أمس واشدها عند الفجر بقوة 6,7 درجات.

وأدى الزلزال إلى انهيار برج دارهرا التاريخي، احد المعالم السياحية في وسط العاصمة. وقالت الشرطة انه «يُعتقد ان 150 شخصاً كانوا في البرج اثناء حصول الكارثة بالاعتماد على مبيعات بطاقات الدخول».

وقال المسؤول المحلي في الشرطة بيشوا راج بوخارل إن 30 جثة انتشلت وليس لدينا عدد ناجين ولكن تم انقاذ 20 مصاباً. وتابع: «لم ننته من عملنا هنا، عمليات الإغاثة مستمرة»، مشيرا إلى انه «في الوقت الحالي لسنا بموقع يسمح لنا تقدير عدد المحتجزين».

مصابون

وفيما تبحث فرق الإغاثة بين الأنقاض، غصت مستشفيات المدينة بالمصابين الذين يعانون من كسور في اطرافهم.

ومن جهته شرح الطبيب في مستشفى انابورنا للأمراض العصبية سمير اشاريا: «عالجنا الكثيرين منذ البارحة، وغالبيتهم من الأطفال»، مضيفا ان «غالبية المرضى يعانون من اصابات في الرأس او كسور. مات اثنان من مرضانا وآخران في حالة حرجة».

وأشار اشاريا إلى ان الأطباء يعملون في خيمة نصبت في موقف سيارات بسبب تزايد عدد الجرحى كما ان بعض المرضى يخشى البقاء في المبنى.

في الهند، اشار مسؤولون إلى ان حصيلة القتلى بسبب الزلزال الذي ضرب ولاية بيهار شمال البلاد وصلت إلى 67 شخصاً، كما نقل الإعلام الرسمي الصيني مقتل 18 شخصا في منطقة التيبت. وضرب الزلزال أيضا بنغلادش حيث تسبب بحالة هلع في العاصمة دكا.

كارثة تحل بمتسلقي إيفرست والمروحيات تجلي بعض الناجين

 بدأت مروحيات أمس، الهبوط في المخيم الاساسي لمتسلقي قمة ايفرست لإنقاذ ضحايا انهيار ثلجي أودى بحياة 19 شخصا.

وأفاد متسلقون ان الهزات الارتدادية تسببت بانهيارات ثلجية جديدة في جبل ايفرست مباشرة بعدما نقلت طوافات المصابين من انهيار ثلجي ضرب مخيما للمتسلقين السبت وقتل 19 شخصاً، ومن بين القتلى أسترالي وأميركي وصيني.

وبسبب الحادثة الأسوأ في تاريخ جبل ايفرست، والتي حصلت بعد عام على انهيار ثلجي قتل فيه 16 دليلاً، ألغي موسم التسلق الذي كان ينتظر ان يشارك فيه 800 متسلق.

واستطاعت ست مروحيات الوصول الى الجبل أمس، اثر تحسن الاحوال الجوية. وأظهرت صور كتلا ثلجية وحطاما في مخيم المتسلقين. وروى متسلقون الذعر في المخيم على سفوح ايفرست الذي تضرر كثيرا، ووصف احدهم الانهيار الثلجي بـ«الضخم».

وقال تولسي غوتام، من دائرة السياحة التي تمنح التصريحات للمتسلقين، «نقلنا جوا 52 شخصا من المخيم، 35 منهم أحضروا الى كاتماندو».

وروى جورج فولشام، احد المتسلقين من سنغافورة، «ركضت كثيرا وكنت أرى موجة الثلوج وكأنها مبنى من خمسين طابقا يسقط باتجاهي». وتابع «أصبحت عاجزاً عن التنفس، وظننت أني أفارق الحياة، لا أصدق ان موجة الثلج عبرت من فوقي وخرجت منها سالما».

وتحاول فرق التسلق في المعسكر علاج المصابين ومعرفة كيفية إنقاذ هؤلاء المحاصرين على منحدرات مرتفعة.

وقال مسؤول في الشرطة من منطقة إيفرست، إن 61 شخصا جرى إنقاذهم من معسكر القاعدة السفلي لكن ليس لدينا أنباء عن المتواجدين في الجزء الأعلى من معسكر القاعدة أو على معسكرات 1 و2 و3 حيث لم نتمكن من الوصول إلى هناك. وأضاف أن المعسكر أصبح ركاما الآن.

وانقطع الاتصال بالكثير من الأشخاص وبعضهم ليس معه هواتف تعمل تتصل بالقمر الاصطناعي، مضيفا: «نحاول مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص».

وذكر الموقع الإخباري المحلي «سيتوباتي» أن 217 شخصا فقدوا من معسكر إيفيرست. وفي بداية موسم تسلق الجبل، يتواجد مئات من ممارسي هذه الهواية في المخيم الأساسي الذي يقع على ارتفاع 5500 متر.

إضاءة

في العام 1988 ضرب زلزال بقوة 6,8 درجات شرق نيبال وأسفر عن مقتل 721 شخصاً، فيما قتل زلزال آخر بقوة 8,1 درجات 10700 شخص في الهند ونيبال في العام 1934.

