أنقرة تحتفي بذكرى غاليبولي

أرمينيا تحيي مئوية المجازر العثمانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقف قادة دول ومسؤولون إلى جانب الآلاف في يريفان، أمس، دقيقة صمتاً على أرواح ضحايا المجازر الأرمنية، التي ارتكبها الأتراك عام 1915، وأسفرت عن مقتل مليون ونصف المليون أرمني، في الوقت الذي أحيت فيه تركيا، التي ترفض وصف المجازر بالإبادة الذكرى المئوية لمعركة غاليبولي في مراسم ضخمة ترمي إلى المصالحة، لكن طغى عليها الجدل حول مئوية مجازر الأرمن.

ووقف المشاركون في المراسيم التي أقامتها أرمينيا لإحياء مئوية «الإبادة» دقيقة صمتاً على أرواح الضحايا الأرمن، الذين قتلوا في 1915 على يد الأتراك العثمانيين، غداة تطويب الكنيسة الأرمنية الضحايا، الذين يقدر الأرمن عددهم بـ1.5 مليون شخص قديسين.

وعبر الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان، في كلمة ألقاها خلال المراسيم، عن شكره للقادة الحاضرين، وبينهم الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند، والروسي فلاديمير بوتين اللذان وضعا أكاليل من الورود على نصب الضحايا على تلال يريفان.

وقال سركيسيان إنه من واجبنا الأخلاقي أن نتذكر 1.5 مليون من الأرمن، الذين تعرضوا للقتل ومئات آلاف الأشخاص الذين عانوا الأهوال.

وعشية إحياء المئوية، تداعى مئات آلاف الأشخاص إلى يريفان للمشاركة في الاحتفال، الذي تتبعه احتفالات تذكارية يحييها عدد كبير من الجاليات الأرمنية في العالم.

مذبحة مروعة

وفي واشنطن، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما المجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد السلطنة العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى بـ«المذبحة المروعة»، متجنباً استخدام كلمة «إبادة»، وذلك قبل ساعات من إحياء الأرمن الذكرى المئوية للمذابح التي ارتكبت بحق أجدادهم.

وقال أوباما في بيان خاص بهذه المناسبة واختيرت كلماته بعناية فائقة إن أرمن السلطنة العثمانية تعرضوا للترحيل والقتل والاقتياد نحو الموت، «لقد تم محو ثقافتهم وإرثهم في وطنهم القديم».

وكان الرئيس أوباما وعد خلال حملته الانتخابية للسباق الرئاسي في 2008 بأن يعترف بـ«الإبادة» ولكنه لم يف بوعده، ولم يأت على لسانه كونه رئيساً يوماً هذا اللفظ.

مئوية غاليبولي

في الأثناء أحيت تركيا الذكرى المئوية لمعركة غاليبولي في مراسم ضخمة ترمي إلى المصالحة لكن يغطي عليها الجدل حول مئوية مجازر الأرمن.

ولبى نحو 20 قائداً من دول العالم دعوة أنقرة لإحياء ذكرى جنود من السلطنة العثمانية وقوة بريطانية فرنسية مشتركة سقطوا في معركة امتدت تسعة أشهر وانتهت بهزيمة لحلفاء الحرب العالمية الأولى.

ومن بين المشاركين في المراسم التي جرت على ضفة مضيق الدردنيل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا.

وكان المسؤولون الأتراك أعلنوا أمام ضيوفهم عن طابع الاحتفالات التي ترمي إلى السلام والمصالحة، لكن رسالة السلام التي سعى إليها القادة الأتراك شهدت تشويشاً كبيراً نتيجة الانتقادات التي وجهت إلى تركيا لرفضها الاعتراف بـ«إبادة» الأرمن.

وامتنع عدد من رؤساء الدول عن تلبية دعوة تركيا من بينهم الرئيسان بوتين وهولاند، وفضلوا التوجه إلى يريفان لإحياء ذكرى ضحايا «الإبادة» الأرمن.

Email