Ⅶ في مستشفى «بير» في العاصمة كاتمندو، روى مراسل لـ«فرانس برس» مشاهداته، حيث رأى أقرباء ضحايا يتجمعون حول الجثث ويحاولون إبعاد الحشرات والذباب عنها.

 Ⅶجرت أول عملية حرق لجثث ضحايا الزلزال في ولاية باشوباتيناث خارج كاتمندو.

 Ⅶ في مسعى للعثور على ناجين وانتشال جثث الضحايا أخذ عمال الإنقاذ يحفرون بأياديهم من دون الاستعانة بأية آلات، واستخدم البعض أياديهم لملء دلاء بيضاء بالتراب والحجارة.

 Ⅶ قال مبعوث نيبال لدى الهند ديب كومبار أوبادهاي إن المستشفيات الخاصة والحكومية لم تعد بها أماكن والمصابون يعالجون في العراء.

 Ⅶ في مخيم إيفيرست كتب متسلق الجبال الروماني أليكس جافان في تغريدة على موقع «تويتر» أن الهزات الارتدادية تسببت في ثلاثة انهيارات جليدية.

 Ⅶ جاب ناجون الشوارع وهم يحملون أكياس النوم والأغطية في حين جلس آخرون في الشارع وهم يحملون أطفالهم وتحيط بهم بعض أكياس النوم وبعض المتعلقات.

 Ⅶ قُتل 700 على الأقل في العاصمة كاتمندو التي يبلغ عدد سكانها نحو مليون شخص، حيث يوجد الكثير من المنازل العتيقة والمتهالكة المقامة على مسافات قريبة جداً من بعضها البعض.

تضامن

دول عدة ترسل طائرات محملة بالمساعدات

 توالت عروض المساعدة من كافة انحاء العالم، للأغاثة في نيبال وواصلت عشرات المنظمات والحكومات ارسال المساعدات من الكلاب البوليسية إلى المستشفيات الميدانية. وأرسلت الهند 13 طائرة عسكرية محملة بأطنان من الأغذية والأغطية ولوازم اخرى. لكن قطع الطرقات وخطوط الكهرباء والمستشفيات المزدحمة فضلا عن الأضرار المادية الجسيمة تعرقل تلك الجهود.

كما ارسلت الولايات المتحدة ودول اوروبية وآسيوية اخرى فرقاً للإغاثة للبحث عن ناجين من تحت انقاض المباني في العاصمة المدمرة كاتماندو كما في المناطق الريفية المقطوعة عن العالم بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق التي باتت غير قابلة للاستعمال فضلا عن تعطل الاتصالات الهاتفية.

وأعلن الصليب الأحمر الأسترالي في بيان ان «الكثير من الجثث يتم انتشالها من المباني المدمرة كل ساعة»، مضيفا ان «الاتصالات معطلة في الكثير من المناطق. الدمار منتشر، الأنقاض وانهيارات التربة تمنع الوصول لتأمين المساعدات للعديد من القرى». وتتخوف منظمات إغاثة اخرى من سرعة نفاد المؤن الأساسية كما انها تخشى ان يكون هناك المزيد من الخسائر الكارثية.

فرق إنقاذ

وأعلنت الولايات المتحدة ارسال فرق للإنقاذ وتخصيص مليون دولار للمساعدات الطارئة، وفق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وتعهدت استراليا ونيوزيلندا بتقديم اكثر من 4,5 ملايين دولار، ووعدت كوريا الجنوبية بمليون دولار. ومن جهتها اعلنت روسيا انها سترسل طائرتين الأحد لنقل خبراء إغاثة وأطباء فضلاً عن معدات من بينها طوافات وطائرات من دون طيار.

كما أعلنت سيرلانكا عن طائرة عسكرية من طراز سي - 130 تنقل 48 عنصراً طبياً وفريق إغاثة فضلا عن معدات طبية ومياه ومولدات كهربائية كما سترسل لاحقا طائرة اخرى لنقل المزيد من الأطباء والممرضين.

ووصلت من باكستان أيضا طائرة تحمل معدات طبية وغذاء وفرق بحث وإغاثة.

وأرسلت الصين فريقاً من 62 متخصصا في عمليات البحث والإنقاذ مزودين بكلاب بوليسية ومعدات طبية وإغاثية. وأعلنت كل من سنغافورة واليابان ارسال فريقي انقاذ.

«دو» تمنح دقائق مجانية لعملائها من الجالية النيبالية للاتصال بذويهم

قدمت شركة دو للاتصالات لعملائها من الجالية النيبالية ثلاث دقائق مجانية للاتصال بعائلاتهم في بلدهم الأم، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب نيبال. وأعلنت الشركة أن هذا العرض يسري حتى منتصف ليل اليوم الاثنين 27 أبريل، مبينة أن أول ثلاث دقائق من الاتصال ستكون مجانية.

وقالت النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الأفراد في «دو» أحمد مخلص: «نضع في دو عملاءنا في صلب اهتماماتنا، ومن خلال تزويدهم بدقائق إضافية مجانية، نأمل بأن نسهم بتمكينهم من التواصل مع أهاليهم وعائلاتهم وأصدقائهم بصورة أسهل. كما نود التعبير عن تعاطفنا الشديد تجاه الشعب النيبالي وما تقاسيه المنطقة جراء تداعيات هذه الكارثة».

Email